قالت وكالة الأنباء الفرنسية " إن أقلية الهزارة الشيعية التي تضم آلاف الأشخاص مضطرة للعيش في جنوب باكستان في "معازل" حيث تخضع لإجراءات أمنية مشددة خوفا من اعتداءات، بينما تبدو السلطات عاجزة عن حمايتها.

وأسفر آخر هجوم وقع في 12 ابريل عن سقوط 21 قتيلا و47 جريحا معظمهم من التجار الهزارة الذين جاؤوا من سوق في مدينة كويتا يخضع لحماية القوات الخاصة الباكستانية.

ولم تتمكن هذه القوات من منع الانتحاري من تفجير نفسه، ويستهدف المتطرفون هذه الطائفة التي تقول أنها تعيش في حالة من الخوف الدائم، وهذا الهجوم الذي تبناه داعش ليس سوى آخر حلقة في سلسلة طويلة من أعمال العنف التي استهدفت الأقلية التي باتت تعيش في جيوب تخضع لإجراءات أمنية مشددة.

وفي كويتا التي يبلغ عدد سكانها 2,3 مليون نسمة، يعيش حوالى 500 ألف من الهزارة في ماري آباد وهزارة تاون وهما حيان تحيط بهما عشر نقاط تفتيش، ويحميهما 600 من أفراد قوات الأمن.

وهذه المنطقة الشاسعة الواقعة على الحدود مع إيران وأفغانستان وعاصمة كويتا، هي أكثر أقاليم باكستان اضطرابا، وتختبئ مجموعات مسلحة متطرفة وانفصالية في صحاريها وجبالها.

ولدخول هذه الجيوب، ينبغي على غير الهزارة إبراز وثيقة هوية، ويشكو الهزارة الذين يخشون الخروج من هذه المناطق من أنهم يعيشون في عزلة تامة.

ونقلت الوكالة عن "بستان علي" وهو ناشط من الهزارة قوله:" هنا المكان أشبه بسجن.. نحن مقطوعين عن بقية أنحاء المدينة".

ويشكل الهزارة جزءا كبيرا من الطائفة الشيعية في باكستان التي تشكل خمس سكان البلد البالغ عددهم 207 ملايين نسمة معظمهم من السنة.

واستُهدف الهزارة الذين يسهل التعرف عليهم من ملامحهم الآسيوية ما يجعلهم أهدافا سهلة للمتطرفين، بعشرات الهجمات منذ 2001 في باكستان كما في أفغانستان المجاورة.

وفي السنوات الخمس الأخيرة، قتل 500 منهم وجرح 627 آخرون في كويتا، بحسب مسؤول باكستاني في قوات الأمن، ويقدر عبد الخالق هزارة الذين يقود حزبا للهزارة عدد الذين قتلوا في بلوشستان بما بين 1500 وألفين.

ونقلت الوكالة عن "محمد أمان" الأستاذ الذي يعيش في هزارة تاون قوله: إن أكثر من ثلاثين شخصا قتلوا على مقطع طريق يمتد ثلاثة كيلومترات بين ماري آباد وهزارة تاون في نحو عشرة هجمات رغم وجود ثلاث نقاط تفتيش".

وأوضح الطالب نوروز علي أنه عند الخروج من مناطق الهزارة "نعرف أننا نمر في منطقة حرب يمكن أن يحدث فيها أي شيء.. لكن علينا أن نؤمن لقمة العيش لعائلاتنا".

وفي مواجهة اتهامات بعدم فاعليتها، تؤكد الشرطة أنها "اتخذت كل الإجراءات لضمان أمن" الهزارة. وقال الضابط عبد الرزاق شيما إن "عدد أفراد الشرطة الذين قتلوا في السنوات الست الأخيرة أكبر من عدد الهزارة".

تتضمن التدابير الأمنية إجراءات عديدة، فبعد اعتداءات استهدفتهم، تم تزويد تجار الفاكهة والخضار بمواكبة أمنية عندما يتوجهون إلى سوق كويتا الرئيسي للتبضع.

ويؤكد حزب الهزارة الديموقراطي أن ما بين 75 ألفا ومئة ألف من الهزارة فروا في داخل البلاد أو إلى الخارج منذ تفجر العنف في السنوات الأخيرة.

الرابط الأصلي