حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية من أن تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، ستشعل أزمة في الشرق الأوسط.
وأضافت، أن سوريا وحلفاؤها الروس والإيرانيون انتقدوا دعوة ترامب للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان التي تحتلها، مشيرة إلى أن الخطوة ستزيد من تصميم سوريا على استعادة الأراضي التي تحتلها إسرائيل "بكل الوسائل المتاحة".
وتابعت، أن تغريدة ترامب التي يؤكد فيها ملكية إسرائيل للمرتفعات الإستراتيجية على طول الحدود السورية الإسرائيلية، تعتبر تحولًا كبيرًا في السياسة الأمريكية، واستقبله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفرح شديد، لكنه أثار مخاوف أيضًا من تصاعد المواجهات على طول خط وقف إطلاق النار.
واحتلت إسرائيل ثلثي الجولان خلال حرب عام 1967، ومنذ عام 1973 لم تبذل سوريا أي جهد عسكري لاستعادتها.
في التسعينيات ولاحقًا في أواخر العقد الأول من القرن العشرين، انخرطت دمشق في محادثات سلام مع إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة لتأمين عودة الأرض، إلا أن الحرب الأهلية السورية جلبت مستشارين عسكريين إيرانيين وميليشيات مدعومة من إيران، إلى جزء من مرتفعات الجولان التي لا تزال تحت السيطرة السورية، وأطلقوا صواريخ على إسرائيل، مما أدى إلى ضربات انتقامية.
ووصفت سوريا تأكيد السيادة الإسرائيلية بأنها "غير مسؤولة"، قائلة إنها كشفت "عقلية الهيمنة والغطرسة" في أمريكا.
وأصدرت سوريا بيانا جائء فيه:" لن يغير حقيقة أن الجولان كان وسيبقى جزءًا من سوريا العربية، والشعب السوري أكثر عزماً وعزمًا على تحرير هذه الرقعة الثمينة من الأراضي الوطنية السورية بكل الوسائل المتاحة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن تأكيد ترامب "غير قانوني وغير مقبول" ولا يغير حقيقة أن الجولان "ملك لسوريا"، وقالت روسيا إن التغريدة تنتهك قرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى إعادة الأراضي إلى سوريا.
وأشِارت الصحيفىة إلى أن تأكيد الولايات المتحدة للمزاعم الإسرائيلية سيمنح إيران دفعة دعائية في وقت تضغط فيه إدارة ترامب على الحلفاء في المنطقة للانضمام إلى جهود دحر النفوذ الإيراني، ووصل وزير الخارجية مايك بومبو إلى بيروت الجمعة في زيارة تهدف لحث الزعماء اللبنانيين على التحرك للحد من بروز حزب الله المتزايد في الحكومة اللبنانية.
ومع ذلك فإن رسالته أضعفتها الغضب بسبب تغريدة ترامب في الجولان، والتي أثارت مخاوف من تحول أمريكي مماثل في وضع الأراضي الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة عن "هلال خشان"، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت قوله: إن الإعلان عن تحول السياسة الأمريكية عشية زيارة لبنان سوف يأتي بنتائج عكسية".
وأضاف :أن معظم اللبنانيين العاديين، بمن فيهم المعارضون لحزب الله، غاضبون من الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الأرض التي يرونها عربية.
وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب ألقاه في اسطنبول من أن "التصريحات المؤسفة" لترامب التي تعترف بالسيادة الإسرائيلية تنطوي على خطر دفع المنطقة نحو "أزمة جديدة".