رئيس التحرير: عادل صبري 01:14 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

فورين بوليسي: هذا ما تريده روسيا في سوريا

فورين بوليسي: هذا ما تريده روسيا في سوريا

جبريل محمد 02 فبراير 2019 22:40

تحت عنوان" ما الهدف الحقيقي الذي يريده بوتين في سوريا".. تحت هذا العنوان سعت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية لتسليط الضوء على الأسباب الحقيقية للوجود الروسي في سوريا، وما يريده فلاديمير بوتين من مغامرته في البلد الذي تعصف بها الحروب منذ 2011.

 

وقالت المجلة، إن هدف الحملة الروسية في سوريا كان دائمًا خارج الشرق الأوسط، فقد كان الكرملين ينظر دائمًا إلى الصراع على أنه أداة لعرض الطموحات التي تؤكد على روسيا كقوة عالمية، وترى الانسحاب الأمريكي المزمع من هناك انتصار يضيف إلى رأسمالها السياسي، ويسمح بالاتصال بالقادة الأوروبيين في فرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي وإقناعهم بتبني نسختهم الخاصة من التسوية السياسية.

 

وشنت روسيا غاراتها الجوية رسمياً في سوريا سبتمبر 2015، وفي الوقت نفسه، سعت لتشديد قبضتها على أوكرانيا الشرقية والتي أدت لموجات من العقوبات سرعان ما أسفرت عن انهيار العاصمة السياسية الدولية في الكرملين، ورغم محاولتهم الصعبة الظهور كأكبر عائق في العالم وإثارة غضب العالم الغربي عند كل منعطف، كان هدف موسكو الحقيقي هو اكتساب نفوذٍ كافٍ لإعادة الانخراط معه والتعامل معهم كمساواة.

 

وكانت أوكرانيا قضية خاسرة، وفقا لميخائيل زيغار، المحرر السابق لقناة روسيا الإخبارية التلفزيونية المستقلة، وأبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جورج بوش عام 2008 في قمة الناتو:" إذا انضمت أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، فإنها ستفعل ذلك بدون شبه جزيرة القرم والمناطق الشرقية"، ولم يكن الكرملين أبداً في وضع يسمح له بالتسوية، وكانت طموحاته الدولية تتعدى دائماً كونه "قوة إقليمية".

 

عندما تدخلت روسيا في الشرق الأوسط، وجدت سوريا نفسها في حالة من الحروب، حيث تتقاتل آلاف الجماعات بعضها مع بعض ومع ذلك، ما زالت موسكو تعاني من ما يسمى بالمتلازمة الأفغانية التي سبقت انهيار الإمبراطورية السوفييتية، وما زالت أشباح الحرب في أفغانستان في الثمانينات تطارد أروقة الكرملين، والقليلون يريدون أن ينتهي بهم المطاف في مستنقع آخر في العالم الإسلامي، ورغم أمله في تحقيق انتصار سريع بعد الإطاحة بالرئيس الأفغاني حفيظ الله أمين، وإعادة تثبيت القيادة الشيوعية عام 1979 ، إلا أن الجيش السوفيتي انتهى به المطاف في كارثة وخسر نحو 15 ألف جندي، كنتيجة لذلك ، قوبلت أي حملة عسكرية محتملة في سوريا بحذر شديد، رغم أنها كانت مقامرة، إلا أن الفوائد المحتملة تفوقت في النهاية على المخاطر في نظر الاستراتيجيين في الكرملين.

 

وبحسب الصحيفة، فقد رأوا هزيمة داعش والتوجيه نحو تسوية سياسية في سوريا كفرصة لتأكيد وضع روسيا كقوة عالمية، وكان ظهور قوة إقليمية كهدف آخر، ولم تكن أعمال روسيا انتهازية ومملة، ولم يكن الهدف في سوريا الاستيلاء على ما تبقى، بل لملء عضلاتها واستعراض قوتها.

 

واختتمت المجلة تقريرها، حتى قبل قرار ترامب بالانسحاب من سوريا، اكتسبت موسكو بالفعل ما يكفي من رأس المال السياسي واستخدمت نفوذها في السلطة الصعبة لتصبح الوسيط الرئيسي، مما يجعلها شريكة للجميع، والآن، ومع قيام واشنطن بإلغاء نفسها من المعادلة السورية، تبقى موسكو متيقظة حيال احتمال عودة لاعبين عنيفين مثل داعش أو النصرة، ويسعى الكرملين لتأكيد نفسه على أنه رجل قوة، وتريد موسكو من دول المنطقة التعامل معها كقوة قادرة على الاستفادة من الفرص سواء في مجال الطاقة أو صادرات الأسلحة أو الزراعة بالإضافة إلى الحفاظ على توازن أمني مناسب.

 

الرابط الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان