"الحصول على موطئ قدم فى سوق العمل الألمانى هو تحد كبير لكثير من اللاجئين، وغالبًا ما تجد النساء صعوبات، لكن هناك أيضًا أمثلة للنجاح ، وخير دليل على ذلك حالة المهندسة الفلسطينية "لينا المزينى"
وردت هذه الكلمات بتقرير صحيفة "دى فيلت" الألمانية، حول قصة كفاح اللاجئة الفلسطينية فى الدولة الأوروبية.
وأوضحت الصحيفة، أن روتين "لينا" اليومى قاس للغاية، فحوالى الساعة 4:30 صباحًا ، دأبت السيدة البالغة من العمر 40 عامًا على الاستيقاظ مبكرا لتغادر المنزل فى الساعة 5:30 صباحًا للتوجه إلى العمل، ثم تعود إلى المنزل فى الساعة 5.30 مساءًا لتعد الغداء لأطفالها، وعندما يخلد أطفالها إلى النوم ، تذهب إلى الجيم لممارسة الرياضة.
وبحسب تصريحات الأم الفلسطينية لأربعة أطفال، لصحيفة "دى فيلت"، فإن ساعات نومها تنام في مرحلة في حياتها لم تكن تتجاوز أربع ساعات فقط فى اليوم، و شعرت أحيانًا أنها باتت أقرب للإنسان الآلي "الروبوت".
وأوضحت الصحيفة، أن الفلسطينية "لينا المزين" فرت من قطاع غزة ، منذ عام 2015 ، وتعيش الآن فى ألمانيا، بعدما سافرت مع أطفالها، برًا وجوًا إلى أن وصلت الدولة الأوروبية، عبر مصر وليبيا والأردن، مرورًا برومانيا وبالنمسا وبالدنمارك.
ولفتت الصحيفة إلى أن المرأة الفلسطينية، كانت حاملًا عندما غادرت غزة ، وولدت أصغر طفل لها وهى فى طريقها إلى ألمانيا.
وعلى مدار أكثر من عام ونصف ، عملت الفلسطينية "لينا"، كمهندسة في ميناء هامبورج، وتجول يوميًا عبر مواقع البناء مرتدية سترة واقية، وخوذة بيضاء على رأسها.
وفي الخريف الماضى ، تم إنهاء عقدها مع هيئة ميناء هامبورج، بحسب دى فيلت.
الصحيفة الألمانية، نقلت عن "رامونا لوبيز" ، التى تعمل كمدربة للمهاجرين فى مدينة كيل ، قولها: " اللاجئات غالباً ما يجدن صعوبة في العثور على وظيفة، لسبب واحد يتعلق بنقص المهارات اللغوية وقيود أخرى متعلقة بنقص الخبرات فى سوق العمل، لذلك تحتاج النساء غالبًا إلى الدعم"
وفى مدينة هامبورج ، تم تسجيل 345 حالة فى شهر مايو الماضى ، منهم 11.6 في المائة فقط من النساء ، استطاعوا القفز إلى سوق العمل الألمانى.
وبحسب أرقام وكالة التوظيف في مدينتى "شليسفيج هولشتاين" و"مكلنبورج فوربومرن" ، كانت نسبة النساء أقل من 9.0 و 9.3 فى المائة، مقارنة بنسبة تدفق الرجال إلى سوق العمل.
بالنسبة للفلسطينية المقيمة بألمانيا "لينا المزينى"، فإن دورها كأم ، لم يكن تحديا كبير لها مقارنة بتحد بحثها عن العمل فى ألمانيا، وكانت تشعر بالضيق فى البداية من كونها امرأة لاجئة تبحث عن العمل ولم تجده.
أوضحت لينا للصحيفة الألمانية أنها عملت فى البداية فى مجال التنظيف، وكانت مثابرة ومقاتلة من أجل العثور على وظيفة مناسبة لها لرعاية أطفالها وتقديم مستقبل لهم بعيدًا عن وطنها الذى مزقته الأزمات.
وأشارت إلى أنها خاضت العديد من التجارب الإيجابية منذ عملها في ميناء هامبورج.
ومضت تقول: "فى غضون عملى كمهندسة فى مواقع البناء الألمانية ، كان هذا الشعور مختلفًا بالمرة، فيمكننى الآن أن أوجه الرجال وانتقد طريقة عملهم وبالمقابل هم يتحدثون معى كإنسانة عادية بعكس النظرة الذكورية التي كنت أجدها في بلدي الأم ".
ولفتت الصحيفة إلى أن مدة بقاء "المزينى" فى ألمانيا غير واضحة الآن بعد إنهاء تعاقدها مع ميناء هامبورج، لكنها لا تزال مستمرة فى إجراءات اللجوء.
وبحسب الصحيفة، تثق الفتاة البالغة من العمر 40 عامًا من أنها ستتخطى هذه العقبة أيضًا، لأنها اكتسبت بالفعل العديد من الخبرات فى ألمانيا"