رئيس التحرير: عادل صبري 08:58 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

فورين بوليسي: الفساد أغرق كردستان في الظلام .. وهذا هو الحل

فورين بوليسي: الفساد أغرق كردستان في الظلام .. وهذا هو الحل

صحافة أجنبية

توصيل الكهرباء في أحد المخيمات بكردستان

فورين بوليسي: الفساد أغرق كردستان في الظلام .. وهذا هو الحل

بسيوني الوكيل 12 يوليو 2019 13:58

"كيف نبقي على الإضاءة في إقليم كردستان"..

تحت هذا العنوان نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرا حول أزمة الطاقة في الإقليم الواقع شمال العراق، وسُبل حلها.

 

وقالت المجلة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإليكتروني إن: البرلمانيين العراقيين تنفسوا الصعداء في يونيو 15 يونيو، عندما جددت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعفاء من العقوبات لتسمح للعراق باستيراد الغاز الطبيعي الحيوي والكهرباء من طهران.

 

ورأت المجلة أن هذه الخطوة تعكس وعي الإدارة الأمريكي بدور إيران الحيوي في مد المنازل والمصانع العراقية بالطاقة، ولكنها تأتي أيضا قبل ثلاثة أيام من انتهاء مدة الإعفاء السابق وبعد العديد من التصريحات لمسئولين أمريكيين بأن العراق لن يحصل على تصريح غير محدد.

 

 

وبحسب المجلة فإن مشكلات الكهرباء في الدولة معروفة جيدا بعد أن ركزت تقارير بشكل واسع على جنوب ووسط العراق، عندما تسبب انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف في خروج احتجاجات.

 

ولكن القليل من الاهتمام وجه نحو إقليم كردستان الذي يعتمد على الغاز الطبيعي الإيراني في احتياجاته للطاقة.

 

وبشكل يومي، يواجه السكان الأكراد انقطاعا في التيار الكهربائي، نتيجة لسوء إدارة الحكومة الإقليمية الشديد لقطاع الكهرباء، الأمر الذي دفع الشركات الخاصة الكردية للعمل مع وزارة الكهرباء في بغداد بدلا من نظيرتها في إقليم كردستان.

 

وكان منطقهم في ذلك هو أن بغداد كانت أكثر قدرة على الدفع وتوفير البنزين لمحطات الطاقة، الأمر الذي سببا عجزا في الكهرباء.

 

وما زاد الطين بلة هو أن الجارتين الإقليميتين اللتين يعتمد عليهما كردستان بشكل كبير في إمداد الكهرباء، وهو إيران وتركيا أظهرا رغبتهما أكثر من مرة في كبح إمدادات الوقود والكهرباء والماء في كردستان لممارسة ضغط سياسي أو تحفيزه على سداد الديون.

 

ولهذه الأسباب أصبح الاعتماد على الكهرباء المتجددة غير المركزية خيارا للسكان الذين يريدون فقط الإبقاء على الإضاءة.

 

وبالفعل بدأ السكان المحليون في الاستفادة من الظروف الملائمة في المنطقة للطاقة المتجددة، حيث بدأت شركات تركيب الألواح الضوئية الشمسية في الظهور في مدينتي أربيل والسليمانية.

 

كما تعمل شركات ومنظمات دولية مع شركاء محليين لتطوير أنظمة الطاقة الشمسية الضوئية وتخزين الطاقة في مخيمات اللاجئين والمشردين بالإقليم.

 

ونقلت المجلة عن محمد الغنام المهندس في شركة "جرين باور"، إحدى أكبر مركبي نظام الطاقة الشمسية في العراق قوله :"لو يفكر أي شخص أو شركة في العالم في فتح مصنع لتصنيع الألواح الشمسية أو المحولات والبطاريات، هنا في العراق فهي فكرة رائعة".

 

ورأى أن المتوسط السنوي لأشعة الشمس والأسقف المسطحة تجعل الإقليم جذابا لنظام الاستثمار في الطاقة الشمسية.

 

ويعد العراق الدولة الوحيدة المستثناة من العقوبات الأمريكية النفطية على إيران، حيث تستمر بغداد في استيراد الغاز الطبيعي والكهرباء من طهران بموجب إعفاء أمريكي ينتهي في 19 من يونيو القادم.

 

وخلال زيارته الأخيرة لبغداد، أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، للمسئولين العراقيين أن بلاده تعتزم تجديد الإعفاء الممنوح للعراق لاستيراد الغاز والكهرباء من إيران.

 

ويعاني قطاع الكهرباء العراقي من أوضاع متردية للغاية عقب سنوات طويلة من الفساد المالي والإداري في البلاد، فضلاً عن ما يربو على ثلاثة أعوام من الحرب على تنظيم الدولة، والتي أدت إلى تدمير البنية التحية في كثير من المحافظات التي احتلها التنظيم.

 

كما يعاني المواطنون من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال اليوم بسبب العجز الكبير الذي تعاني منه الدولة الغنية بالنفط في إنتاج الكهرباء.

 

وأدى انقطاع الكهرباء لفترات طويلة خلال ساعات النهار شديد الحرارة في الصيف الماضي إلى اندلاع تظاهرات في بعض المحافظات، شابها أعمال عنف واشتباكات مع قوات الأمن في البلاد.

 

وفي إطار مساعيها لسد العجز في إنتاج الكهرباء، يقوم العراق باستيراد 28 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يومياً، لتشغيل محطات توليد الكهرباء في البلاد، فضلا عن استيراد العراق 1200 ميغاوات من الكهرباء من إيران.

 

لذا، تشكل واردات الطاقة العراقية من إيران أهمية كبيرة للبلاد لمواجهة تحديات الاستهلاك المنزلي والصناعي المتزايد في البلاد.

 

وقال وزير النفط العراقي الأسبق، إبراهيم بحر العلوم إن الولايات المتحدة:"لم تجامل العراق باستثنائه من العقوبات"، مشدداً على أن "الإعفاء الأمريكي ليس مِنَة، حيث أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن تردي أوضاع الكهرباء في البلاد، حتى وصل العراق إلى نقطة الاختناق".

 

وأكد الوزير السابق أن واردات العراق من الطاقة من إيران تمثل "نحو 25 في المئة من إنتاج العراق من الكهرباء"، وهو رقم يصعب الاستغناء عنه في الوقت الحالي.

النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان