قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن الانتخابات البلدية التي تجري في تركيا اليوم الأحد، تحولت إلى استفتاء على الرئيس رجب طيب أردوغان يستخدم فيها كل أسلحته لمنع الخسارة، وأحدثها بيع الخضار والفاكهة بأسعار مخفضة لمواجهة موجة الغلاء التي تضرب البلاد.
وأضافت الصحيفة، أن الانتخابات العامة في تركيا لن تجري قبل 2023، ولذلك، تحولت الانتخابات المحلية العادية إلى اقتراع ليس فقط على الاقتصاد الهش فحسب، ولكن أيضًا على إدارة أردوغان نفسها، في كل انتخابات يفعلون أشياء مثل هذا.
وتابعت، أن الأكشاك التي أقامها حزب العدالة والتنمية لمساعدة المواطنين على شراء منتجات غذائية طازجة أصبحت أملا لدى الكثيرين، يزورها يوميا حوالي 3000 شخص، فقد أصبحت لا تخدم فقط قاعدة أردوغان وناخبي حزب العدالة والتنمية، ولكن أيضا السوريون والأفغان.
والأكشاك ، التي تبيع الخضروات بأسعار أقل من سعر السوق شائعة ومطلوبة، فقد أدى انهيار الليرة العام الماضي إلى ارتفاع معدل التضخم لـ 20٪، والشهر الماضي، دخلت تركيا في حالة ركود، وهي نهاية رصينة لسنوات من معدل نمو اقتصادي بلغ 5٪ ، مما عزز أردوغان خلال فترة حكمه البالغة 16 عامًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن حزب العدالة والتنمية يواجه لأول مرة احتمالًا محرجًا، وهو فقدان السيطرة على العديد من المدن، بما في ذلك اسطنبول وأنقرة، ويضع أحد استطلاعات الرأي الأكثر موثوقية المرشح الرئيسي لحزب الشعب الجمهوري المعارض "منصور يافاس" في المقدمة بفارق خمس نقاط على الأقل.
وأوضحت حتى في معاقل حزب العدالة والتنمية على ومن بينها ريزه على البحر الأسود، هناك وعي متزايد بأن السياسة الحكومية ساهمت في التضخم والبطالة.
ونقلت الصحيفة عن "نوري جولر" عامل متقاعد قوله:" اعتدت شراء كيلوغرامات من الفلفل .. لكن الآن يمكنني شراء كيلو واحدة فقط، لذا فكل ما يقولون في التلفزيون كذب نحن لا نعيش في حديقة وردية".
وقال كيمبرلي جويلر الباحث في مبادرة الشرق الأوسط لمدرسة: الخسارة تعني ضربة نفسية كبيرة لأردوغان، سوف تختفي مصداقيته، لأنه هدد بالإطاحة بأي مرشح معارض من المناصب التي يفوزون بها".
ونقلت الوكالة عن "فادي هاكورا" الباحث في الشئون التركية في معهد "تشاتام هاوس" قوله:إن" الناخبين في تركيا مستقطبون جداً على أسس عرقية وطائفية وأيديولوجية..مهاجمة البلدان والكيانات الأجنبية هو أسلوب تحويل فعال... إنه يسحب التركيز بعيدًا عن الاقتصاد ".
