"هل طردت الإكوادور جوليان أسانج من سفارتها بسبب صورة سرطان البحر؟ لقطة لرئيس الإكوادور وهو يأكل على السرير وراء القبض على أسانج"..
تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "ديلي ميل" تقريرا حول السبب المحتمل لإنهاء لجوء مؤسس موقع التسريبات الشهير "ويكليكس" في سفارة الإكوادور في العاصمة البريطانية لندن.
واعتقلت الشرطة البريطانية الخميس الماضي جوليان أسانج في سفارة الإكوادور في لندن، إثر سحب حق اللجوء منه واستدعائه للشرطة لتوقيفه.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإليكتروني إن: الضجة حول صورة سرطان البحر الساخرة على السرير كانت وراء خروج أسانج من سفارة الإكوادور الأسبوع الماضي وإحداث عاصفة سياسية حول الإجراء الذي يجب اتخاذه مع صاحب ويكليكس الهارب."
وأضافت الصحيفة أنه اتضح اللية الماضية أن إلقاء القبض على أسانج جاء بعد تسريب صور محرجة لرئيس الإكوادور لينين مورينو وهو يتناول سرطان البحر في غرف بأحد الفنادق الفخمة.
وفي فبراير الماضي، سربت أكثر من 200 رسالة بريدية ورسائل نصية للرئيس وزوجته بالإضافة لصور لأسرته في رحلات سياحية تتسم بالبذخ في أوروبا إلى موقع يدعى "INApapers".
ورأت الصحيفة أن الصورة الأكثر إحراجا كانت للرئيس وهو يتناول سرطان البحر على سريره في الفندق. وأحدثت هذه الصورة ضجة في الإكوادور لأنها أظهرت الرئيس يعيش في حياة من البذخ بينما يفرض إجراءات تقشفية على شعبه.
وكان أسانج قد لجأ في 19 يونيو 2012 إلى سفارة الإكوادور في لندن وطلب اللجوء السياسي، بعد صدور حكم من القضاء البريطاني بتسليمه إلى السويد حيث يواجه تهمة اغتصاب وتحرش جنسي.
وأكد موقع ويكيليكس في تغريدات الخميس بأن الإكوادور أنهت "بشكل غير قانوني" اللجوء السياسي الممنوح إلى جوليان أسانج، وقامت السفارة "بدعوة" الشرطة البريطانية إلى مقرها من أجل توقيفه.
وأعلن رئيس الإكوادور أن بلاده تصرفت بموجب حقها "السيادي" حين قررت سحب لجوء أسانج. وكتب على تويتر "الإكوادور قررت بموجب الحق السيادي سحب اللجوء الدبلوماسي لجوليان أسانج لخرقه أكثر من مرة الاتفاقيات الدولية".
وكان الرئيس السابق رافاييل كوريا قد اتهم خلفه مورينو بأنه "خائن" بعد قراره سحب اللجوء من أسانج. وكتب على تويتر "هذا يعرض حياة أسانج للخطر ويذل الإكوادور. يوم حداد عالمي"، منددا بـ"جريمة لن تنساها الإنسانية أبدا" وذلك بعد وقت قصير من توقيف أسانج من سفارة الإكوادور في لندن.
وأوقف مؤسس الموقع من داخل سفارة الإكوادور، كما أعلنت الشرطة البريطانية، علما أنه لجأ إليها خشية تعرضه للترحيل إلى السويد حيث كان متهما بالاغتصاب.
وبحسب شريط فيديو لعملية اعتقاله سجلته وكالة روبتلي، أخرج جوليان أسانج الذي غطى الشيب شعره ولحيته وبدا عليه التقدم في السن، من مقر سفارة الإكوادور برفقة ستة رجال شرطة بلباس مدني، توجهوا به إلى سيارة شرطة مصفحة.
وأمكن سماع أسانج في الفيديو لدى نقله من السفارة إلى سيارة الشرطة وهو يردد عبارة "على المملكة المتحدة أن تقاوم".
وقالت الشرطة البريطانية في بيان إن "جوليان أسانج البالغ من العمر 47 عاما، أوقف بناء على أمر قضائي يعود ليونيو 2012 صادر عن محكمة وستمنستر في لندن، بسبب عدم مثوله أمام المحكمة، وبناء على طلب تسليم من الولايات المتحدة بتهمة "قرصنة معلوماتية" سيتم النظر فيها خلال جلسة ستعقد في 2 مايو.
وعلى إثر توقيفه، رد مؤيدوه الذين يرون أنه يتمتع بشفافية عالية، وتحركوا مستنكرين قرار الإكوادور بسحب حقه باللجوء.
وعلى تويتر، أطلق موقع ويكيليكس موقفا قال فيه إن الإكوادور أنهت "بشكل غير قانوني اللجوء السياسي الممنوح إلى أسانج، بخرق للقانون الدولي"، وإن السفارة قامت "بدعوة" الشرطة البريطانية إلى مقرها من أجل توقيفه.
وقالت وزارة العدل الأمريكية في بيان إن أسانج متهم بالقرصنة الإلكترونية وهو "يواجه في حال إدانته عقوبة قصوى بالحبس خمس سنوات".
وفي حين أعلن الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية أن محاكمة أسانج في الولايات المتحدة في قضية ويكيليكس ستشكل "سابقة" وستكون "مخالفة للدستور"، قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إن توقيفه "قد يشكل سابقة خطرة".