رئيس التحرير: عادل صبري 06:18 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد اعتراف أمريكا بإسرائيليتها..ماذا تعرف عن الجولان؟

بعد اعتراف أمريكا بإسرائيليتها..ماذا تعرف عن الجولان؟

العرب والعالم

مرتفعات الجولان السورية المحتلة

منطقة استراتيجية للاحتلال..

بعد اعتراف أمريكا بإسرائيليتها..ماذا تعرف عن الجولان؟

أحمد جدوع 26 مارس 2019 10:20

من جديد عادت هضبة الجولان السورية المحتلة للأضواء بعد الاعتراف الأمريكي الرسمي بسيادة الاحتلال الإسرائيلي عليها، في خطوة أكدت وكرست الانحياز المطلق من إدارة البيت الأبيض لإسرائيل التي تعتبر الجولان متنفسها الاستراتيجي.

 

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وقع رسميا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة من سوريا في عام 1967، في خطوة أشاد بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو ووصفها بـ "تاريخية".

 

ويعكس قرار الرئيس الأميركي بشأن الجولان ومن قبله اعترافه بالقدس (في ديسمبر 2017) عاصمة لإسرائيل، تغيرا جذريا في قواعد اللعبة في المنطقة، وقطيعة مع عقود طويلة من السياسة الأميركية الحذرة في التعاطي مع ملف السلام في الشرق الأوسط.

 

وجاء قرار ترامب على وقع تصعيد خطير في غزة، على خلفية إطلاق صاروخ نوعي من جنوب القطاع صباح الاثنين طال منزلا في تل أبيب، وأدى إلى إصابة 7 أشخاص بينهم ستة من عائلة واحدة بجروح متفاوتة.

 

الموقع

 

الجولان هي هضبة صخرية في جنوب غرب سوريا تبعد نحو 60 كيلومترا إلى الغرب من العاصمة السورية دمشق. تبلع مساحتها نحو 1200 كلم مربع.

 

كما أن الجولان هى إحدى المحافظات السورية الـ 14، وتعرف باسم محافظة "القنيطرة"، وتضم المحافظة مدينتين: "القنيطرة" وهي مركز المحافظة، دُمِّرت بالكامل على يد القوات الإسرائيلية قبل أن تنسحب منها في حرب أكتوبر عام 1973، و"فيق"، التي لا تزال مدمرة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.

 

وكانت إسرائيل قد احتلت معظم مرتفعات الجولان من سوريا إبان حرب يونيو 1967، وأحبطت مساعي سوريا لاستعادة المنطقة خلال حرب عام 1973.

 

أرض سورية محتلة

 

واتفق البلدان على خطة لوقف الاشتباك بعد عام من إنشاء منطقة منزوعة السلاح بطول 70 كيلومترا تشرف عليها دوريات مراقبة تابعة للأمم المتحدة. لكنهما في حالة حرب من الناحية الفنية.

 

وفي عام 1981 أقر البرلمان الإسرائيلي تشريعا يطبق "القانون والاختصاص القضائي والإدارة" على الجولان، وضم الأراضي، غير أن المجتمع الدولي لم يعترف بالخطوة وظلت مرتفعات الجولان أراض سورية محتلة.

 

وتطل هذه الهضبة على الجليل وعلى بحيرة طبرية في الجانب الإسرائيلي، كما تتحكم بالطريق المؤدية إلى دمشق على الجانب السوري. مرتفعات الجولان تحد أيضا الأردن ولبنان.

 

أهمية الجولان

 

وتعلم "إسرائيل" جيداً أهمية الهضبة بالنسبة إلى أمنها، إذ يوفر احتلالها حدوداً يمكن الدفاع عنها من أي هجوم بري، إضافة إلى أنه من خلال مرتفعاتها يمكن إصابة أي هدف بشمال الأراضي المحتلة بنيران المدفعية، وفق الموقع الإلكتروني لوزارة خارجية الاحتلال.

 

وتعد هضبة الجولان مصدراً مهماً للمياه، فأمطار مرتفعاتها تغذي نهر الأردن، وتمد الأراضي المحتلة بثلث احتياجاتها من المياه، إضافة إلى أن أراضيها تعد من أخصب الأراضي التي تزرع فيها أشجار التفاح وكروم العنب.

 

لدى "إسرائيل" اهتمام بالجولان لسبب اقتصادي لم تكشف عنه حتى الآن، وهو عمليات التنقيب عن النفط الجارية فيها، والتي قد تضيف إلى ثروة الاحتلال من الغاز الموجود في شرق المتوسط، لتعزز من وضعها كلاعب مهم في مجال الطاقة بالمنطقة.

 

ثروة نفطية

 

في نوفمبر عام 2015، نشرت مجلة الإيكونوميست مقالاً بعنوان "ذهب أسود تحت الجولان"، تحدثت فيه عن أنشطة التنقيب عن النفط الجارية من جانب شركات إسرائيلية وأمريكية في المنطقة، والتي يُعتقَد الآن وجود ثروة نفطية فيها قد يصل الاحتياطي بها لمليارات من براميل النفط.

 

وقال مسؤولون في تلك الشركات: "لقد وجدنا طبقة نفط يبلغ سُمكها 350 متراً في جنوب الجولان، وهو ما يشي بكميات كبيرة؛ لأن متوسط سُمك طبقات النفط عالمياً هو 20 أو 30 متراً، مما يعني أن اكتشافنا يبلغ عشرة أضعاف المتوسط العالمي".

 

وتطل الهضبة على الجليل وجبل الشيخ، وعلى بحيرة طبرية العذبة على الجانب الذي تحتله إسرائيل، كما تتحكم في الطريق المؤدية إلى العاصمة السورية دمشق، علاوة على أنها تكشف أجزاء كبيرة من مواقع جيش النظام السوري وتحركاته.

 

قرارات أممية

 

 مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة اتخذ عدة قرارات أممية حول هضبة الجولان، كان أبرزها القرار رقم 497 بتاريخ 17 ديسمبر 1981، الذي اعتبر فيه أن قرار "إسرائيل" فرض قوانينها وولايتها وإدارتها على الجولان السوري المحتل قرار لاغٍ وباطل وليس له أثر قانوني دولي، وطالب فيه "إسرائيل" بأن تلغي قرارها على الفور.

 

وأكد القرار أن جميع أحكام اتفاقية جنيف الصادرة بتاريخ 12 أغسطس 1949، المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب، سارية المفعول على الأراضي السورية المحتلة من قبل إسرائيل منذ يونيو 1967.

 

وصدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 35-122، في 11 ديسمبر 1980، الذي يدين "إسرائيل" لفرضها تشريعاً ينطوي على إحداث تغييرات في طابع ومركز الجولان.

 

وكانت الولايات المتحدة قد صوتت قبل ثلاث سنوات، في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، لصالح بيان لمجلس الأمن يعرب فيه عن قلقه العميق إزاء اعلان نتنياهو عدم تنازل إسرائيل عن الجولان.

 

آخر محادثات السلام

 

ولطالما تصر سوريا على عدم الموافقة على اتفاق سلام مع إسرائيل إلا إذا انسحبت من كل مرتفعات الجولان. وكانت آخر محادثات سلام مباشرة برعاية الولايات المتحدة قد انهارت عام 2000، بينما توسطت تركيا في محادثات غير مباشرة في عام 2008.

 

وتوجد نحو 30 مستوطنة إسرائيلية في هذه المنطقة ويعيش بها نحو 20 ألف مستوطن. كما يعيش فيها نحو 20 ألف سوري أغلبهم من طائفة الدروز.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان