قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إنَّ الصراع بين الولايات المتحدة والصين من أجل السيطرة على إفريقيا مستعر. مشيرة إلى أنَّ واشنطن تحتاج سياسة متماسكة لمواجهة نفوذ بكين، ومنعها من التوغل في القارة السمراء.
وقالت الصحيفة، إنَّ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حرص على توبيخ الصين خلال جولته في إفريقيا؛ حيث حرص على خلال زيارته لأديس أبابا، مضيفًا: "يجب أن تكون الدول حذرة من الأنظمة الاستبدادية ووعودها الفارغة؛ إنهم يولدون الفساد، والتبعية، ولا يوظفون السكان المحليين، ولا يقودونهم".
وتابعت، إنَّ الرسالة- التي تعكس أصداء السياسة التي وضعها مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، الذي اتهم بكين استخدام إفريقيا "لمتابعة الهيمنة العالمية" - كانت لهجة صماء، ويعزز الرأي، بأن إدارة ترامب ترى أنَّ إفريقيا أكثر من مجرد ساحة للتنافس بين القوى العظمى.
واختار بومبيو الإدلاء بتصريحاته في إثيوبيا، البلد الذي يواجه مشاكله، وكان أحد أكثر الاقتصاديات نجاحًا في إفريقيا، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى العلاقات الوثيقة مع بكين، والشعور بالارتياح بشكل خاص.
وتعد إثيوبيا ثاني أكبر وجهة للاستثمار الصيني في إفريقيا، لقد نمت بمعدلات قريبة من رقمين لمدة 15 عامًا، تم بناء وتمويل جزءٍ كبيرٍ من البنية التحتية.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الولايات المتحدة، ترى مؤامرة بكين الغاشمة لإقناع الحكومات الإفريقية بالديون واستغلال عمالها، على النقيض من ذلك، يتم تصوير الشركات الأمريكية على أنها كيانات خيرية مهتمة فقط بتعزيز الفرص الأفريقية.
الولايات المتحدة، خاصة في ظلّ حكم دونالد ترامب، بالكاد تبرز كداعية للديمقراطية وحماية البيئة، وشركاتها تبني القليل نسبيا في إفريقيا، ووجدت دراسة حديثة للمستثمرين الأجانب في أنغولا وإثيوبيا أن سياسات توظيف الشركات الصينية كانت مشابهة على نطاق واسع للنظراء الغربيين.
حتى لو كانت الانتقادات الأمريكية تحتوي على بعض الحقيقة، فليس من الواضح ما تقدمه واشنطن بدلاً من ذلك، تحذيرات من التوقف عن استخدام هواوي للبنية التحتية للاتصالات، على سبيل المثال، الحكومات التي لا ترى بدائل واضحة، وبدلًا من تقديم مقترحات منافسة، جاءت زيارة بومبيو بعدما مددت حكومته حظر السفر على نيجيريا، أكثر دول إفريقيا سكانًا، وهددت بخفض المساعدات.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ هذا لا يعني أنّ الولايات المتحدة ليس لديها ما تقدمه؛ إنّ خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز، التي بدأها الرئيس السابق جورج دبليو بوش، أنقذت ملايين الأرواح.
ويمكن لرأسمالي المغامرين الأمريكيين أن يفعلوا المزيد لتمويل ثقافة بدء الأعمال الابتكارية التي تنتشر في جميع أنحاء إفريقيا، ولم يكن هذا هو تركيز واشنطن، بدلًا من ذلك، تخلفت الولايات المتحدة عن الركب.
التجارة الصينية مع إفريقيا، التي بلغت 185 مليار دولار عام 2018، تفوق نظيرتها في الولايات المتحدة، والتي بلغت 41 مليار دولار في نفس العام، يجب أن تتجاوز سياسة واشنطن ضرب الصين، وبدون تغيير، سوف يزداد تأثيرها في إفريقيا.