رئيس التحرير: عادل صبري 09:52 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

هآرتس: بهذه الأغاني.. سَوّق السادات اتفاقية السلام للمصريين

هآرتس: بهذه الأغاني.. سَوّق السادات اتفاقية السلام للمصريين

صحافة أجنبية

الرئيس الأمريكي جيمي كارتر يتوسط السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن أثناء توقيع الاتفاقية

في ذكراها الـ 40

هآرتس: بهذه الأغاني.. سَوّق السادات اتفاقية السلام للمصريين

بسيوني الوكيل 12 مارس 2019 18:59

"40 عاما على اتفاقية مصر وإسرائيل: الأغاني المنسية التي أنتجتها القاهرة لجعل الجمهور مستعدا للسلام".. تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرا حول الأغاني التي استعانت بها حكومة الرئيس أنور السادات لتأهيل الشعب لتقبل اتفاقية السلام مع دولة الاحتلال.

 

وخلال التقرير الذي نشرته الصحيفة على موقعها الإليكتروني اليوم، سلطت الضوء على اهتمام السلطات المصرية بالاستفادة من الغناء والموسيقى في تأهيل الشعب المصري لتقبل اتفاقية السلام مع إسرائيل، مستشهدة بالعديد من الأغاني التي انتجت لهذا الغرض تحديدا.

 

للتعرف على هذه الأغاني طالع ما جاء عنها في نص التقرير:

 

هناك العديد من القصائد والأغاني التي تستدعي ذكريات إسرائيل بشأن اتفاقيتها للسلام مع مصر والموقعة قبل 4 عقود في مثل هذا الشهر.

بالعودة إلى عالم الشعر والموسيقى المصري في ذلك الوقت، يتضح أنه أشاد بالفترة التاريخية بين 1977 و1982 بداية من زيارة السادات لإسرائيل وحتى انسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء.

 

وأنتجت محطات الراديو والتليفزيون المصرية عشرات الأغاني التي تمجد في أهمية هذه الاتفاقية.

 

وعلاوة على ذلك أصدرت جمعية الشعراء المصريين تشكيلة خاصة وصفتها بـ" الكلمات الأكثر مصداقية عن رحلة السلام" والتي تضمنت 23 قصيدة شعبية، كتب بعضها مسئولون مصريون كبار.

 

كما أن النشيد الوطني تم تكييفه ليعكس مناخ السلام الجديد، حيث استبدل نشيد "بلادي، بلادي، بلادي، لك حبي وفؤادي" والذي يركز على الوطن المصري في 1979 بنشيد "والله زمان يا سلاحي" الذي صدر في 1960 ليحض على القتال.     

 

الغرض من هذه القصائد والأغاني كان دعم النظام المصري في جهوده لجعل السلام مع إسرائيل أمرا مشروعا في عيون الجمهور.

 

وشكلت اتفاقية السلام التي عقدها السادات مع إسرائيل ثورة في سياسة بلاده بعد عقود من الصراع تخللها 5 حروب، كما أنها كانت في حاجة إلى حملة علاقات عامة واسعة تعتمد على وسائل متنوعة تتراوح بين وسائل الإعلام ومقالات تستشهد بالشريعة، إلى جانب الأغاني والشعر.

 مزايا هذه الأغاني تمثلت في قدرتها على إثارة المشاعر مباشرة والمساعدة في غرس القيم والمفاهيم بين الجماهير الغفيرة، والذين من بينهم غير المتعلمين.   

أما نقطة الضعف التي كانت في الأغاني، هي أن الكثير من المصريين فهموا أنها دعاية سياسية وليست أعمال فنية حقيقية وهو ما قوض قبولها لدى الجماهير.

  

صفية المهندس التي كانت تترأس الإذاعة المصرية خلال الفترة من 1975 إلى 1982 وتعرف بـ "أم الإذاعيين المصريين"، قالت بشأن اتفاقية السلام الموقعة في مارس 1979 إنه طلب منها إنتاج أغاني تساعد في تقبل الجمهور لها.

 

وخلال هذه الفترة تم تجنيد شعراء وملحنين ومغنيين بارزين لهذه المهمة الوطنية. ومثل معظم وسائل الدبلوماسية العامة ركزت الأغاني على الوطنية متجسدة في السياسة الجديدة، وتمتدح شجاعة السادات وتحتفي بعودة سيناء إلى مصر. كما تمركزت حول آمال مصر في الرخاء في ظل السلام.

لكن التحدي الأساسي لهذه الأعمال كان تبرير قرار السادات بعقد اتفاقية سلام منفردا دون باقي الدول العربية والفلسطينيين ومخالفة موقف جامعة الدول العربية.

 

وحددت وزارة الإعلام المصرية ثلاثة أهداف لهذه الأغاني : ترسيخ مفهوم السلام في الوعي العربي ؛ شرح كيف يخدم السلام المصالح العربية ؛ ورفض الهجمات العربية على الاتفاق.

وفي الواقع ، أشارت الأغاني إلى التزام السادات بتحقيق الأهداف العربية والفلسطينية.

 

فقد كتب شاعر يستخدم اسم مستعار وهو "الأطرش"، قصيدة بعنوان" العجلة دوما في يديه"، والتي أشارت إلى قلق السادات على إخوانه العرب. ويقول الشاعر في هذه القصيدة:" قائدنا راح بنية قتل العدوان، واستعادة كل الحقوق، وكسر كل القيود، دون أن ينسى الحقوق في سوريا وعمان".

  

 

وفي نفس الوقت، هذه الأعمال الإبداعية أساءت إلى سمعة المعارضين للسلام. وأدانت جبهة الرفض العربي التي قادها العراق وليبيا وسوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية، لنكرانهم الجميل لمصر على تضحياتها في الحرب مع إسرائيل.

 

وعلى سبيل المثال، انتقد الشاعر الشعبي محمد عبد العزيز الملاح أولئك الذين يستفيدون من الصراع بينما كانت مصر تختنق منه.

وركزت أغاني مثل "السلام لكل البشر" التي غنتها سميرة سعيد على رسائل تصالحية عالمية مجردة.

 

أما الشاعر إبراهيم الصافي فقد امتدح شجاعة السادات لوقوفه أمام الكنيست الإسرائيلي وقدم لأعضائه خيارين وهما "إما أن نستعيد أرضنا أو نستعيد سلاحنا".

 

وفي أغنية أخرى بعنوان "يا قائدنا.. يا سادات" شبهت فايدة كامل مطربة الرئيس، السادات بالإله، وفي أغنية "زهور السلام" – كلمات محمد الدسوقي الشهاوي وصفته بقائد النور والحرية.

   

ومع الاحتفالات بانسحاب إسرائيل من سيناء ظهرت أغاني حرب أكتوبر1973 إلى جانب أغاني جديدة مثل أغنية "رايحين على أرض الفيروز" التي غنتها ياسمين الخيام  بتلحين محمد الموجي وكلمات عبد السلام أمين.

 

وفي كليب أُنتج من أجل هذه الأغنية، يظهر العلم الإسرائيلي وهو يُنكس بينما يرفع مكانه علم مصر.  

 

وعلى شرف توقيع اتفاقية السلام في البيت الأبيض في 26 مارس 1979 نشرت مجلة أكتوبر الأسبوعية لسان حال نظام السادات قصيدة تدعى" حمامة السلام" والتي كتبها كمال منصور.

 

وقدم فيها رؤية مفادها أن "السلام قد حل، وسوف نجعل الصحراء تزدهر وسيتم بناء الحدائق والمدن، ونحن بنضالنا وبعرق الجبين، سنروي عطشها."

النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان