أطلقت إسرائيل أمس الأول قمرًا صناعيًا جديدًا إلى الفضاء الخارجي بغرض التجسس. القمر الذي يحمل اسم " أوفيك 10" هو الأخير في سلسلة أقمار التجسس التي اطلقتها إسرائيل في السنوات الماضية، حيث سبقه 16 قمر لأغراض التجسس والاتصال.
برنامج الفضاء الإسرائيلي تأسس بشكل رسمي قبل 30 عاما، لكن سبقه تنمية القدرة الاستخبارية والهندسية الأساسية لإسرائيل، التي ساعدت على تدشين البرنامج الفضائي، وهو ما تم من خلال الصاروخ " شافيت 2" لأبحاث الأرصاد الجوية.
وقد أطلق الصاروخ بحسب صحيفة" يديعوت أحرنوت" في عام 1961 ووصل إلى ارتفاع 80 كيلومتر، وهو الإطلاق الذي كان قاعدة لتطوير الأقمار الصناعية التي أطلقتها إسرائيل فيما بعد للفضاء.
في 19 سبتمبر 1988 أطلقت إسرائيل قمرها الصناعي الأول " أوفيك 1" وهو قمر تكنولوجي تم تطويره وبناؤه في إسرائيل، الأمر الذي صنفها في المركز الثامن في نادي الدول الفضائية الذي يضم الآن 10 دول. وبلغ وزن القمر 156 كيلوجرامًا وظل في الفضاء 118 يوما في مدار 1150 كم.
وبحسب اللواء احتياط بروفيسور "يتسحاق بن يسرائيل" رئيس وكالة الفضاء بوزارة العلوم والتكنولوجيا والفضاء الإسرائيلية فقد كان" أوفيك1" قمر الاستطلاع الأول حيث كان هدفه أمنيا، ورغم استمرار القمر في الدوران إلى أنه لم يعد فاعلا.
وأضاف" بن يسرائيل": بدأ الفضاء في إسرائيل كمسالة أمنية حتى اللحظة التي قلنا فيها لماذا لا نستغل البنى التحتية التي طورها قسم الدفاع لصالح المجتمع الإسرائيلي للاستخدامات المدنية، كالاقتصاد مثلا- فالأقمار من عائلة آروس يتم بيعها في الأسواق الحرة والأقمار من عائلة عاموس تتيح استخدامها في مجال الاتصالات لالتقاط قنوات التلفزة. كذلك هناك استخدامات لصالح البيئة والاستخدامات العلمية".
في أبريل 1990 أطلقت إسرائيل القمر" أوفيك 2" والذي خرج هو الآخر عن نطاق الخدمة رغم استمراره في الدوران بالفضاء، وهو ما أوضحه البروفيسور الإسرائيلي بالقول:" عائلة أقمار أوفيك هي أقمار استطلاع تدور حول الكرة الأرضية بارتفاع 500 كيلومتر وتنقسم إلى قسمين".
" بعضها تحمل كاميرات، وبعضها مثل القمر الذي أطلق قبل أيام تحمل رادارات مع كاميرا رادارية وليست بصرية، كذلك يمكنها الاستطلاع في النهار والليل وتحت السحب. تم إطلاق جميع الأقمار من عائلة أوفيك من منطقة بلماحيم".
وأطلق " أوفيك 3" في أبريل 1995 وكان القمر الإسرائيلي الأول القادر على التصوير، واستخدمه جيش الاحتلال حتى عام 2000. تلاه القمر " عاموس1" وأطلق في مايو 1996 وهو الأول في عائلة أقمار الاتصالات الإسرائيلية، وقد تم إطلاقه من قاعدة الفضاء الأوربية كورو في غوريانا الفرنسية.
وتابع " بن يسرائيل": "الأقمار من عائلة عاموس أقمار اتصالات تدور حول الكرة الأرضية على ارتفاع 40 ألف كيلومتر من مركز الكرة الأرضية، وعلى ارتفاع كهذا، فإن سرعة دورانها هي نفسها سرعة دوران الكرة الأرضية نفسها لذلك فإنها تبدو وكأنها تقف على نقطة واحدة ثابتة. وتنقل الاتصالات من طرف العالم إلى الطرف الآخر".
في يناير 1998 أطلقت إسرائيل " أوفيك 4" لكن عملية الإطلاق فشلت وسقط القمر في البحر المتوسط. في يوليو 1998 أطلقت إسرائيل القمر "تكسات2" والذي تم تطويره في "التخنيون" أو معهد إسرائيل للتقنية وقام الطلاب بإطلاقه كجزء من تطوير البحث العلمي. وتم إطلاقه بارتفاع 820 كم وبوزن 48 كجم فقط وظل مستخدما حتى عام 2010.
القمرEROS A أطلق في ديسمبر 2000 من قاعدة روسية في سيبريا، يقول " بن يسرائيل": عائلة إروس هي أقمار استطلاع، لكن تم الاستفادة منها في أهداف تجارية- حيث تقوم ببيع الصور. مثلا بإمكان المواطنين شراء صور منازلهم من الفضاء".
بعد ذلك تم بنجاح إطلاق "أوفيك 5" في 5 مايو 2002 ويستخدم في الأساس في التصوير والاستطلاع. في ديسمبر 2003 أطلق" عاموس2" من قاعدة في كازاخستان بوزن 1370 كجم على ارتفاع 40 ألف كم فوق خط الاستواء بخط طول 4 غرب.
" أوفيك 6" أطلق في سبتمبر 2004 من داخل إسرائيل، لكن بسبب عطل فني سقط في البحر بعد أن وصل لارتفاع الغلاف الجوي. في أبريل 2006 أطلقت إسرائيل EROS Bمن سيبيريا إلى مدار على ارتفاع 500 كم.
أطلق "اوفيك7" بنجاح في يونيو 2007 من "بلماحيم" وفي يناير 2008 أطلق القمر الراداي "أوفيك 8" لكنه لا ينتمي بشكل رسمي إلى عائلة" أوفيك" كون تكنولوجيا التجسس الخاصة به تختلف عن باقي أبناء العائلة. وهو قمر تجسس صغير الوزن يصنع محاكاة ثلاثية الأبعاد للكرة الأرضية بجودة عالية ليلاً ونهارا وفي مختلف الأحوال الجوية، وقد تم إطلاقه من جنوب الهند.
بعد ذلك تم إطلاق" عاموس3" وهو قمر اتصالات أطلق في أبريل 2008 من كازاخستان، ليحل محل " عاموس 1" الذي قضى فترة عمل بلغت 12 عاما. وفي يونيو 2010 أطلق" أوفيك 9" إلى مدار على ارتفاع 600 كم بوزن 300 كجم وطول 2.3 متر وقطر 1.2 متر. ويسمح القمر بالتقاط صور بمعدل سريع وبمسح واسع للمنطقة بجودة تفوق سابقه.
في أغسطس 2013 أُطلق قمر الاتصالات" عاموس4" من كازاخستان، ويمتاز هذا القمر بتركيبه المعقد مقارنة بأقمار الاتصالات ومنظومات الدعم الأرضي. ويعتبر قمر الاتصالات الأكبر والأكثر تطورا الذي صنعته إسرائيل. ويزن 4.2 طن ويحتوي على 24 مجاوب و10 هوائيات.
وبحسب التقرير الإسرائيلي فهناك العديد من الأقمار في طور البناء، وأكد البروفيسور الإسرائيلي أن تل أبيب سوف تطلق خلال عام القمر" فانوس" الذي تم تطويره مع الفرنسيين لمراقبة نوعية المياه ونمو المحاصيل الزراعية.
وهناك أيضا القمر " أولترا- سات" العلمي بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية والذي يتتبع ظاهرة انفجار السوبرنوفا من خلال توجيه الكاميرا ناحية الفضاء الخارجي لدا من الكرة الأرضية. كذلك تطور إسرائيل قمر" السلام" بالتعاون مع الإيطاليين لرصد تلوث الهواء.
شاهد الفيديو..
https://www.youtube.com/watch?v=IHi7SVYdzDA
اقرأ أيضًا:
"الهدهد"..قمر صناعي ابتكره "طلاب الثانوي" في إسرائيل
اطلاق قمر صناعي لمراقبة هطول الأمطار
إسرائيل تستعد لإطلاق القمر الصناعي "عاموس 4"
إثيوبيا تكشف عن برنامجها لاستكشاف الفضاء