فورين بوليسي: هل يُنهي الأمير خالد بن سلمان حرب اليمن؟

الأمير خالد بن سلمان

"هل يستطيع الأمير السعودي الشاب إنهاء الحرب في اليمن".. تحت هذا العنوان نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرا حول جهود نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان لإنهاء الحرب في اليمن.

 

وقالت المجلة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإليكتروني:" قبل 4 سنوات ونصف قاد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحالفا عسكريا ضد تمرد الحوثي في اليمن، ليجر السعودية على أكثر حرب كارثية في التاريخ الحديث. الآن يتطلع إلى أخيه الأصغر خالد بن سلمان كي يخرجه منها".

وأشارت المجلة إلى أن :"خالد بن سلمان سافر الأسبوع الماضي إلى مسقط، لعقد اجتماع مع السلطان قابوس بن سعيد للتحضير لمحادثات مع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين سيطروا على القصر الرئاسي في صنعاء في يناير 2015 وأجبروا الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من السعودية للهروب من صنعاء".

 

ويمثل الاجتماع تتويجا لأكثر من ثلاث سنوات من المحادثات المباشرة السرية، بين المسؤولين السعوديين والحوثيين، بحسب المجلة، التي اعتبرت أن "الأمير خالد بن سلمان يعمل على إنقاذ السعودية من صراع كارثي بدأ على يد شقيقه".

وقالت فورين بوليسي إن ولي العهد كلف شقيقه بالتفاوض لإنهاء الحرب، التي بدأت قبل حوالي خمس سنوات، في وقت أصبحت فيه التكاليف السياسية والعسكرية والإنسانية للنزاع غير قابلة للاستمرار بشكل متزايد في وقت تصعد فيه إيران التعاون مع الحوثيين

 

 من جانبه، قال أبوبكر القربي وزير الخارجية اليمني السابق إن بعثة الأمير الدبلوماسية إلى عمان تبعث برسالة قوية بشأن التحول في سياسة الحرب السعودية ليعكس " التزاما بسلام نهائي وشامل وإدراك أنه لا يوجد حل عسكري للنزاع".

 

وأضاف:" أعتقد أن الأمير توصل بشكل مأمول إلى رؤية جديدة لوضع نهاية إلى حرب مكلفة خلقت عدم استقرار إقليمي واسع".

 

 

 

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن جمال عامر، مفاوض تابع للحوثيين، أن الجانبان تواصلا على مدار الشهرين الماضيين، عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، كما قال 3 مسؤولين من الحوثيين إنهم تحدثوا مع الجانب السعودي من خلال وسطاء أوروبيين.

 

وأوضحت الوكالة الأمريكية أن المحادثات تتم بوساطة عمان منذ سبتمبر الماضي، عقب الهجمات التي تعرضت لها منشآت النفط التابعة لأرامكو.

وكان ولي العهد السعودي، قد وصف في السابق عمان بأنها "وسيط هاديء".

 

 

وتركز تلك المحادثات غير المباشرة الحالية بين السعودية والحوثيين، على الأهداف المؤقتة، مثل إعادة فتح مطار اليمن الدولي الرئيسي في صنعاء، الذي أغلقه التحالف الذي تقوده السعودية في عام 2016، كما تجري مناقشة إقامة منطقة عازلة على طول الحدود اليمنية السعودية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

 

ونقلت الوكالة كذلك عن مسؤول سعودي قوله: "هناك شعور بأننا بحاجة إلى التحرك لحل هذه النزاع، والمحادثات الجارية تركز على تبادل الأسرى بين الأطراف المتحاربة".

 

وقال مسؤول حكومي يمني، إن المحادثات الحالية التي تتم بوساطة عمانية، لم تشمل جميع أطراف النزاع.

 

وقال مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائب رئيس البرلمان، عبد العزيز الجعبري: "لا نعلم شيئا عن تلك المحادثات".

 

وتابع في تصريحات للوكالة الأمريكية: "كل ما نخشاه أن تبرم السعودية اتفاقا لترك صنعاء والمناطق الرئيسية التي يسيطر عليها الحوثيون إلى تلك الجماعات، لأن هذا سيعزز حالة الانقسام اليمنية".

 

وقال الحوثي في كلمة نقلتها قناة "المسيرة" الناطقة باسم الجماعة: "بوقف عدوانهم وقصفهم وحصارهم سيوقف الجيش واللجان الشعبية الضربات التي يوجهها إلى العمق بالطائرات المسيَّرة والصاروخية، ومع استمرار القصف والحصار والعدوان، فإن الضربات الأكثر إيلاما والأشدَّ فتكًا والأكبر تأثيرا ستصل إلى عمق مناطقهم، ولا خطوط حمراء في هذا السياق مع تأكيدنا على المواطنين في تلك المناطق بأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن تلك المنشآت".

 

وتقود السعودية، منذ مارس 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطر عليها الحوثيون أواخر عام 2014.

 

وتنفذ جماعة "أنصار الله" الحوثية هجمات متكررة بطائرات دون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة، تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وعلى أراضي المملكة.

 

وتوعد الحوثيون في أكثر من مرة بهجمات أكثر قوة، إذا لم تستجب السعودية لدعوتها بوقف الاستهداف المتبادل.

النص الأصلي

مقالات متعلقة