قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" انسحبوا من أخر معاقلهم بلدة "باغوز" السورية على ظهر سيارات كانت تستخدم عادة لنقل الأغنام، لتنتهي معها معركة تفكيك "الخلافة".
وأضافت الصحيفة، أن مقاتلي داعش خلال انسحابهم من باغوز كانوا ملثمين بكوفية ذات ألوان زاهية، ويحدقون بالجنود الأكراد أثناء مرورهم دون قول كلمة واحدة، وبعد حوالي خمس سنوات، تنتهي معركة تفكيك "خلافة" داعش الوحشية في باغوز البلدة الواقعة على نهر الفرات في عمق الصحراء الشرقية بسوريا.
وتابعت، مقاتلو داعش تسللوا خلال قافلة إجلاء قوامها 15 شاحنة، معظمها كانت تحمل نساء وأطفال، وتم التعرف عليهم، واعتقالهم فيما بعد في نقطة تفتيش، وذلك عن طريق أما إصابتهم، أو وجوههم الغريبة عن أهل سوريا.
وتستعد القوات الخاصة البريطانية والأمريكية والفرنسية للمساعدة في اقتحام المنطقة بمجرد إخلائها من المدنيين والمقاتلين المستسلمين.
وتعثرت العملية التي استمرت أسبوعين والتي ستعكس هزيمة داعش كقوة مملوكة للأرض بشكل متكرر مع تدفق آلاف المدنيين إلى خارج المدينة، وقال قائد قوة الدفاع عدنان عفرين:" اليوم إنقاذنا حوالي 1000 شخص.. لقد كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لنا.. لم نتوقع ترك هذا العدد الكبير من الناس".
تقدم قوات سوريا الديمقراطية على طول نهر الفرات باتجاه الحدود العراقية أجبر مقاتلي داعش على التراجع من قرية إلى اخرى حتى باغوز، حيث يتم تطويقهم من قبل أربعة قوّات منفصلة.
ويخشى القادة من أن المنطقة الصغيرة التي لا تزال تحت سيطرة داعش مليئة بأنفاق والعبوات البدائية الصنع والمركبات الانتحارية.
ومنذ بدء العملية، غادر ما يقارب 20 ألف مدني وعائلات المقاتلين من باغوز، والعديد منهم يمشون لمدة ثلاث أو أربع ساعات للوصول إلى قوات الدفاع الذاتي المدعومة من الغرب، وهي قوة كردية تقاتل.
لكن قافلة الإخلاء، بالإضافة إلى وجود مقاتلي داعش بين النساء والأطفال، أشارت إلى أن المعركة كانت الأخيرة، وبادلت داعش مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية المحتجزين في المدينة بالطعام هذا الأسبوع، في إشارة إلى أن داعش منخفضة الإمدادات والذخيرة.
يأمل رجال داعش الفارين، الذين يعتقد أنهم عراقيون وسوريون في الغالب، أن يندمجوا مع المدنيين، ويتركوا في النهاية في مخيمات النازحين الأكراد في إدلب، أو إلى الأنبار على الحدود العراقية.
ووأوضحت الصحيفة أنه لا يزال هنالك في المدينة عدد من الرجال الذين يقاتلون حتى الموت، ومن غير الواضح عدد النساء والأطفال الذين معهم، وما إذا كانوا هناك طوعًا أم محتجزين كدروع بشرية.
تصر قوات سوريا الديمقراطية على أنها لا تستطيع إيواء مقاتلي داعش وعائلاتهم على المدى الطويل، ومن المرجح أن يكون الإطار الزمني للعمل أكثر تعقيدا عندما تنسحب القوات الأمريكية من المنطقة، وهو القرار الذي سيفتح فصلا جديدا في سوريا.