رئيس التحرير: عادل صبري 12:06 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

فرانس برس: المهاجرون يراهنون على الموت هربا من مصر

فرانس برس: المهاجرون يراهنون على الموت هربا من مصر

صحافة أجنبية

الهجرة غير الشرعية

فرانس برس: المهاجرون يراهنون على الموت هربا من مصر

محمود سلامة 21 سبتمبر 2014 15:27

المهاجرون في مصر يراهنون على الموت في أعالي البحار هربا من الفقر والحرب .. تحت هذا العنوان نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريرا عن معاناة اللاجئين السوريين الذين يستخدمون البحر المتوسط وينطلقون من مصر بحثا عن حياة أفضل في أوروبا عن طريق بوابة دمياط.

 
ويروي اللاجئ السوري أبو فهد، من غرفته في فندق بالقرب من مدينة دمياط، كيف أنقذ القدر أسرته من الموت غرقا قبل أسبوعين، لكنه يؤكد إصراره على تكرار المحاولة للذهاب إلى أوروبا.
 
وكان من المفترض أن يصعد أبو فهد مع أسرته على ظهر مركب أبحر من شاطئ في ضواحي دمياط المطلة على البحر المتوسط في السادس من سبتمبر، لكنه تأخر بضع دقائق فقط فألقى الجيش المصري القبض عليه.
 
بعد أربعة أيام، تم إغراق السفينة المتهالكة من منظمي الرحلة غير الشرعية أمام مالطا بعد أن رفض المهاجرون الانتقال إلى مركب آخر أصغر، ما أدى الى مقتل قرابة 500 مهاجر في ما وصف بأنه "قتل جماعي".
 
إلا أن أبو فهد لا يخيفه ولا يردعه هذا الموت في أعالي البحار، قائلا "سأحاول مرة بعد مرة".
 
ودفع أبو فهد، الذي تم إطلاق سراحه الخميس، 3 آلاف دولار للمهربين لنقله هو وزوجته إلى إيطاليا بعد أن أقاموا في مصر بشكل غير مشروع لسنوات، ولم يطلب المهربون أي أموال مقابل نقل أبنائهم، حسب قوله.
 
وقال أبو فهد «صارحت زوجتي أن الرحلة خطرة، وأنني لست واثقا من أننا سنصل مع كل أبنائنا أحياء إلى الشاطئ المقابل».
 
وأكد أبو فهد وعدد آخر من الراغبين في الهجرة غير الشرعية أنهم يفضلون الهجرة بهذه الطريقة رغم المخاطر المحيطة بها، نظرا للفقر الشديد الذي باتوا يعانوننه، ولرغبتهم في توفير مستقبل أفضل لأبنائهم.
 
وقال أبو فهد «حياتي أصبحت شاقة، وبات من الصعب الاستمرار في الإقامة كمهاجر غير شرعي» في مصر، مضيفا أن كل ما تملكه أسرته الآن هو الملابس التي يرتدونها.
 
وأوضح أن جواز سفره انتهى منذ عدة أعوام، وكان يعيش في القاهرة على الاقتراض من الأقارب والأصدقاء، قبل أن ينتقل إلى دمياط سعيا للمغادرة إلى أوروبا.
 
واتصل أبو فهد بالمهربين في القاهرة ودفع لهم المبلغ المتفق عليه بعد أن باع أثاث منزله.
 
وحول ليلة القبض عليه، قال "في البداية صعدنا إلى حافلة مع 80 شخصا، وكان بحوزة المهربين مسدسات وأسلحة بيضاء ولم يكفوا عن الصراخ".
 
وتابع "بعد ذلك نزلنا على شاطئ ورأينا مركبا يعطي إشارات ضوئية بالليزر. حاولنا الوصول للمركب، ولكننا تأخرنا، لأن زوجتي كانت تعرج، وفجأة ظهر أفراد الجيش وبدأوا بالصراخ علينا وإطلاق النار في الهواء".
 
وقد فر المهربون، لكن الجيش سلم أبو فهد وزوجته وأبناءه وعشرات آخرين إلى الشرطة التي أطلقت سراحهم لاحقا.
 
من جهتها، قالت غازية أبو نبوت، وهي أم سورية (45 عاما) أن غرق القارب أثار لديها مشاعر متضاربة من السعادة والحزن.
 
فابنة غازية البالغة من العمر 18 عاما هي واحدة من القلائل الذين نجوا من مركب الموت، وهي الآن في اليونان.
 
لكن خطيب ابنتها لقي مصرعه عندما أغرق المهربون المركب.
 
ووصلت غازية وزوجها شكري محمد زامل الى مصر في نوفمبر 2012 هربا من الحرب في بلدهما.
 
ويقول زامل، الذي يعيش هو وزوجته وابنتاه على مساعدة يتلقاها من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في مصر "ابنتي وخطيبها كانا يعرفان المخاطر التي تحيط بالرحلة، لكنهما أرادا الذهاب لمساعدة عائلتيهما".
 
ويقول نشطاء إن عدة مدن مصرية أصبحت مراكز للهجرة غير الشرعية، وهي الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ والدقهلية ودمياط.
 
وتحمل السلطات المصرية عصابات منظمة من المهربين مسؤولية غرق سفن المهاجرين.
 
اقرأ أيضا

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان