"تعكس سلسلة الأحداث خلال الـ 24 ساعة الماضية في أنحاء الشرق الأوسط تصعيدًا كبيرًا في الصراع الإسرائيلي ضد إيران. فالمواجهة بين الدولتين التي مازالت معظمها تتم بشكل سري، تتمدد الآن لتشمل ثلاث دول أخرى: سوريا ولبنان والعراق".
كانت هذه مقدمة تحليل للصحفي والكاتب الإسرائيلي "عاموس هرئيل" محلل الشؤون العسكرية بصحيفة "هآرتس" العبرية تطرق فيه للمخاوف الإسرائيلية من رد فعل متحمل من قبل "حزب الله" اللبناني على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
وخلال يوم واحد نسب لإسرائيل أربع هجمات في الدول الثلاثة ضد أهداف إيرانية وأخرى مرتبطة بطهران، بحسب الرواية الإسرائيلية.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر الأحد إحباطه عملية خطط لتنفيذها "فيلق القدس" الإيراني وميليشيات شيعية ضد أهداف إسرائيلية انطلاقا من سوريا.
وقال في بيان: "أغارت مقاتلات جيش الدفاع (الاحتلال) على عدد من الأهداف الإرهابية في قرية عقربا جنوب شرق دمشق".
وأضاف: "جاءت الغارة ضد نشطاء فيلق القدس الإيراني وميليشيات شيعية حرصت في الأيام الأخيرة على تنفيذ عملية إرهابية ضد أهداف إسرائيلية انطلاقا من الأراضي السورية".
وفي اليوم نفسه، اتهم الحشد الشعبي العراقي إسرائيل للمرة الأولى رسميا، الأحد، بالوقوف وراء الهجوم الأخير بطائرتين مسيرتين على أحد ألويته قرب الحدود العراقية السورية في غرب البلاد، ما أسفر عن سقوط 3 قتلى.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تعرضت 4 قواعد يستخدمها "الحشد" لتفجيرات غامضة، كان آخرها مساء الثلاثاء الماضي، في مقر قرب قاعدة بلد الجوية (تضم عسكريين أمريكيين) شمال العاصمة بغداد، في ظل تلميحات من إسرائيل بالوقوف وراء تلك الهجمات.
وفي لبنان، كشف مسؤول في" حزب الله" أن طائرة اسرائيلية مسيرة سقطت فجر الأحد، وأخرى انفجرت في معقل الحزب بضاحية بيروت الجنوبية، دون معرفة الأسباب.
وتوعد الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصر الله بالرد على الهجوم الإسرائيلي على لبنان "مهما كلف الثمن"، مؤكدا أن "ما حصل ليلة أمس لن يمر، نحن أمام مرحلة خطيرة".
ويقول "عاموس هرئيل" إن إسرائيل تأخذ تهديدات نصر الله على محمل الجد، حيث تم تكثيف الاستعدادات بمنظومة القبة الحديدية الدفاعية شمال إسرائيل وتم رفع مستوى التأهب لاسميا في المواقع الأمامية على الحدود اللبنانية وعلى الحدود السورية.
ويضيف "في الماضي بعد تهديدات مماثلة، رد حزب الله بعمليات مركزة ضد الجيش الإسرائيلي، حيث تم نصب كمين بصواريخ مضادة للدروع قتل على إثره ضابط إسرائيلي وجندي أسفل جبل دوف (في الجولان المحتل)، رداً على هجوم نسب لإسرائيل في الجولان السوري عام 2015، أسفر عن مقتل القيادي بحزب الله جهاد مغنية وجنرال إيراني".
ويتابع هرئيل :"إيران من جانبها حاولت عدة مرات في أبريل ومايو 2018 ويناير 2019 الرد بقصف صواريخ من داخل سوريا على هجمات إسرائيلة استهدفت قواعدها هناك. تم إحباط القصف بهجمات استباقية شنها الطيران الإسرائيلي".
وسبق أن اعتبر "حزب الله" الضربات الجوية الإسرائيلية على لبنان بأنها "خط أحمر" بالنسبة له. وعندما كشفت إسرائيل قبل عام ما قالت إنها مصانع أقامها "حزب الله" في بيروت لتطوير صواريخ دقيقة، فضلت القيام بذلك من خلال خطاب علني لرئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بالأمم المتحدة وليس من خلال القنابل، بحسب محلل "هآرتس".