رئيس التحرير: عادل صبري 01:06 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

هافينجتون بوست: الميرغني يكشف تضاؤل شعبية السيسي

هافينجتون بوست: الميرغني يكشف تضاؤل شعبية السيسي

صحافة أجنبية

لاعب وادي دجلة أحمد الميرغني

هافينجتون بوست: الميرغني يكشف تضاؤل شعبية السيسي

وائل عبد الحميد 05 يوليو 2015 14:45


"تعليقات الميرغني، التي أدلى بها عبر صفحته على فيسبوك ذات دلالة لأنها تشير إلى المدى الذي تضاءلت فيه شعبية الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأشبه بالعبادة"، بحسب تقرير بموقع هافينجتون بوست للكاتب جيمس دورسي تعليقا على تصريحات مثيرة للجدل للاعب دجلة أحمد الميرغني.



وإلى نص التقرير

الانتقادات التي وجهها لاعب الكرة أحمد الميرغني للجنرال،  الذي تحول إلى رئيس، عبد الفتاح السيسي بشأن قمع المعارضة والفشل في هزيمة التمرد المتنامي بشبه جزيرة سيناء يشير إلى تصاعد مشاعر السخط في مصر.

 

تعليقات الميرغني، التي أدلى بها عبر صفحته على فيسبوك ذات دلالة لأنها تشير إلى المدى الذي تضاءلت فيه شعبية السيسي، الأشبه بالعبادة، بعد عامين من إسقاط الرئيس المنتخب محمد مرسي في انقلاب عسكري، وبعد عام من تقلد الجنرال السابق سدة الحكم.
 

دائما ما تمثل كرة القدم بارومترا للاتجاهات السياسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
 

ضباط المخابرات الأمريكان ذكروا أنهم حضروا، على نحو روتيني، مباريات كرة القدم في المنطقة، لجمع مفاتيح اتجاهات الدولة.


أحد الضباط تنبأ بالتطورات في مصر، عندما أخبر "كوارتز" عام 2013 أن الأنظمة الاستبدادية دائما ما تحاول التعمية على المعارضة المزدهرة ضدها، عبر تصويرها على أنها ممارسات شغب.
 

مخاطبا السيسي، كتب الميرغني: “ قلت للناس انزلوا فوضوني علشان أحارب الإرهاب، الناس نزلت وملت الشوارع، رغم أن المفروض أن ده شغلك، ومش محتاج تفويض عشان تشوف شغلك، بس ماشي هنعديها، ومن ساعتها والكل بيموت مدنيين وجيش وشرطة، وأنت فين من كل ده!!! كل اللي بنخدوا منك كلام.. أنت فاشل، ومسؤول عن كل نقطة دم في البلد دي. وصحيح الرجالة اللي بتموت في سيناء دي هتعمل حداد عليهم، وتلغي المسلسلات، ولا دول مش زي النائب العام؟".
 

وجاءت تصريحات الميرغني بعد أيام من نقل المتمردين الجهاديين القتال إلى مستوى جديد، عبر هجمات منسقة في سيناء أسفرت على الأقل عن مقتل 30 جنديا.
 

وعلاوة على ذلك، اغتيل النائب العام، أبرز مسؤول مصري يتعرض لذلك المصير في ربع قرن، وكذلك شنت الشرطة عملية ضد تجمع من قيادات الإخوان "المحظورة"، وذكرت تقارير أنهم تعرضوا للانتهاكات ثم جرت تصفيتهم.
 

أهمية تصريحات الميرغني التي تمثل تذكيرا بالتعبيرات السياسية للنجم المعتزل محمد أبو تريكة، تتمثل في أنها تمثل انفصالا عن الرؤية المعتادة للاعبي الكرة للحكام الطغاة وكأنهم شخصيات أبوية ممتنعين عن ربط أنفسهم بأي شكل من أشكال المعارضة.
 

وجمدت السلطات المصرية في وقت سابق الأصول المالية لأبو تريكة في شركة سياحة، يشتبه بصلاتها مع جماعة الإخوان، التي أعلنتها الدولة "منظمة إرهابية" بعد صعود السيسي إلى السلطة.
 

وطالما ما جرى الاعتقاد أن هنالك تعاطفا بين أبو تريكة والإسلاميين.
 

وأعقب قرار تجميد أموال أبو تريكة فيضا من الدعم للاعب على مواقع التواصل الاجتماعي مباشرة، بينهم عدد من لاعبي كرة القدم، أظهروا تضامنا مع اللاعب السابق، في لفتة نادرة، غير عابئين بخطورة ذلك التضامن عليهم.
 

تعكس تعليقات الميرغني، بشكل متزايد، عجز السيسي، بخلاف أسلافه، عن توظيف كرة القدم كأداة لترسيخ شعبيته، وصرف الانتباه عن المظالم الشعبية.
 

ويرتبط إخفاق السيسي في فعل ذلك بتدهور الوضع الأمني في مصر.
 

المخاوف من أن تضحى استادات كرة القدم مماثلة لسنوات الانحسار للرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي سقط عام 2011 في ثورة لعب فيها مشجعو كرة القدم المحاربون دورا رئيسيا، وأن تصبح مسارح للاحتجاجات، أقنعت السيسي بإبقاء الاستادات مغلقة أمام الجمهور. كما أصدرت محكمة مصرية قرارا باعتبار الألتراس منظمات إرهابية.
 

محاولة السيسي لإعادة فتح الاستادات أمام الجمهور في فبراير الماضي، سرعان ما وضعت على الرف،  بعد مقتل 20 من الجماهير بسبب القوات الأمنية في استاد الدفاع الجوي، في مباراة الزمالك وإنبي، حيث لم يكن متاحا إلا عددا محدودا من التذاكر.
 

وفي انعكاس لرفض السيسي محاسبة القوات الأمنية على وحشيتهم، أو إجراء إصلاحات أمنية، اتهمت السلطات 16 مشجعا، بالتنسيق مع الإخوان لإثارة ثاني أسوأ واقعة في تاريخ الرياضة المصرية.
 

أقارب ومحامو بعض المتهمين في القضية ذكروا أن اعترافات ذويهم جاءت بفعل الإكراه.
 

محمود حمدان قال إنه وجد شقيقه أشرف، 21 عاما، وابن شقيقه علي "مضروبا، وبه آثار تعذيب"، في أحد أقسام الشرطة بالقاهرة.
 


ونقلت فرانس برس عن حمدان قوله: “ أشرف برئ، قد أخبرني أنه تعرض للضرب والتعذيب بصواعق كهربائية في مناطق حساسة من الجسد".
 

وفي ذات السياق، قالت نجاة، والدة علي، إنها صدمت عندما رأت نجلها، الذي لا يتجاوز 14 ربيعا، في السجن، وأضافت: “ لم أستطع احتضانه، فجسده كان مليئا بالكدمات، وعلامات على تعرضه  للصعق الكهربائي".
 

ياسر عثمان، أحد المتهمين، قال للقاضي في فيديو نشر على مواقع الإنترنت: “ لقد علقوني من ذراعي، وصعقوني بالكهرباء مرات عديدة، لقد هددوني حتى باغتصاب زوجتي".
 

منير مختار، محامي 13 متهما ادعى أن موكليه تعرضوا للتعذيب لانتزاع اعترافات.
 

من جهتها، أنكرت الشرطة استخدام التعذيب، وبث التلفزيون المصري بعض الاعترافات التي أدلى بها المتهمون، بينهم أشرف حمدان.
 

انتقادات الميرغني لفشل السيسي في استعادة الاستقرار في مصر يعكس تنامي مشاعر الإحباط بين الشباب المسيس، الذي يتألف العديد منهم من جماهير كرة قدم لعبت دورا أساسيا في الاحتجاجات بمقرات الجامعات، والضواحي الشعبية، منذ استحواذ الجنرال السابق على السلطة.
 

بدورها، قالت منظمة العفو الدولية في تقرير حديث يحمل عنوان "حبس جيل، الشباب المصري من الاحتجاج للسجون": “ جيل من نشطاء الشباب المصريين الذين كان لهم دور الصدارة في الإطاحة  بنظام مبارك القمعي عام 2011 يقبعون الآن خلف القضبان..الاحتجاجات الجماعية منحت طريقا للاعتقالات الجماعية، وتحول شعار "ثورة جيل" عام 2011 إلى "حبس جيل" عام 2015".
 

وحذر مشجعون مناضلون من أن قمع نظام السيسي يتسبب في تطرف الشباب الذين يشعرون أنه لم يعد هنالك شيء آخر ليخسروه. وظهرت مجموعة من الجماعات المجهولة ظهرت خلال الشهور الأخيرة وأعلنت مسؤوليتها عن ممارسات عنف سياسي.
 

وفي سياق مشابه، قال أحد مؤسسي الألتراس: “ إنه جيل جديد، خارج نطاق السيطرة، إنهم لا يقرأون، ويؤمنون بالأفعال والتجربة.
 

وتابع عضو آخر بالألتراس: “ الأمور ستنفجر في النهاية، ولكن لا أحد يعرف متى أو أين".

 

اقرأ أيضا 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان