رئيس التحرير: عادل صبري 12:51 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

سوريا 2013.. انهيار الجيش الحر وصعود الإسلاميين

سوريا 2013.. انهيار الجيش الحر وصعود الإسلاميين

صحافة أجنبية

مقاتليين سوريين من الجبهة الإسلامية

سوريا 2013.. انهيار الجيش الحر وصعود الإسلاميين

معتز بالله محمد 21 ديسمبر 2013 20:54

تناولت صحيفة" يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تطور الأوضاع في سوريا خلال العام 2013 والاختفاء التدريجي للمعارضة العلمانية، وانهيار الجيش السوري الحر، وفي المقابل صعود المعسكر الإسلامي، ممثلا في الجبهة الإسلامية السورية.

 

 وتطرق المحلل الإسرائيلي " يارون فريدمان" إلى الأسباب التي يرى أنها لعبت دورا كبيرا في انهيار "الجيش الحر" وفي مقدمتها قيادة سليم إدريس، معتبرا أن مشاركة التحالف الوطني السوري في مؤتمر جنيف 2 الشهر المقبل لن تكون ذات قيمة، كون أن التحالف لم يعد يمثل أحدا على الأرض.

 

وقال إن سوريا أصبحت بين طاغية متهم بجرائم ضد الإنسانية وتنظيمات جهادية متشددة تسعى لتطبيق الشريعة، مؤكدا أن أمريكا والغرب قد اختاروا بقاء بشار الأسد ومنحوه بصمتهم الشرعية المطلوبة للاستمرار في مجازره على ألا يتعدى عدد قتلاه متوسط الـ 90 قتيلا يوميا.

 

بدأ الإسرائيلي" فريدمان" مقاله بالقول:" ألف يوم على الثورة السورية ولم يتم الحسم، الحرب الأهلية تصل إلى أبعاد مخيفة تلقي بتبعاتها على مستقبل سوريا والمنطقة، بعد أن تحول الاحتجاج المدني إلى صراع عسكري، اعتدنا على وجود معسكرين، جيش النظام والجيش السوري الحر".

 

ويرى أن عام 2013 تميز بظهور عنصر ثالث هو المعارضة الإسلامية، متوقعا خلال الشهور القادمة أن تدحر التنظيمات الإسلامية المعارضة العلمانية المسلحة بشكل نهائي.

 

وأضاف:" اضطر التحالف الوطني السوري في تركيا للإعلان عن مشاركته في مؤتمر جنيف المزمع انعقاده نهاية يناير، ولكن في المستقبل القريب لن يكون ذلك التحالف فعالا ولن يمثل أي أحد في الصراع السوري".

 

وتساءل "هل تتلاشى المعارضة العلمانية المسلحة من الساحة 2014؟ وإذا ما كانت الإجابة بنعم، ما معنى هذا بالنسبة لسوريا والدول المحيطة، بما في ذلك إسرائيل؟".

 

الأسعد وإدريس

 

 

وتطرق الكاتب إلى ما حدث قبل أيام عندما هاجم مسلحون من الجبهة الاسلامية السورية مركز قيادة الجيش السوري الحر في باب الهوى بمحافظة إدلب واستولوا على مخازن السلاح، ثم اختفاء سليم إدريس قائد " الجيش الحر" وانتشار شائعات حول فراره وعدد من قادة الجبش إلى تركيا أو قطر.

 

" الغارة المخجلة على قيادة المتمردين العلمانيين تشير إلى أي قاع وصل الجيش الحر، الذي كان حتى نهاية 2012 رأس الحربة في الصراع ضد النظام السوري. وقد ظهرت خلال العام إشارات مقلقة على أزمة جيش المنشقين السوري (الحر)، عندما أطيح بمؤسسة الضابط رياض الأسعد  من قيادة الجيش، بعدها أصيب بشكل بالغ من انفجار سيارة مفخخة في دير الزور خلال شهر مارس". هكذا رأى "فريدمان" بوادر انهيار الجيش الحر.

 

وتابع بقوله:" احتل مكانه إدريس، ضابط مهندس عديم الخبرة الحربية الميدانية. وقد حاز الجنرال إدريس على شعبية لدى مندوبين من الغرب، بفضل هوادة مشيته وقدرته على التحدث بلغات عدة، لكن قيادته للجيش السوري الحر سببت كارثة لقواته".

 

إن سلسلة من القرارات الخاطئة أدت إلى الإضرار بشكل بالغ بالمعارضة العلمانية، وفقا لما أكده "فريدمان" وفي مقدمتها نشر القوات في الكثير من الساحات والخروج لـ " معركة الشاطئ" دون ذخيرة كافية. فعندما قرر الجنرال إدريس خوض هذه المغامرة في منطقة الساحل لم يأخد في حسبانه الحافز الكبير لدى أبناء الطائفة العلوية للدفاع عن المناطق التي يعيشون فيها وكذلك اقتراب تلك المنطقة من مركز الإمداد الروسي بميناء طرطوس.

 

كذلك سمح الجيش السوري الحر لعناصر إسلامية متشددة بالانضمام للمعركة ضد النظام على كل الساحات التي قاتل فيها، ونسبت كل النجاحات لها في حين اتهم هو بالفشل.

 

صعود الجبهة الإسلامية

 

وعن رؤيته للتطورات التي أدت لتوحيد المعسكر الإسلامي يقول " فريدمان" : تعاظمت قوة الجذب الخاصة بالمعسكر الإسلامي كلما حصل على تمويل خارجي وهيبة في ميدان المعارك. في شهر نوفمبر تم تشكيل هيئة جديدة وجوهرية سميت " الجبهة الإسلامية السورية" التي توحد داخلها العديد من التنظيمات الإسلامية غير المحسوبة على القاعدة".

 

"تحولت هذه الجهة إلى بيت أولئك المعنيين بالجهاد ضد النظام دون أن ينحازوا للقاعدة ويتلقوا تعليمات من العراق. طبقا لتقديرات عديدة، فإن عدد المقاتلين في الجبهة الإسلامية يزيد عن عددهم في الجيش السوري الحر، حيث يتجاوز الـ 50 ألف مقاتل".

 

وفسر المحلل الإسرائيلي عدم دخول الجبهة في صراع حتى اللحظة مع تنظيم القاعدة بخلاف الجيش الحر إلى تطابق الأهداف، معتبرا أن كليهما يهدف إلى إقامة دولة إسلامية وتطبيق الشريعة في سوريا.

 

وواصل "فريدمان" مقاله التحليلي حول تعاظم المعسكر الإسلامي بالقول"الجبهة الإسلامية وبما أنها لا ترفع شعار الجهاد العالمي، فلا يتم احتسابها ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية في الغرب والولايات المتحدة. لذلك فإن المساعدة الخارجية للجبهة لا يعني دعم الإرهاب. ووفقا للصحف العربية فإن الداعم الرئيس للجبهة الإسلامية هي تركيا وقطر وكذلك عناصر غير رسمية بالسعودية".

 

"لهذه الجبهة علاقات مع حركة حماس. ومن غير المستبعد أن تضطر الدول الغربية في المستقبل لدعم الجبهة التي تعتبر أكثر اعتدالا من تنظيمات جبهة النصرة والدول الإسلامية في العراق والشام، وذلك بعد أن سلموا في العام الماضي بنظام الإخوان المسلمين في مصر".

 

تجميد المساعدات

 

"ليس هناك شك في أن القرار الأمريكي في شهر أغسطس بعدم الهجوم على سوريا والمفاوضات في جنيف بين الدول الست الكبرى وبين إيران قد زاد من يأس عناصر الجيش السوري الحر، وعمل على تقوية العناصر الإسلامية. ظهور القاعدة على الساحة السورية أضر منذ عام تقريبا بفرص المتمردين للحصول على شحنات من أسلحة ثقيلة كان من شأنها ترجيح كفتهم على خلفية مخاوف من وقوعها في أيدي جهات غير مرغوبة".

 

"في أعقاب الاجتياح الأخير على مقر قيادة الجيش السوري الحر قررت الولايات المتحدة وبريطانيا تجميد المساعدات بالكامل للمتمردين عبر تركيا. ولهذا القرار مدلولات خطيرة حيال فرص تنظيم المتمردين الكبير في التعافي".

 

الجبهة والإخوان

 

وعن قدرات الجبهة وأيديولوجيتها ونشاطاتها على الأرض يقول" فريدمان": كلما مر الوقت، تحولت الجبهة الإسلامية لبديل للجيش السوري الحر. وتدير الجبهة صندوقا مستقلا وتجمع تبرعات لكفاحها في أنحاء العالم. وتحسب الجبهة على التيار السلفي المتشدد، الطامح للعودة إلى مثالية الآباء المؤسسين للدين. وعلى رأس التنظيم يقف مجلس الشورى بقيادة أحمد الشيخ السوري 41 عاما المعروف باسم أبو عيسى. وللتنظيم مكتب سياسي، هيئة عسكرية وأخرى شرعية. وفيما يشبه حركة الإخوان المسلمين، يهتم زعماء الجبهة بعرض تصوراتهم كتنظيم خدمي إسلامي رسمي يسعى لقضاء حوائج السكان".

 

"فبخلاف قتال الجبهة الإسلامية، تهتم بتوزيع الطعام على السكان وتعليم القرآن للأطفال. ووفقا لرؤية التنظيم فسوف يتم تأسيس سوريا طبقا لقوانين الشريعة الإسلامية السنية فيما ستضطر الأقليات إلى دفع جزية والاعتراف بتفوق الإسلام. وستلزم النساء بارتداء لباس محتشم، وسترتكز المنظومة التعليمية على قيم الإسلام وفقا للنموذج السني".

 

 ومع الاختفاء التدريجي للمعارضة التي تنادي بإقامة سوريا ديمقراطية ودولة مدنية قائمة على المساواة، سيجد السوريون أنفسهم – بحسب المحلل الإسرائيلي- بين خيارين أحلاهما مر: سوريا بقيادة ديكتاتور متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية- أو دولة شريعة إسلامية متطرفة.

 

ولكن من ستدعم أمريكا؟ يجيب" فريدمان " بالقول " يبدو واضحا أن الولايات المتحدة تفضل في هذه المرحلة الخيار الأول، لكنها لا تعترف بذلك بشكل رسمي مثل روسيا. إذا ما سقط نظام بشار الأسد فسوف تتحول سوريا على ما يبدو إلى مركز قيادة للجهاد بما في ذلك العالمي، وتشكل تهديدا على المنطقة كلها بما في ذلك إسرائيل".

 

وخلص المحلل الإسرائيلي للقول إن الوضع الراهن في سوريا قد منح الأسد شرعية من الدول الكبرى بالصمت على مواصلة مجازره على مرأى منها والحفاظ على المتوسط الرهيب لـ 90 قتيلا في اليوم دون عوائق.

 

معركة القلمون

 

وأكد على أن تفكك المعارضة وغياب التدخل الغربي ساعد على دعم وتعزيز مثلث روسيا- إيران- حزب الله، معتبرا أنه في حين ينهار الجيش السوري الحر تدريجيا" يبني الأسد لنفسه نموذج الزعيم الذي يناضل ضد القاعدة في الشرق الأوسط، حامي الأقليات والقوميات العلمانية".

 

واختتم " يارون فريدمان" مقاله في " يديعوت أحرونوت" بالإشارة إلى أن جيش الأسد بمساعدة حزب الله يتشجع الآن لاحتلال جبال القلمون  شمال غرب دمشق على الحدود السورية اللبنانية، مضيفا أنه إذا ما نجح في المعركة، فسوف يشكل احتلال القلمون استمرار النصر في معركة القصير ويثبت لكل المشاركين في جنيف 2 أن جيش الأسد يتعافي تدريجيا ويعيد لنفسه السيطرة على غرب سوريا.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان