رئيس التحرير: عادل صبري 03:17 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

صحيفة ألمانية: «صفقة سعودية» تُفرِّق بين باريس وبرلين

صحيفة ألمانية: «صفقة سعودية» تُفرِّق بين باريس وبرلين

صحافة أجنبية

ميركل وماركرون

صحيفة ألمانية: «صفقة سعودية» تُفرِّق بين باريس وبرلين

أحمد عبد الحميد 20 فبراير 2019 22:07

تعارض  المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خرق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، القواعد الموحدة للاتحاد الأوروبي الخاصة  بتصدير الأسلحة الأوروبية إلى بلدان أخرى،  لكنّ باريس تعرّفها وفقاً لأفكارها الخاصة، بحسب صحيفة "دى فيلت" الألمانية.

 

قالت الصحيفة إنّ الشركات الرائدة في قطاع السلاح  تنشط في البحث عن العملاء في سوق مبيعات الأسلحة بالشرق الأوسط،  وترى شركات الأسلحة العالمية فرصًا جيدة في المنطقة المشتعلة بالصراعات.

 

ومع ذلك ، هناك اختلافات كبيرة، فقد حصلت الشركات الفرنسية على دعم كبير من حكومتها للمبيعات إلى الشرق الأوسط منذ عقود، وينعكس هذا حاليًّا في مشروع مشترك مع المملكة العربية السعودية.

 

من ناحية أخرى، منعت ألمانيا صادرات الأسلحة إلى المملكة، في نوفمبر  الماضي، حين أعلنت الحكومة الفيدرالية أنّها سترفض الصادرات المستقبلية إلى المملكة العربية السعودية بعد اغتيال الصحفي  السعودي المعارض جمال خاشقجي، بقنصلية بلاده في إسطنبول.

 

وبموجب قرار الحكومة الفيدرالية الخاص بحظر تصدير  الأسلحة إلى السعودية، يجب أن تمتنع  غرفة الصناعة عن تقديم مشروعات تمت الموافقة عليها بالفعل.

 

وفى مقابلة أجرتها "رويترز" مع مسؤول كبير  في شركة "إيرباص" للأسلحة، يوم الجمعة المنصرم، صرح دير هوك رئيس وحدة الدفاع بالشركة، بأنّ قرار ألمانيا بوقف صادرات السلاح للسعودية يمنع بريطانيا من استكمال بيع 48 مقاتلة من طراز يوروفايتر تايفون للرياض وقد يؤجل صفقات محتملة لبيع أسلحة أخرى مثل طائرة النقل العسكرية.

 

وقال "هوك" رئيس وحدة الدفاع في إيرباص إنّ أجواء الغموض التي تسيطر  على الموقف قوضت المصداقية الألمانية وقد تعرض مشروعات دفاعية مستقبلية واعدة بين فرنسا وألمانيا للخطر بما يشمل مشروع تطوير طائرة بدون طيار قتالية أوروبية (يورودرون).

 

على هذه الخلفية، فإنّ فرنسا تستفز  ألمانيا، بحسب الصحيفة، لأنّ الشركة السعودية للصناعات العسكرية "سامي" أعلنت تعاونها  مع مجموعة "نافال" الفرنسية المتخصصة في مجال الدفاع البحري، وتم  توقيع مذكرة اتفاق بينهما.

 

وبحسب مذكرة الاتفاق التي تمّت على هامش معرض الدفاع الدولي "أيدكس 2019"، التي انطلقت فعالياته في العاصمة الإماراتية أبوظبي، فإنّ المذكرة تحدد إطار العمل الخاص بإنشاء هذا المشروع المشترك، من أجل تعزيز جهود السعودية في دعم توطين المهارات والقدرات الأساسية في عالم التصنيع العسكري السعودي.

 

وأوضحت الصحيفة أنّ فرنسا تواصل خرقها لقواعد تصدير السلاح المتفق عليها بين دول الإتحاد الأوروبى، في حين أن ألمانيا لديها تحفظات بشأن صفقات الأسلحة مع المملكة العربية السعودية.

 

وفي المؤتمر الأمني الأخير في ميونيخ، تحدثت المستشارة الألمانية عن  تسهيل تصدير الأسلحة وفقًا للقواعد الموحدة في أوروبا، وقالت  حرفيًا:  "إذا لم يكن لدينا ثقافة مشتركة لتصدير الأسلحة في أوروبا، فإنّ تطوير أنظمة الأسلحة الشائعة سيكون أيضاً في خطر".

 

وهكذا تتجه "ميركل"، نحو صراع في الائتلاف، حيث توجد أصوات في الحزب الاشتراكي الديمقراطي تريد حظر صادرات الأسلحة إلى مناطق الحرب والتوتر أو خارج حلف الناتو بشكل عام، والكلام للصحيفة.

 

وبالنسبة  لمسئولى صناعة الدفاع الألمانية، ما زالوا يأملون  في التقارب الفرنسي الألماني  ورحبوا باتفاق التعاون الذي تمّ التوقيع عليه منذ شهر في مدينة "آخن"، من قبل ميركل وماكرون، وينص على أن النهج المشترك لصادرات الأسلحة ينبغي تنفيذه في الوقت المناسب، بحيث يمكن متابعة مشروعات التعاون على النحو المخطط له.

 

وقررت برلين وباريس أيضًا إنشاء مجلس جديد للدفاع والأمن الألماني - الفرنسي، يجتمع بشكل منتظم ويوجه التعاون.

 

وأردفت الصحيفة أنّ القضية الرئيسية تتمثل في تحديد دوائر المعلومات والموافقة التي ينبغي إعدادها إذا تم التخطيط لعمليات التسليم خارج حلف الناتو - على سبيل المثال، شاحنات A400M إلى السعوديين.

 

ومضت تقول:  "هناك بند  باتفاقية آخن، ينص على أنه لا يمكن لأي جهة أن تمنع تصدير الأسلحة المنتجة بشكل مشترك - إلا في ظروف استثنائية عندما يكون أمنها القومي في خطر" .

 

ويرى خبراء الصناعة في اتفاقية آخن، استمرارًا لاتفاق "شميدت ديبر" الذي تم الاتفاق عليه في 1972 مع وزراء دفاع فرنسا وألمانيا في ذلك الوقت، والذي ينص على أن تصدير أنظمة الأسلحة المتقدمة بشكل مشترك إلى بلدان ثالثة لا يعرقل بشكل متبادل.

 

وبحسب صحيفة "فيلت"، فإنّ الوضع المعقد لصادرات الأسلحة من أوروبا يساهم أيضًا في حقيقة أن فرنسا وبريطانيا وأسبانيا لديهم تحفظات أقل بكثير بشأن الدول غير الأعضاء في حلف الناتو، لكن في الوقت نفسه يتم تطوير أنظمة الأسلحة عبر الحدود بشكل متزايد.

 

وهكذا، فإنّ مشروع طائرة مقاتلة مستقبلية جديدة قد بدأ بالفعل من ألمانيا وفرنسا، ومع ذلك فقد دعا توم إندرز ، الرئيس التنفيذي لشركة إيرباص، بريطانيا مرارًا وتكرارًا إلى الانضمام، وإذا انضم البريطانيون، سيكون هناك شريك آخر ليس لديه أي تحفظات حول صادرات الأسلحة.

 

للاطلاع على النص الأصلي.. اضغط هنا

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان