رئيس التحرير: عادل صبري 09:19 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

فورين بوليسي: عملة داعش الجديدة ستفشل.. لهذه الأسباب

فورين بوليسي: عملة داعش الجديدة ستفشل.. لهذه الأسباب

صحافة أجنبية

عملة تنظيم داعش

فورين بوليسي: عملة داعش الجديدة ستفشل.. لهذه الأسباب

محمد البرقوقي 16 نوفمبر 2014 12:52

سلطت مجلة فورين بوليسي الأمريكية الضوء على إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف إعلاميًا بـ " داعش" يوم الخميس الماضي العمل بعُمْلَتها الرسمية الخاصة بها، قائلة إن هذه الخطط الطموحة للتنظيم لن تؤتي ثمارها.

وقالت المجلة في تقرير لها نشرته اليوم- الأحد- إن الدينار الذي سيتم صكه على غرار العملة المستخدمة في العصور الإسلامية سيكون من الذهب، الفضة والنحاس، مضيفة أن القوة الشرائية لكل عملة ستكون مكافئة لوزن المعدن المصنوعة منه.

وأضافت المجلة أن العملات سوف تحمل صور تشتمل على سيقان القمح، الدرع والرمح، فضلاً عن خريطة للعالم توضح الطموحات العالمية التي تسعى الجماعة إلى تحقيقها على الأرض.

وأوضحت المجلة أن خطة داعش في صك عملة خاصة بها إنما تهدف إلى دعم المزاعم التي يروج لها والرامية إلى اكتساب شرعية والاعتراف بكونها دولة تعمل وفق هيكل وظيفي، وليس فقط قطع من الأراضي التي تديرها "عصابة مسلحة من الإرهابيين".

ورجّحت المجلة ألا تنجح داعش في هذه الخطط، مضيفة أنه لكي يُكتب لعملة النجاح، يكون مستخدموها بحاجة إلى التصديق أو حتى على الأقل الاعتقاد بأنها مستقرة، ما يتطلب من كل من مجموعة المستخدمين والجهة القائمة على صك العملة وكذا عمليات تداولها أن تكون كلها مستقرة، وهو ما لا يتحقق في حالة داعش.

واستطردت المجلة بقولها إنه لكي يكون الأشخاص مستعدين لقبول عملة مقابل سلع أو خدمات، فإنهم بحاجة إلى أن يشعروا ببعض الطمأنينة من أنهم بدورهم يريدون مبادلة هذه العملة بسلع أو خدمات، وسوف يقبلها الأشخاص الآخرون.

وعلاوة على ذلك، قالت فورين بوليسي إنه من البديهي أن تفشل عملة داعش الجديدة في تلك الجوانب، لافتة إلى أن التنظيم يمتلك مصادر تمويل ضخمة جدًا في كل من العراق وسوريا، غير أن المناطق والمدن كثيرًا ما تدخل في نطاق سيطرة داعش ثم تخرج منه.

وقالت المجلة إن داعش لم تشر من قريب أو من بعيد إلى التوقيت الذي سيتم فيه صك العملة، ما يوضح ضمنيا المشكلات المختلفة المرتبطة ببناء الثقة في عملة تصدرها جماعة يشن المجتمع الدولي حملة عسكرية ضدها لوقف انتشارها ووضع حد لتهديداتها ليس فقط لمنطقة الشرق الأوسط ولكن العالم أجمع.

ومن ثم، فلا ريب أن نجزم بأن المجتمع الدولي سيرفض عملة داعش شكلاً وموضوعًا، وفق المجلة.

ومضت المجلة قائلة إن القضايا المرتبطة بالدينار المقترح لـ داعش شائكة جدا لدرجة أنها لن تلبي حتى التعريف الحديث للمال، مؤكدة على أنه لكي يعتبر الخبراء الاقتصاديون شيئا ما أموالا، يتعين على هذا الشيء أن تؤدي وظائف ثلاث: وسيط للمقايضة، وحدة للحساب ومخزن للقيمة.

ويمكن، والكلام لا يزال لـ فورين بوليسي، لدينار داعش أن يؤدي الوظيفة الثالثة وهي أن يكون مخزن للقيمة، لكنه سوف يفقد هذه القيمة عندما يتم صكه بشعارات الجماعة المتشددة التي ينفر منها السواد الأعظم من العالم.

وعلاوة على ذلك، فإن الحاجة إلى غسيل أموال داعش في مناطق تقع خارج نطاق سيطرتها سوف تحفز الأشخاص فقط على صهر العملات بهدف التخلص من شعارات التنظيم، وهذا بدوره سوف يجرد العملة من وظائفها الأخرى كوحدة نقدية.

واختتمت المجلة الأمريكية تقريرها بالتأكيد على أنه من غير المرجح أن يكون الدينار الداعشي مستقرًا أو يتحول إلى عملة وظيفية أو حتى عملة بالمفهوم التقني بأي حال من الأحوال أو في أي وقت من الأوقات.

ولذا، فإنه إذا ما صك التنظيم هذه العملة بالفعل، فإنها لن تشير إلى شرعيته كدولة، ولكن إلى عدم شرعية وجوده.

وكانت داعش قد أعلنت مؤخرًا العودة إلى العملات المعدنية المصنوعة من الذهب والفضة والتيتم إدخالها للمرة الأولى في عصر الخليفة عثمان بن عفان في العام 634 ميلاديًا، في إطار مساعيها الرامية إلى ترسيخ مشروعها المتمثل في إقامة الخلافة الإسلامية.

كانت تقارير إعلامية قد ذكرت أن داعش تتحصل على أموال ضخمة، حيث تصل إيراداتها إلى نحو مليون دولار يوميًا من مبيعات النفط وحدها في السوق السوداء.

ويشار إلى أن ديفيد كوهين الذي يقود الجهود التي تبذلها وزارة الخزانة الأمريكية لتجفيف منابع تنظيم داعش المالية، أكد على أن المسلحين يحصلون أيضا على بضعة ملايين من الدولارات شهريا من المانحين الأجانب الأثرياء، ممارسات الابتزاز والأنشطة الإجرامية الأخرى مثل السطو على البنوك.

 

 وعلاوة على ذلك، حصلت داعش التي يقودها أبو بكر البغدادي على 20 مليون دولار على الأقل من مدفوعات الفدية هذا العام على الضحايا التي تقوم باختطافهم.

ويذهب المحللون إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية يستمد الجانب الأكبر من أمواله من النفط، الفدية التي تُدفع على الرهائن، الابتزاز، فضلا عن  المساعدات الأجنبية التي يتلقاها التنظيم.

و يقوم "داعش" أيضا بعمليات بيع واسعة للنساء والأطفال الذين يقوم باختطافهم، لتمثل عمليات تجارة البشر واحدة من أهم مصادر التمويل للتنظيم، فضلاً عن أنه يتمكن بفضل هذه التجارة من إغراء واستقطاب مزيد من المقاتلين من مختلف أنحاء العالم ممن يتم تأمين نساء لهم كــ"سبايا وعبيد" فور وصولهم إلى الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم. حسب المجلة.

 

اضغط هنا لمتابعة النص الأصلي

اقرأ أيضا:

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان