رئيس التحرير: عادل صبري 03:28 مساءً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

كولن.. مخطط إسقاط أردوغان يبدأ من بنسلفانيا

كولن.. مخطط إسقاط أردوغان يبدأ من بنسلفانيا

صحافة أجنبية

كولن-وأردوغان

كولن.. مخطط إسقاط أردوغان يبدأ من بنسلفانيا

محمود سلامة 29 ديسمبر 2013 20:39

على بعد خمسة آلاف ميل من تركيا، وبالتحديد في ولاية بنسلفانيا الأمريكية .. يعيش في منفاه من يعتقد أنه العقل المدبر للعاصفة السياسية التي هبت على حكومة رئيس الوزراء التركي رجب  طيب أردوغان، وذلك حسبما ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية.

 

فتح الله كولن داعية إسلامي ولد في عام 1941 قرب مدينة "إيرزوروم" التركية،  ويترأس أكثر الحركات الإسلامية نفوذا وغموضا في نفس الوقت ،ويعيش منذ عام 1999 في منفى  اختياري بمنطقة ريفية في ولاية بنسلفانيا الأمريكة التي فر إليها بعد أن وجهت له اتهامات بمحاولت قلب نظام الحكم (العلماني آنذاك).

 

وفي هذه الأيام، تشير توقعات الخبراء إلى أن أتباع كولن من أصحاب المناصب في منظومتي الشرطة والقضاء هم من فجروا قضية الفساد التي هزت الحكومة التركية، وباتت تهدد أردوغان نفسه.

 

وقالت الصحيفة الأمريكية إن صراع السلطة في تركيا حاليا يمثل انهيار التحالف الذي دام لأكثر من عشر سنوات بين حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان ويتبنى توجها إسلاميا، وبين الحركة الموالية لكولن، والتي ساعدت حزب أردوغان على أن يبقى القوة السياسية المسيطرة في تركيا في مواجهة النخبة العلمانية.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد اعتقال نحو 50 شخصا في 17 ديسمبر الماضي على خلفية قضية الفساد الحكومي، بمن فيهم عدد من المقربين لأردوغان، اتخذت الحكومة قرارات باستبعاد المئات من الضباط، إضافة إلى تغيير النائب العام الذي يحقق في القضية.

 

وأضافت أن ثلاثة وزراء استقالوا، علاوة على استقالة أربعة نواب برلمانيين من حزب العدالة والتنمية، بينهم وزيران سابقان، احتجاجا على ما وصفوه بإعاقة سير التحقيقات.

 

وفي إشارة واضحة إلى أتباع كولن، استنكر أردوغان ما وصفها  بمساعي البعض لتكوين دولة داخل الدولة، فيما قام كولن بدوره بنشر بيان له اتسم باللهجة الغاضبة صب فيه اللعنات على من اتهمهم بإعاقة سير التحقيقات، وذلك في إشارة واضحة أيضا إلى أردوغان، داعيا الله أن يعاقب هؤلاء بإحراق منازلهم وتدمير بيوتهم وكسر وحدتهم.

 

وجاء هذا الشقاق بعد أكثر من عشر سنوات مرت على بدء تحالف أردوغان وكولن الذي يرجع إلى إيجادهما أرضية مشتركة قبل فوز حزب العدالة والتنمية لأول مرة في عام 2002 .. فكلا الرجلين كان مستهدفا من قبل النظام العلماني المتشدد الذي كان يحكم تركيا في ذلك الوقت، فقد حوكم كولن غيابيا في عام 2000 لاتهامه بحاولة قلب نظام الحكم.

 

 وعلى الجانب الآخر، تعرض أردوغان للسجن لأربعة أشهر عام 1999 لإلقائه قصيدة تم اعتبارها تحريضا على الكراهية الدينية.

 

وعندما وصل حزب العدالة والتنمية لسدة الحكم في 2002، حرص الحليفان (كولن وأردوغان) على التعاون من أجل إسقاط نمط نظام الحكم العلماني القديم في البلاد، وهو ما نجحا بالفعل في تحقيقه.

 

لكن هذه الأيام، تشهد  تركيا فترة شقاق وانقسام بين الحليفين، فبعد أن نجحا في إزالة نمط الحكم العلماني في تركيا، عرفت عدم الثقة طريقها إلى العلاقة بينهما وتزايدت بشكل كبير، فقد بات كل منهما يخشى أن تزداد قوة الآخر وتهدد قوته.

 

ويوضح المحلل السياسي والأستاذ الجامعي التركي سولي أوزيل أن الانقسام بين أردوغان وكولن راجع إلى انتماء كل منهما إلى مدرسة إسلامية مختلفة عن الأخرى، وقد كانت هناك توترات بشكل مستمر في العلاقات بينهما، لكنهما توحدا لأنهما كانا يواجهان عدوا مشتركا.

 

وقد اتخذ الانقسام بين أردوغان وكولن منحى خطيرا، ففي ديسمبر من العام الماضي، تم اكتشاف جهاز تفجيري داخل مكتب أردوغان، حيث أشارت أصابع الاتهام آنذاك إلى المتعاطفين مع كولن من العاملين في جهاز الشرطة.

 

وقد تصاعدت حدة التوتر بين الطرفين عندما أعلنت حكومة أردوغان حظر بعض المدارس التحضيرية الخاصة التي تدير معظمها حركة كولن وتعتبرها مصدرا للربح واستقطاب التلاميذ في آن واحد.

 

وأعرب أوزيل عن خوفه من أن يتحول الشقاق بين أردوغان وكولن إلى صراع سيطرة على مؤسسات الدولة، وهو ما سيدمر هذه المؤسسات، ومؤكدا على خطورة هذا الصراع على مستقبل البلاد.

 

اقرأ أيضا:

 

أردوغان.. الثورة تأكل أبناءها

دراسة بريطانية: اقتصاد تركيا الـ12 عالميا في 2028

"الابن البكري" أزمة سياسية في الشرق الأوسط

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان