"أفغانستان التي مزقتها الحرب ترى نافذة أمل في مفاوضات السلام بالدوحة".. تحت هذا العنوان نشرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية تقريرا حول الآمال المعقودة على محادثات السلام التي تنطلق اليوم في العاصمة القطرية بين حركة طالبان وسياسيين أفغان من أجل إنهاء الحرب الدائرة منذ نحو عقدين أفغانستان.
وقالت الوكالة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإليكتروني إن:" وفدا من 50 عضوا من النخبة الأفغانية توجه إلى قطر للمشاركة في محادثات السلام التي تبدأ الأحد مع قادة طالبان، لتضاف إلى الإشارات على أن نهاية الصراع الذي استمر 18 عاما أصبحت في متناول اليد".
ونقلت الوكالة عن الوكالة عن أسد الله زعيري المتحدث باسم مجلس السلام العالي للدولة إن قمة اليومين التي ساهم في تسهيلها كلا من ألمانيا وقطر ستكون "فرصة تاريخية للجميع لعبور نقص الثقة والأمر الذي سيساهم في تمهيد الطريق في مفاوضات سلام مباشرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان".
وأوضح زعيري أن الوفد يضم سياسيون وأعضاء رفيعي المستوى بالمجلس، وممثلون لجماعات نسائية، وصحفيون كبار.
وتهدف المحادثات مع طالبان إلى تحقيق اختراق سياسي، بينما تسعى الولايات المتحدة لإبرام اتفاق سلام مع الحركة في غضون ثلاثة أشهر لإنهاء 18 عاما من الحرب.
ويجري أعضاء طالبان محادثات منفصلة في الدوحة مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان لبحث سبل التوصل لاتفاق يتيح انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان مقابل عدد من الضمانات.
وقالت واشنطن إنها تسعى للتوصل إلى اتفاق قبل الأول من سبتمبر، موعد الانتخابات الأفغانية التي قد تشكل عامل فوضى.
وأعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد السبت أن الجولة السابعة من محادثات السلام التي تجريها الولايات المتحدة مع حركة طالبان هي "الأكثر إنتاجية" حتى الآن.
ومن قطر قال خليل زاد إن "الأيام الستة الأخيرة كانت الأكثر إنتاجية من بين الجولات التي أجريناها مع طالبان".
وأضاف خليل زاد "للمرة الأولى يمكنني القول إننا أجرينا نقاشات معمّقة، مفاوضات، وأحرزنا تقدّما في النقاط الأربع".
وأعرب المتحدث باسم طالبان في قطر سهيل شاهين عن ارتياح الحركة للمحادثات الجارية مع الولايات المتحدة.
وكتب على تويتر "نحن مسرورون بالتقدم الذي أحرز ونأمل أن يتم إنجاز العمل المتبقي. لم نواجه أي عراقيل حتى الآن".
وترفض طالبان التفاوض مع حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني، وتؤكد الحركة أن محاوريها سيشاركون في الاجتماع "بصفتهم الشخصية".
ولن تكون الولايات المتحدة ممثلة في المحادثات التي ستعقد بين الأطراف الأفغان، والتي أكد خليل زاد أنها لن تجرى "وفقا لشروط طالبان". لكنّه أكد بدوره أن محاوري طالبان سيشاركون بصفتهم الشخصية.
غير أن استبعاد الحكومة الافغانية التي تعتبرها الحركة المسلحة "دمية" في يد الولايات المتحدة، من المحادثات، يجعل من الصعب تحديد النتائج الملموسة التي يمكن أن تثمر عنها المحادثات.
وسيكون لقاء الأحد ثالث لقاء من هذا النوع بين طالبان وسياسيين أفغان عقب قمتين مماثلتين في موسكو في مايو وفبراير الماضي.
واعتبر اللقاء الأول اختراقا تاريخيا، وفي مشاهد استثنائية استمع مسؤولو طالبان لنساء تحدثن في اجتماع موسكو، وهو الأمر الذي لم يكن يمكن تصوره إبان حكم طالبان الذي أطاحت به القوات التي تقودها الولايات المتحدة في 2001.
وطرحت طالبان أيضا رؤيتها على الحاضرين أمام عدسات التلفزيون في مشهد نادر.
ويفترض أن يتضمن الاتفاق مع طالبان نقطتين رئيسيتين هما الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وتعهد الحركة بعدم توفير قاعدة لمتطرفين، وهو ما كان سبب الاحتلال الأمريكي قبل 18 عاما.
وبعدما أنفقت تريليون دولار في أفغانستان بحسب بعض التقديرات، يرجح أن تشدد الولايات المتحدة قدر الإمكان في الاتفاق على أن تباشر طالبان مفاوضات مع حكومة الرئيس أشرف غني.
وتبقى العديد من القضايا عالقة مثل حقوق المرأة، وتشارك السلطة مع طالبان، ودور القوى الإقليمية بما في ذلك الهند وباكستان ومستقبل حكومة أشرف غني.
وواصل عناصر طالبان هجماتهم حتى أثناء خوضهم مفاوضات مع الولايات المتحدة، واثقين من أنهم يسيطرون على الوضع.
وشنت الحركة هجوما الإثنين على وزارة الدفاع في كابول بدأ بانفجار سيارة مفخخة أعقبه هجوم مسلح، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة العشرات بجروح.
وقالت مديرة قسم آسيا في مجموعة الأزمات الدولية لورل ميلر "أعتقد أن هناك احتمالا كبيرا بأن يتم التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان قبل سبتمبر، لكن اتفاقا بين الولايات المتحدة وطالبان حصرا ليس اتفاق سلام لأفغانستان".
وأضافت ميلر التي كانت الممثلة الخاصة الأميركية لأفغانستان وباكستان في ظل رئاسة ترامب وفي عهد سلفه باراك أوباما، أن مثل هذا الاتفاق "لا يعالج المسألتين الجوهريتين الصعبتين حول الدور الذي ستلعبه طالبان أو لا تلعبه في السلطة في أفغانستان، وما الذي سيحل بالحكومة الحالية وبنظام الحكم الذي ساهمت الولايات المتحدة في قيامه".