"يتدفق آلاف اللاجئين من ليبيا إلى أوروبا، رغم وجود حرب أهلية هناك، ويقف الاتحاد الأوروبي عاجزا حيال ذلك"...هكذا استهلت صحيفة "دي تسايت" الألمانية تقريرها بعنوان "الحرب الليبية تظهر نقاط ضعف الاتحاد الأوروبي"
أوضحت الصحيفة أن موارد الطاقة مثل الغاز والنفط تتدفق من ليبيا إلى أوروبا بكميات كبيرة، لذلك لدى أوروبا مصلحة أكبر في تحقيق الاستقرار بالبلد الذي يعتبر أرضًا خصبة للمنظمات الإرهابية الإسلامية.
تساءلت الصحيفة: لماذا لا يتمكن الاتحاد الأوروبي من ضمان الاستقرار في ليبيا؟، مجيبة بأن أوروبا ليست اللاعب الوحيد في ليبيا، فهناك عدد من الدول الأخرى التي تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة هناك، مثل روسيا والسعودية ومصر وتركيا والإمارات العربية المتحدة وقطر.
وأوضحت "دي تسايت" أن المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات تدعم القائد الليبي "خليفة حفتر"، لأنه يعارض بشدة الإسلاميين الاشتراكيين الثوريين في ليبيا ، الذين تعتبرهم هذه الدول بمثابة تهديد سياسي داخلي.
وتدعم روسيا "حفتر" لأنها تريد دائمًا استخدامه كعامل لهدم محاولات الاستقرار الغربية.
ومن ناحية أخرى تدعم كل من قطر وتركيا "فايز السراج"، رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا، الذي يتمتع بشرعية دولية.
وفي ضوء هذا الموقف ، من السهل أن نرى الاتحاد الأوروبي ، على عكس اللاعبين الأجانب الآخرين ، في وضع صعب للغاية، بحسب الصحيفة.
وبحسب "توبياس شوماخر" ، أستاذ العلوم السياسية، فإن الاتحاد الأوروبي ببساطة غير قادر على التدخل في المشهد الليبي عند استخدام الحلو العسكرية، ومن الواضح أن جميع اللاعبين الآخرين في ليبيا مستعدون لذلك.
وأوضح "شوماخر"، أن السبب الثاني لضعف أوروبا في ليبيا هو مزيج من الخلاف وعدم الاهتمام طويل الأمد بالصراع الليبي وضعف القوة السياسية، بالإضافة إلى الصراع الناشىء بين دولتين أوروبيتين لهما مصالح استراتيجية في ليبيا: إيطاليا وفرنسا.
وتستمد إيطاليا ، القوة الاستعمارية السابقة ، الكثير من الغاز والنفط من . الدولة العربية، وتتواجد شركة الطاقة الإيطالية ENI في ليبيا منذ عام 1959، وترتبط إيطاليا بها عبر خط أنابيب للغاز بطول 520 كيلومتراً.
وفي عام 2017 ، تدفق 4.8 مليار متر مكعب من الغاز من ليبيا إلى إيطاليا، وتمتلك شركة ENI أيضًا شراكة وثيقة مع شركة النفط الوطنية الليبية (NOC) ، والتي تسيطر أيضًا على جزء كبير من حقول النفط الليبية.
وبحسب الصحيفة، منذ الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل "معمر القذافي" في عام 2011 ، وصل عشرات الآلاف من المهاجرين واللاجئين عبر ليبيا.
وفي عام 2016 ، بلغ عدد المهاجرين إلى ايطاليا ذروته بأكثر من 160 ألف لاجىء ليبي.