قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الاحتجاجات التي تشهدها الجزائر وتتزايد بشكل كبير رفضا لترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة، دفعت البعض للتساءل هل هذا بذور التغيير الحقيقي؟.
وأضافت، إن آلاف الجزائريين تدفقوا إلى الشوارع في مسيرة مليونية، رغم اعتراف وسائل الإعلام الحكومية بالأحداث التي وقعت الثلاثاء، فقد تحرك المواطنون رداً على الأنباء التي تفيد بأن الرئيس الحاكم بوتفليقة يترشح لولاية أخرى في انتخابات أبريل، وردد المتظاهرون هتافات مناهضة لبوتفليقة مثل "لا للولاية الخامسة"، و "لا بوتفليقة ، لا سعيد" في إشارة إلى شقيق الرئيس، حتى أن البعض طالبوا بسقوط النظام.
في 10 فبراير الماضي، أعلن بوتفليقة أنه سيسعى للحصول على فترة رئاسة خامسة، وبرر ترشيحه من خلال المطالبة باستمرار خدمة البلاد".
الإعلان لم يكن مفاجأة، رغم أنه كان هناك تكهنات لعدة أشهر، وبعد انضمامه إلى الحركة الثورية ضد فرنسا في الخمسينات من القرن الماضي، حافظ بوتفليقة على وجود مستمر في السياسة، وهو يرأس حالياً جبهة التحرير الوطنية ، التي حكمت الجزائر منذ استقلالها عام 1962. وقام الرئيس بوتفليقة منذ عام 1999 بتعديل الدستور للحفاظ على منصبه لعدة مرات، ومع ذلك، منذ غصابته في 2013 بسكتة دماغية، الرئيس الذي يبلغ 82 سنة نادرا ما يظهر للجمهور.
وتوقعت الصحيفة فوز بوتفليقة بولاية خامسة إذا سارت الأمور في شكلها الطبيعي، لأنه لا يواجه منافسة حقيقة، ولم تتمكن أحزاب المعارضة من الاتحاد خلف مرشح واحد، رغم واجهة التعددية السياسية، حيث يتنافس 70 حزباً تقريباً في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فإن جبهة التحرير الوطني وتحالفها استمروا في السيطرة على كل من صناديق الاقتراع وصنع السياسات.
وأعلن رئيس وزراء سابق لبوتفليقة وأبرز منافسيه، علي بن فليس، دعمه للمتظاهرين وأعلن نيته تحدي بوتفليقة للمرة الثالثة، في أعقاب محاولات فاشلة عامي 2004 و 2014، إلا أنه من غير المحتمل أن يحدث تباين في توزيع السلطة في الوقت الراهن، والذي يعتقد الكثيرون أنه ضروري للحفاظ على الاستقرار والأمن في الجزائر.
كان المتظاهرون حشدوا سابقا في 2014 ، عندما كان بوتفليقة يترشح لولايته الرابعة، رغم أن صحته كانت ضعيفة للغاية لدرجة أنه لم يكن قادرا على التحرك، فقد حصد بوتفليقة أكثر من 80 % من الأصوات.
على عكس نظرائه في تونس وليبيا، نجا بوتفليقة أيضا من الانتفاضات العربية التي اجتاحت المنطقة في عام 2011، وهذا يرجع إلى حد كبير لأن ذكريات الحرب الأهلية التي استمرت لعقد من الزمان ظلت حية في أذهان الجزائريين.