رئيس التحرير: عادل صبري 11:01 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

جارديان: ضرب ليبيا يشعل التوتر بين العرب والغرب

جارديان: ضرب ليبيا يشعل التوتر بين العرب والغرب

وائل عبد الحميد 26 أغسطس 2014 21:25

قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الجرأة التي أظهرتها الإمارات في تنفيذ ضربات في ليبيا، بتعاون مصري، كما أفادت تقارير، تثير موجات توتر جديدة بين الغرب وحلفائه العرب.

وتساءلت الصحيفة في تقرير للصحفي أيان بلاك: ” لماذا تقوم الإمارات، تلك الدولة الخليجية الثرية الصغيرة بشن ضربات سرية في ليبيا البعيدة، باستخدام قواعد مصرية، ودون إخبار الولايات المتحدة، حليفها الوطيد؟".

ومضت تقول: ” نظرة قريبة إلى الأمر تعكس تغيرات أوسع نطاقا في منطقة الشرق الأوسط، وشعورا بأن الولايات المتحدة تنسحب منها".

ورأت الجارديان أن الغارات على ليبيا من شأنها إثارة موجات توتر جديدة بين الغرب وحلفائه العرب، واعتبرت أن إنكار أبو ظبي والقاهرة لضلوعهما في تلك الهجمات لم يقنع أحدا، بالإضافة إلى أنه الضربات نفسها لم تكن مؤثرة، حيث أن المحاربين الإسلاميين سيطروا تماما على طرابلس وعلى مطار العاصمة الليبية.

ولفت التقرير  إلى اختلاف السبل بين الغرب وحلفائه العرب في التعامل مع الأزمة في ليبيا، مفسرا ذلك بقوله: ”أمريكا وبريطانيا وفرنسا ذهبوا إلى الحرب للإطاحة بالقذافي عام 2011، لكن الآن أضحت آمال الربيع العربي ذكرى بعيدة، لذا يصر الغرب على أن التدخل العسكري لن يعيد الاستقرار المنشود، ويرى يرى أن الحوار هو السبيل الوحيد للنجاح، وهو الأمر الذي ترفضه مصر والإمارات".

وقدم التقرير عرضا تفصيليا للدور الإماراتي في الشرق الأوسط قائلا: ” بدافع الصدمة من اضطرابات الربيع العربي، ظهرت الإمارات باعتبارها الأكثر حزما بين ممالك الخليج المحافظة، كما ارتأت ألا تشارك السعودية تحفظها التقليدي، لا سيما عندما يتعلق الأمر بمحاربة، ما يعتبره الكثيرون التحدي الأخطر للوضع الراهن..ألا وهو صعود الإسلاميين داخليا وخارجيا..فتلك الأقطار التي كان الخوف من التهديد الإيراني يهيمن عليها، باتت حاليا أكثر خوفا من الإخوان المسلمين، والجماعات المشابهة لها فكريا".

ومضت الصحيفة تقول:”ظهرت البوادر الأولى للدور الجديد الذي تلعبه الإمارات عام 2011، عندما قرر ولي العهد، والحاكم الفعلي للإمارات، محمد بن زايد انضمام بلاده لقوات الناتو لتنفيذ عمليات في ليبيا، ودعم الثوار للإطاحة بمعمر القذافي، لكن الإمارات تختار حلفاءها على أساسين إقليمي وقبائلي، فقامت باستبعاد مسلحين في الزنتان غرب ليبيا، في الوقت الذي دعمت غريمتها قطر الكتائب الإسلامية، لا سيما مصراتة"

واستطردت الجارديان: ” ترددت شائعات على مدى أسابيع مفادها دعم الإمارات للجنرال خليفة حفتر، الذي يقدم نفسه باعتباره الرجل الوحيد القادر على إنقاذ ليبيا من الإسلاميين، الذين ينعتهم بالإرهابيين، كما أن حفتر، مثله مثل الإمارات ومصر، لم يميز بين الإخوان المسلمين، الذين شاركوا في الانتخابات، وبين الجهاديين المتأصلين مثل أنصار الشريعة".

وأردف أيان بلاك: ” مثل السعودية، شعرت الإمارات بالفزع من الإطاحة بحسني مبارك، والآن هي الداعم الرئيسي لعبد الفتاح السيسي، ا لذي عزل الرئيس محمد مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطية، وإن كان لم يكن يحظ بشعبية، وهي الخطوة التي كانت بمثابة ضربة مفجعة للإخوان المسلمين أبهجت دول الخليج، باستثناء قطر، وبدأت تلك الدول في تمويل مصر، وقدمت إليها استشارات في مجال الإصلاحات الاقتصادية، بمساعدة توني بلير".

وتابع: ” على الجبهة الداخلية، شنت الإمارات حملة قمعية ضد المعارضين، واتهمت أعضاء من جماعة الإصلاح الإماراتية بحياكة مخطط للقبض على السلطة، وسجنت 69 منهم بعد محاكمة جدلية، أدانتها منظمات حقوق الإنسان".

وأشار الكاتب إلى الانتقادات الصريحة التي يطلقها ضاحي خلفان القائد السابق لشرطة دبي حول ما يصفه بـ "التخريب الإخواني، وكذلك أنور قرقش، نائب وزير الخارجية، أحد أنصار مجابهة الإسلاميين بكافة أشكالهم".

واستطرد : ” الإمارات تقوم بدعم أشخاص في نزاع مع أعدائها..مثلما تفعل مع أحمد شفيق، الذي تغلب عليه مرسي في انتخابات الرئاسة 2012، ويتخذ من أبو ظبي مقرا له، وكذلك تدور أقاويل حول رعاية الدولة الخليجية لمحمد دحلان، المسؤول الأمني السابق لياسر عرفات، والعدو اللدود لحماس، وعلاوة على ذلك يرى مراقبون أن التنافس مع قطر يبىقى دافعا هاما للسياسة الإماراتية".

واعتبر بلاك أن تأكيد الإمارات لذاتها يمكن أن يحس أيضا من خلال علاقاتها مع حلفائها الغربيين، مثل بريطانيا، الشريك التجاري البارز للدولة الخليجية، حيث كانت أول دولة عربية ترسل سفيرا للناتو، وهو أمر ليس مفاجئا من دولة تنفق معظم موازنة الدفاع على شراء أسلحة من أمريكا والمملكة المتحدة وفرنسا، بحسب الصحيفة.

وأضاف الصحفي البريطاني: ” الضغوط الإماراتية كانت أحد أسباب القرار البريطاني بعمل مراجعة حول أنشطة الإخوان في، والذي لم تنشر نتائجه بعد، ربما بسبب صعوبة إصدار توصيات..لكن أبو ظبي ألمحت إلى مغبة العواقب على مستوى العلاقات الثنائية مع الدولة الأوروبية، إذا لم تجئ نتيجة التحقيق على هواها".


اقرأ أيضا

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان