حذرت شبكة "سي بي سي" الأمريكية من أن فنزويلا على شفا كارثة إنسانية مع تعليق المساعدات الدولية بسبب حالة عدم اليقين التي تعيشها الدولة الواقعة على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية، عقب تمسك الرئيس نيكولاس مادرو بالحكم، وإعلان رئيس البرلمان خوان جوايدو المدعوم دوليًا توليه سدة الحكم مؤقتًا.
وقالت الشبكة، بعد ثلاثة أيام من إعلان نفسه رئيس لفنزويلا، كتب خوان جوايدو إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس طالباً المساعدة في معالجة الأزمة الإنسانية العاجلة، إلا أن حكومة الرئيس نيكولاس مادورو تحتل مقعد فنزويلا في الهيئة الدولية المكونة من 193 دولة، ولا يستطيع جوتيريس تعزيز الاستجابة الإنسانية في فنزويلا دون موافقة مادورو أو تفويض من مجلس الأمن الدولي.
وقال جوتيريس في حديث إلى جويدو في رسالة:" الأمم المتحدة مستعدة لزيادة أنشطتها في فنزويلا في مجالات المساعدة الإنسانية والتنمية.. لذلك، تحتاج الأمم المتحدة إلى موافقة وتعاون الحكومة".
وتوضح الرسالة كيف تركت حملة تقودها الولايات المتحدة للاعتراف الدولي بجوايدو رئيسًا للبلاد، الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية عالقة في وسط الانقسام العالمي حول هذه القضية.
واعترفت كندا ومعظم بلدان أمريكا اللاتينية وأوروبا بجوايدو أو هي على وشك القيام بذلك، لكن هذه التدخلات السريعة أثارت ردودًا غاضبة من روسيا والصين وبعض دول أمريكا اللاتينية ذات الميول اليسارية.
ومن ضمن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي تملك حق الفيتو على قرارات الهيئة، الولايات المتحدة وروسيا والصين.
وأشارت الشبكة إلى أن الانشقاق الدولي يعيق اتخاذ قرارات سريعة في مجموعات متعددة الأطراف أخرى مثل صندوق النقد الدولي، والذي يمكن أن يساعد اعترافه بحكومة جوايدو في نهاية المطاف في الحصول على قروض مطلوبة بشدة لفنزويلا.
ونفت حكومة مادورو أن تكون هناك أزمة إنسانية في البلاد، والقت اللوم على العقوبات الدولية في انهيار اقتصاد البلاد، وتكافح فنزويلا مع الجوع والأمراض التي يمكن الوقاية منها، والتضخم المفرط.
وشددت الشبكة على أن أسرع طريقة لمحاولة حرمان حكومة مادورو من مقعد فنزويلا في الأمم المتحدة هو تقديم مشروع قرار إلى الجمعية العامة للتصويت عليه، ومع ذلك، قال الدبلوماسيون: إن مثل هذه الخطوة لا يمكنها في الوقت الحالي أن تحظى بدعم الأغلبية اللازمة لنجاحها.
وقال وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"في تصريحات صحفية:" نعتقد أنه ستكون هناك قرارات مناسبة عندما يكون الوقت مناسبًا وسنؤيد بالتأكيد هؤلاء.. لن يأتي منا فقط، بل سيأتون من دول أخرى تهتم بالشعب الفنزويلي".
كشف اجتماع ساخن لمجلس الأمن يوم السبت عن الانقسام المرير حول الأزمة، وحول إمكانية حدوث مواجهة حول مقعد فنزويلا في الأمم المتحدة، قالت سفيرة روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن حكومة مادورو شرعية ولا حاجة لتحدي أوراق اعتمادها.
وعين غوايدو حتى الآن مبعوثين إلى واشنطن والكتلة الإقليمية التابعة لمنظمة الدول الأمريكية، وإذا قرر تعيين مبعوث للأمم المتحدة، فسيتم إرسال لطلب إلى جوتيريس، ثم يتم النظر فيه من قبل لجنة أوراق اعتماد مؤلفة من تسعة أعضاء تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين.