رئيس التحرير: عادل صبري 09:01 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

ابنة الغنوشي: لهذا نجحنا وتعثرت مصر

ابنة الغنوشي: لهذا نجحنا وتعثرت مصر

صحافة أجنبية

سمية الغنوشي مع والدها

في مقالها بـ"جارديان"

ابنة الغنوشي: لهذا نجحنا وتعثرت مصر

محمود سلامة 26 أكتوبر 2014 14:40

في الوقت الذي تبنى فيه الإخوان المسلمون في مصر نهج الفائز يحصل على كل شيئ بعد حصولهم على أغلبية الأصوات في الانتخابات، سعت حركة النهضة في تونس - التي أسسها والدي - إلى تكوين تحالفات سياسية واسعة مع الأحزاب العلمانية الأخرى.

 
هكذا لخصت سمية الغنوشي ابنة راشد العنوشي مؤسس حزب حركة النهضة التونسي في مقال نشر لها بصحيفة "ذا جارديان" البريطانية؛ الفارق بين مسار الثورة في مصر ومسارها في تونس، وذلك في الوقت الذي يتخذ فيه خطوة جديدة على طريق جني ثمار ثورتهم بالتصويت في انتخابات برلمانية تشهدها البلاد اليوم الأحد.
 
وقالت الغنوشي إن تونس الآن تجري انتخابات حرة ونزيهة هي الثانية منذ الإطاحة بالديكتاتور زين العابدين بن علي، وذلك في الوقت الذي تقع فيه باقي دول الربيع العربي مصر وليبيا وسوريا والبحرين واليمن في فوضى أو فتنة أهلية أو العودة للعصر الكئيب الوحشي للانقلابات العسكرية.
 
وأضافت، في مقالها الذي حمل عنوان "تونس توضح للعالم العربي كيف تنشئ ديمقراطية"، أنه في ظل ما تشهده هذه الدول، صمدت تونس في وجه عواصف عاتية حولها وستختار برلمانها اليوم.
 
جيش وجيش
 
ومضت تقول إن جيشي مصر وتونس كانا يحتفى بهما كـ"حارسان للثورة" بعد الإطاحة بحسني مبارك وزين العابدين بن علي، إلا أن الأدوار التي لعبها كل منهما اختلفت كثيرا، ففي الوقت الذي شرع فيه الجيش المصري في الاستيلاء على السلطة والحكم بقبضة حديدية، آثر الجيش التونسي العودة بهدوء إلى ثكناته.
 
وقالت إن ذلك لم يأت وليدا للصدفة، وإنما هو نابع من التباين الشديد في الوظيفتي التي اعتادت المؤسستان العسكريتان الضلوع بها في التاريخ الحديث للدولتين.
 
وأضافت أن رئيس تونس في أعقاب الاستقلال الحبيب بورقيبة كان متشككا بشدة حيال الجيش وحريصا على منع تكرار الانقلابات العسكرية التي قام بها جمال عبد الناصر في مصر وحزب البعث في سوريا والعراق، ولذلك تم الإبقاء على على الجيش التونسي في ثكناته واقتصر دوره على حماية الحدود الهادئة للبلاد وبعيدا بقدر الإمكان عن السياسة.
 
انقلاب وتخلي
 
وأشارت سمية الغنوشي إلى أنه في أعقاب "الانقلاب العسكري" في مصر، آثر حزب حركة النهضة التونسي التخلي عن الحكم لحكومة تصريف أعمال عندما وقعت البلاد في أزمة بسبب اغتيال أحد قادة المعارضة التونسية.
 
وخلصت الكاتبة إلى أن الأحداث في تونس لا تهم فقط 11 مليون مواطن تونسي، وإنما تهم أيضا المنطقة بأسرها، فميلاد أول ديمقراطية عربية متكاملة الأركان قد يقدم نموذجا لبث الأمل في ظل الأصوات المحمومة لليأس والعدمية، وفي ظل عودة الحكام الديكتاتوريين العسكريين ورجال الدين الفاسدين والفوضويين المسلحين.
 
واختتمت بالقول إنه كما بينت تونس للعرب طريقة الخروج من سجن الديكتاتورية قبل ثلاثة أعوام، ها هي اليوم توضح مجددا أن الديمقراطية يمكن بناؤها على أنقاض النظام القديم، رغم أن الطريق قد يكون شاقا.
 
اقرأ أيضا

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان