رئيس التحرير: عادل صبري 02:36 مساءً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

صحيفة نمساوية: هكذا تدعم فيينا أطفال الشوارع في مصر

صحيفة نمساوية: هكذا تدعم فيينا أطفال الشوارع في مصر

صحافة أجنبية

فيينا أطفال مصر

صحيفة نمساوية: هكذا تدعم فيينا أطفال الشوارع في مصر

أحمد عبد الحميد 03 فبراير 2019 20:30

قالت صحيفة "دير شتاندرد" النمساوية: إن آلاف الأطفال يعيشون فى  شوارع مصر بسبب ضربهم أو إساءة معاملتهم،  ويتلقون المساعدة من مدينة سالزبورج النمساوية.

 

أوضحت الصحيفة النمساوية، أن أطفال الشوارع بمصر  ينامون تحت الجسور ، وتحت القطارات المتوقفة، و في الحدائق العامة،  وفي أنابيب الصرف الصحي و بين إطارات السيارات.

 

وبحسب الصحيفة، عشرات الآلاف من الأطفال في الشوارع المصرية،  يبيعون أشياء صغيرة مثل المناديل ، وينظفون السيارات أثناء  الاختناقات المرورية، ويضطرون إلى  سرقة الطعام من أجل البقاء، ويعيشون عادة في مجموعات تدعم بعضها البعض.

 

 الصحيفة النمساوية تطرقت إلى وصف مشهد من مشاهد أطفال الشوارع المتكررة بمصر، ومضت تقول: "فى الساعة التاسعة مساء في شارع جانبي في وسط الإسكندرية، حيث يضيء في الظلام، ضوء مصباح الشارع فقط، ويجلس اثنا عشر مراهقًا على مقاعد بلاستيكية حول طاولات قابلة للطي على الرصيف، تتراوح أعمارهم  بين 12 و 18 سنة، ومع ذلك يرسمون شخصيات كارتونية، ويرسمون الحيوانات ويصنعون سفن ورقية"

نقلت الصحيفة تصريحات لأحد أطفال الشوارع الذين كانوا متواجدين بإحدى الشوارع الجانبية بالإسكندرية، ويدعى "محمد".

 

 "محمد"  البالغ من العمر 16 عامًا، صرح للصحيفة النمساوية، بأنه يعيش في الشارع منذ حوالي سبع سنوات، بعد طرد  والده له  لأن زوجة أبيه لم تكن تريده يعيش معها .

 

أردف الطفل "محمد" للصحيفة، أن الشارع هو منزله،  موضحًا أنه ينظف السيارات في إشارات المرور خلال النهار للحصول على بعض المال.

 

ومضى "محمد " يقول: "أحيانًا يكون الناس عدوانيين تجاهي، لكن البعض يتعاطف معي، أريد  عملًا حقيقيًا، لكن ليس لدى  أوراق،  وأحتاج  إلى توقيع والدي على أوراقي".

تدعم  كاريتاس، وهى  مؤسسة  دوليّة،  تعمل في مجال التنمية والخدمة الاجتماعية والمساعدات الإنسانيّة، أطفال الشوارع كل ليلة بشاحنة حافلة بالطعام، وتقدم لهم الرعاية الطبية، بحسب الصحيفة.

 

 الطبيب أحمد الكردي، التابع لمؤسسة "كاريتاس"،  كان يطبب ذراع  الطفل "محمد"، الذى يعاني من حروق من الدرجة الثالثة، والكلام للصحيفة.

 

وبحسب  "هاني موريس" ، مدير مؤسسة كاريتاس بالإسكندرية، فإن أطفال الشوارع  لا أحد يهتم بهم، لكن المؤسسة  تعتني بهم وتستمع إليهم، مضيفًا أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل الأطفال ينتهي بهم المطاف إلى  الشارع، فهم  يفرون من العنف المنزلي،  والإهمال أو سوء المعاملة.

 

 ووفقاً لليونيسيف ، فإن 93 بالمائة من الأطفال في مصر يتعرضون للعنف داخل الأسرة، ويتم طرد بعضهم بسبب وجود عدد كبير من أفراد العائلة، ويتم إجبارهم على العمل،  وينتهي الأمر  بهم إلى  الشارع، والبعض الآخر يتجه إلى الشارع  لأن آبائهم  في السجن.

 

نوهت الصحيفة إلى أن أطفال الشوارع  فى الإسكندرية يمكنهم  زيارة مركز الرعاية النهارية في كاريتاس، الذى  تم بناءه في عام 2000 بأموال من مؤسسة كاريتاس سالزبورغ النمساوية.

 

 ومنذ ذلك الحين ، تدعم "كاريتاس سالزبورغ"،  الأطفال المعرضين  للخطر  فى شوارع مصر ، بمبلغ 120 ألف يورو سنوياً.

 

أوضحت الصحيفة، أن مبنى مؤسسة "كاريتاس" بالإسكندرية، المكون من خمسة طوابق، يتوجه اليه أطفال الشوارع  صباحًا للحصول على طعام  وملابس ويمكنهم الاستحمام هناك.

بالإضافة  إلى ذلك، هناك ورش عمل بالمؤسسة  تمكن الأطفال من تعلم بعض الحرف الصناعية،  ودورات محو الأمية وبرامج تعلم تهدف إلى إعادة دمج الأطفال في المجتمع.

وبحسب الصحيفة، تقدم المؤسسة بدعم نمساوى  مشورات  قانونية ودعم نفسي للأطفال.

 

 نقلت الصحيفة تصريحات للطبيبة النفسية "هبة ياقوت"،  البالغ من العمر 30 عامًا، حيث قالت بدورها:  "الكثير من الأطفال لا يعرفون لقبهم أو أين  تعيش أسرهم ، وبعضهم يكذبون حول مكان إقامتهم لأنهم لا يريدون العودة".

 

الطفل "أدهم" البالغ من العمر تسع سنوات والذى  يعيش فى الشوارع لمدة عام لأن عائلته في السجن،  صرح للصحيفة النمساوية، بأنه كان يعيش مع عصابة عملت في الدعارة والمخدرات والاتجار بالأعضاء"

 

وبحسب "ياقوت"، الطبيبة النفسية،  يمكن للأب  فقط التصديق على شهادة الميلاد ، وبدون شهادة ميلاد ، لا يستطيع الطفل الالتحاق بالمدرسة،  وحقيقة أن رجل آخر يقبل الطفل ، هو أيضا غير ممكن ، لأن التبني محظور في مصر.

 

أردفت "ياقوت" قائلة:  "بغض النظر عن مدى التغيير والعمل على تحسين الصحة النفسية لهؤلاء الأطفال ، فإن المجتمع لا يقبلهم".

 

على الرغم من القصص المحزنة،  يبدو الأطفال في مؤسسة كاريتاس في حالة مبهجة. فهم يضحكون ويلعبون، بحسب الصحيفة.

 

أوضحت الصحيفة أن حوالي 90 في المئة من أطفال الشوارع هم من الأولاد الذكور.

 

وبحسب مدير مؤسسة "كاريتاس" بالإسكندرية، " هاني موريس"،  تفترض العائلات أن طفلة الشارع  تعرضت للاغتصاب في الشارع،  ولم تعد عذراء ، وعادة ما يتم طردها  الأسر.

 واستطرد   مدير  كاريتاس الإسكندرية قائلًا:  "اختفت العديد من الفتيات في الشوارع، فهن  يمارسن البغاء أو يقتلن،  ولا أحد يتحدث عن ذلك."

 

بالنسبة إلى سكن الفتيات ، بمؤسسة كاريتاس. تأتي غالبية الفتيات من مناطق أخرى ، ومن أجل حمايتهن ، تم نقلهن إلى الإسكندرية، بحسب الصحيفة.

 

 نقلت الصحيفة النمساوية تصريحات  للفتاة " أمينة"  البالغة من العمر 13 عامًا ، والتي تنحدر من القاهرة، حيث قالت إنها  حاولت عدة مرات أن تعيش  حياتها الخاصة لأنها تعرضت للاكتئاب الشديد ، بسبب ضربها المتكرر  وإساءة معاملتها في المنزل".

 

"كريم " البالغ من العمر خمس سنوات،  نقلته الشرطة المصرية إلى مؤسسة كاريتاس قبل شهرين، لأن والده في السجن لم يرد أن يعود إليه  لأنه تعرض للضرب وإساءة المعاملة، بحسب الصحيفة.

 

نقلت الصحيفة تصريحات للشاب " إبراهيم"،  البالغ من العمر 24 عامًا، الذى قضى  فترة طويلة  في مؤسسة  كاريتاس، حيث قال بدوره : " تخرجت من المدرسة الثانوية ودرست  علوم الكمبيوتر،  وأتحدث الإنجليزية بشكل جيد وكذلك الألمانية قليلًا".

 

ومضى "إبراهيم" يقول:  " في سن الثامنة ، هربت من المنزل، ولم يكن الأمر ممتعًا في الشارع ، ثم أخذنى  الأصدقاء إلى مؤسسة كاريتاس ، وتلقيت الدعم منذ الصغر ".

 

النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان