قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما هو من قام بتنفيذ سيناريو اختفاء الطائرة الماليزية من باب التمويه، وإثارة اهتمام العالم بالبحث عن حل لهذا اللغز الغريب، في حين يستغل هذه الأجواء وينفذ مخططه بضم شبه جزيرة القرم إلى بلاده في سهولة ويسر.
ولفتت إلى أنه مهما كان السيناريو الحقيقي لاختفاء الطائرة فإنه يرتبط بشكل كبير بقضية القرم، فكلاهما يثبت بما لا يدع مجالا للشك انهيار الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وانحسار قوتها في العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة ليست وحدها التي تعجز عن حل الأزمات والقضايا العالمية، حيث تشارك عدة دول في عملية البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة التي كانت تقوم بالرحلة رقم "إم إتش 370" من العاصمة الماليزية كوالالمبور إلى العاصمة الصينية بكين وكان على متنها 239 شخصا، واختفت دون أي أثر.
لكن الولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى في العالم خفقت في حل لغز الطائرة المفقودة، كما فشلت الجهود الأمريكية في منع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ضم شبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي.
الصحيفة أضافت أن أي تشابه بين مأساة الطائرة الماليزية المفقودة والضم الروسي لإقليم أوكراني هو من قبيل الصدفة البحتة، غير أن الحادثين يرسمان حدود القوة الأمريكية المزعومة التي تميل للضعف.
ويظهر البحث في آسيا أن طائرة جامبو - رغم الاتصال العالمي وتكنولوجيا المراقبة - يمكن أن تختفي دون أثر، كما تظهر أحداث إقليم القرم أن الولايات المتحدة ـ التي تعتبر نفسها القوة العظمى في العالم - عجزت عن وقف روسيا من اقتطاع جزء من جارتها أوكرانيا.
ويتسم حادث اختفاء الطائرة بالغموض والإثارة، لكنه شتت انتباه العالم عن حادث انضمام القرم لروسيا الذي يؤكد بوضوح مدى حدود القوة الأمريكية في القرن الحادي والعشرين، إذ أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اقتطاع جزء من دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، إضافة إلى أن قادة روسيا سخروا حرفيًا من اعتراضات وعقوبات أمريكا على الأمر.
ويقول المحافظون الجدد إن الغزو الروسي لأوكرانيا هو نتيجة لضعف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وحدث نتيجة محاولة إدارة أوباما إعادة إصلاح العلاقات مع روسيا، وأيضا نتيجة فشل الرئيس في تنفيذ الإنذار النهائي الذي وضعه بشأن سوريا.
في المقابل، يبرر الرئيس بوتين غزو بلاده لأوكرانيا – في خطاب له الأسبوع الماضي – مستشهدا بالعمليات العسكرية الأمريكية في العراق وغيرها من الدول، وأيضا مستشهدا بفلسفة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش التي تقول بأن "من ليس معنا فهو ضدنا".
"واشنطن بوست" أكدت أن الواقع صعب ومؤلم بالنسبة لهؤلاء الذين يؤمنون بقوة أمريكا، مستشهدة بستيفن هانسون، متخصص الشؤون الروسية في جامعة ويليام آند ماري والذي قال: "من الواضح جدًا أن مكانة أمريكا آخذه في التراجع على مدى السنوات القليلة الماضية، وازداد التراجع الأمريكي بعد صعود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السلطة".
وأضاف هانسون: "لا يجب أن ننظر خلفنا ونلوم الولايات المتحدة على تراجع نفوذها العالمي، ولكن ينبغي علينا أن نفكر في كبح جماح الرئيس بوتين".
واعترف مسؤول كبير سابق من فريق الأمن القومي في إدارة بوش، فضل عدم ذكر اسمه، أن الولايات المتحدة لا يمكنها فعل الكثير حيال الأزمة الأوكرانية، ولو كان باستطاعة أوباما أن يمنع بوتين عن ضم القرم لروسيا لفعل.
وبالنسبة للطائرة الماليزية المفقودة تقول الصحيفة إنه ربما تم اختطافها بواسطة راكب إيراني كان يسافر بجواز سفر مسروق، أو ربما حلقت نحو كوريا الشمالية أو باكستان التي تعد العدة لمهاجمة إسرائيل، أو تورطت في اختطافها الطبقة المستنيرة، أو قد تكون تحطمت فوق جزيرة غير مأهولة بالسكان، أو ربما هناك نسخة آسيوية من مثلث برمودا، أو ربما حدث شيئ خارق، أو سقطت الطائرة قبل أن تتحول إلى ثقب أسود.
واختتمت الصحيفة بالقول إنه في خضم التكهنات التي تحيط بمصير الطائرة الماليزية المفقودة، ربما فعل بوتين ذلك كتمويه، لإنشغال العالم بالبحث عن الطائرة، بينما ينفذ هو مهمته في القرم، ومن ذلك كله يتضح مدى العجز الأمريكي عن حل الأزمات والقضايا العالمية.
روابط ذات صلة:
مسؤولون أمريكيون: اختفاء الطائرة الماليزية "متعمدًا"
فيس بوك: كائنات فضائية وراء اختفاء الطائرة الماليزية
"العملة والتوقيت".. تداعيات ضم القرم لروسيا
فيديو..واشنطن: عواقب خطيرة لإلحاق القرم بروسيا