الطالب السعودي الذي أطلق النار، وقتل ثلاثة أشخاص الجمعة في قاعدة بحرية بولاية فلوريدا الأمريكية كان جزءًا من برامج التدريب العسكري الأمريكية الذي يعود إلى عقود في القواعد والكليات.
ويتلقى الضباط العسكريون، الذين يتم اختيارهم عادة من القادة في بلدانهم، تدريباً على التكتيكات العسكرية الأمريكية، بما في ذلك كيفية استخدام الأسلحة الأمريكية، والتي غالباً ما تشتريها بلدانهم، وكذلك التعليم على النظم السياسية والقانونية الأمريكية.
ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تبنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) هذه البرامج كوسيلة حاسمة لتنمية الحلفاء، وتعزيز الشراكات العسكرية، والحفاظ على قنوات موثوقة لبيع الأسلحة الأمريكية.
ولكن بعد هجوم الجمعة، أثار بعض النواب الأمريكيين تساؤلات حول عمليات الفحص، وسلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على القواعد المتبعة في هذا الأمر ، ولماذا يدرس السعوديون في أمريكا:
كم عدد السعوديين الذين يدرسون في هذه البرامج؟
كان مهاجم الجمعة ، أحمد محمد الشمراني، واحدا من أكثر من 5500 تأشيرة مؤقتة صادرة عن وزارة الخارجية السعودية للأفراد العسكريين عام 2019، وفقًا لبيانات الوزارة، وكان هناك 852 سعوديًا في الولايات المتحدة للتدريب، ويمثل ذلك 16 % من الطلاب البالغ عددهم 5181 طالبًا من 153 دولة في هذه البرامج، وفقًا للمتحدث باسم وزارة الدفاع كريس جارفر، هي مجرد واحدة من أكثر من 150 مدرسة ومنشآت عسكرية حيث يدرس هؤلاء الطلاب سنويًا.
وبين عامي 2009 و 2018 ، أصدرت وزارة الخارجية أكثر من 980 تأشيرة مؤقتة للمواطنين السعوديين، وهو أعلى معدل لأي دولة في الشرق الأوسط بعد إسرائيل، وكانت معظم هذه التأشيرات للطلاب والسياح، رغم أن البعض منها ذهب أيضًا إلى أفراد عسكريين.
السعودية هي المستفيد الرئيسي من المساعدات العسكرية الأمريكية، وهي عنصر أساسي في العلاقات الجيوسياسية والاقتصادية التي استمرت لعقود من الزمن بين واشنطن والرياض والتي شكلت جزئياً مسار الشرق الأوسط.
في السنوات الأخيرة ، قامت السعودية بتمويل طلابها إلى حد كبير في هذه البرامج من خلال المبيعات العسكرية الأجنبية وعقود أخرى.
ماذا يدرسون؟
كان شمراني في بينساكولا من خلال دورة تدريبية في المبيعات العسكرية للقوات الجوية الأمريكية بتمويل من السعودية، بدأ عام 2017 وكان على وشك الانتهاء في أغسطس 2020، وشمل البرنامج التدريب على اللغة الإنجليزية والطيران الأساسي والتجريب.
كما يدرس طلاب عسكريون من كينيا ونيجيريا وتوغو والهند وعمان وتونس وفيجي وهايتي وإندونيسيا وماليزيا وموريشيوس والفلبين في بينساكولا، وفقًا لوزارة الخارجية.
وشملت الدورات الدراسية الأخرى المقدمة للسعوديين من خلال هذه البرامج التدريب على القيادة، لكبار ضباط البحرية.
كيف تتم عمليات الفحص؟
يتم ترشيح الأفراد العسكريين الأجانب في الولايات المتحدة للتدريب المتعلق بوزارة الدفاع، أولاً ثم يتم تقييمهم من قبل مسؤولي البنتاغون، وقال المسؤولون إن عملية الفحص تشمل فحصًا داخل البلاد، وفحصًا لقواعد البيانات بحثًا عن أي علاقة بالنشاط ذي الصلة بالإرهاب وتهريب المخدرات والفساد والسلوك الإجرامي.
الطريقة التي يعمل بها البرنامج هي أنه يتعين على الحكومة الأجنبية التصديق على أن هؤلاء هم أفضل ما لديهم، وهؤلاء هم جنرالاتهم وأمراءهم في المستقبل، وكبار المسؤولين العسكريين في بلدانهم.
وأضاف: "هذا جزء مهم حقًا مما يفعله جيشنا لأنه يحتوي على أشخاص يستخدمون أنظمتنا ويتدربون جنبًا إلى جنب مع أفراد الجيش، وإنهم أكثر تقبلاً وقدرة وأكثر استعدادًا للعمل معنا عندما يحين الوقت، في حالة تأثر المصالح الأمريكية".
ما هي المشاكل التي واجهها البرامج؟
في وقت سابق من هذا العام، ألغى البنتاجون برنامج تدريب للطيارين الأفغان في تكساس بعد حوالي 40% من الطلاب غابوا دون إجازة، وتم إعادة الأفغان الذين لم يغادروا الدورة إلى أفغانستان.
انتقد البعض هذه البرامج لعدم التركيز على ما يكفي من الدورات الدراسية في قضايا مثل حقوق الإنسان أو للمساعدة في تدريب الضباط الذين يدعمون الأنظمة الاستبدادية.
ما تداعيات هجوم الجمعة؟
حتى الآن، دعا بعض النواب إلى إصلاح عملية التدقيق، وإلى السعودية لتعويض الضحايا، وفي هذه الأثناء ، اتخذ الرئيس ترامب نبرة تصالحية نسبياً حول إطلاق النار بعد التحدث مع الملك سلمان.
و"قال الملك إن الشعب السعودي غاضب للغاية من الأعمال الوحشية التي قام بها مطلق النار، وهذا الشخص لا يمثل بأي شكل من الأشكال الشعب السعودي الذي يحب الشعب الأمريكي".
وحافظ ترامب على علاقات وثيقة مع السعودية رغم استنتاج المخابرات الأمريكية بأن ولي عهد المملكة كان وراء اغتيال جمال خاشقجي المعارض لبعض السياسات السعودية، ومناصر للديمقراطية في المنطقة.
