رئيس التحرير: عادل صبري 07:37 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

هل تنجح السعودية في تغيير النظام القطري؟.. البروفيسور كريستوفر ديفيدسون يجيب

هل تنجح السعودية في تغيير النظام القطري؟.. البروفيسور كريستوفر ديفيدسون يجيب

صحافة أجنبية

وزراء خارجية السعودية والبحرين والإمارات ومصر

هل تنجح السعودية في تغيير النظام القطري؟.. البروفيسور كريستوفر ديفيدسون يجيب

وائل عبد الحميد 08 نوفمبر 2017 07:54

"المملكة السعودية وحصار قطر، هل يمكن حدوث تغيير للسلطة في الدوحة؟"

 

 

تساؤل طرحه  البروفيسور البريطاني كريستوفر ديفيدسون أستاذ شؤون الشرق الأوسط بجامعة دورهام الإنجليزية في مقال  بموقع "الكونفرسيشن"حول تداعيات أزمة مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر.

 

وإلى مقتطفات من النص الأصلي

 

منذ اندلاعها في يونيو 2017،  نسجت الأزمة القطرية توقعا مباشرا مفاده أن أعداء الدوحة، الذين يتهمونها بدعم الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة يتأهبون لتفيذ نوع ما من أشكال التدخل العسكري.

 

ومنذ القرار غير الحاسم الذي اتُخذ كرد فعل على خلاف سابق مع قطر عام 2014، عقدت السعودية والإمارات العزم على اتخاذ موقفا أكثر جرأة وحزما.

 

 وحدث تدخل دموي في اليمن، كما كشفت رسائل مسربة بعثها السفير الإماراتي لدى واشنطن، فإن المخطط يستهدف تنفيذ تدخل قريب مماثل في قطر.

 

وبينما لم يكن من المرجح أن يساند الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مثل هذا التدخل العسكري ضد قطر، بدت إدارة ترامب وكأنها تفتح الباب لإجراءات أكثر جذرية.

 

واختار ترامب السعودية لتكون مقصده الأول في زيارته الخارجية الأولى التي أبرم خلالها صفقات أسلحة عديدة بمبالغ هائلة.

 

وبعد ساعات من تقليص الرياض علاقتها مع الدوحة، غرد ترامب قائلا إن الأمر عندما يتعلق بتمويل الإرهاب، فإن كافة الأدلة تشير إلى قطر، وأن ذلك ربما يكون بداية النهاية للإرهاب المريع.

 

بيد أن البيت الأبيض لاحقا، بدافع  إداركه لحجم القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر، والصعوبات التي تعترض نقل مقر القيادة المركزية، وتدخل وزير الخارجية ريكس تيلرسون ، سرعان ما تبنى نغمة أكثر تصالحية.

 

ولوهلة، تقلصت المخاوف الفورية التي تهدد قطر.

 

ووفقا لتقارير نُشرت مؤخرا، فإن ترامب رفض بشكل قاطع فكرة أي تدخل عسكري ضد قطر، مفضلا ترك المشاحنات بين الدول الخليجية على وضعها الحالي.

 

بيد أنه بمرور الأسابيع والشهور، بدا أن السعودية والإمارات بجانب حليفتيهما البحرين ومصر "رباعي مكافحة الإرهاب" اكتسبت اليد العليا.

 

وبينما تلقت قطر مساعدات ودعما من كل من تركيا وإيران، بدأ الحصار الاقتصادي الذي يفرضه الرباعي في "عض" قطر.

 

وبنهاية يوليو الماضي، اضطرت الدوحة إلى ضخ أكثر من 40 مليار دولار من صندوق ثروتها السيادية في البنوك المحلية، مع بيع حصص في شركات أجنبية عديدة.

 

وفي مواجهة تخفيض الوكالات العالمية للتصنيف الائتماني لقطر، والنظرة السلبية المستقبلية، يبدو وضع الدوحة مهزوزا بشدة.

 

وربما بإمكان رباعي الحصار الجلوس حتى تأتي إليهم الدوحة على الطاولة.

 

حرب الاتهامات المتبادلة بين المعسكرين في الإعلام الدولي لن يؤدي على الأرجح إلى تغيير الموازين في أي وقت لاحق.

 

ويبدو وضع رباعي الحصار أكثر قوة نسبيا، كما لا يتأثر أعضاؤه أو يتخذون موقف اللامبالاة تجاه الهجمات التي تتعلق بالسمعة،  ويصرون على رفض أي حوار مع قطر حتى تنفذ الدوحة المطالب المقدمة إليها.

 

والآن، ثمة علامات قوية على أن الرياض بدأت تتأهب للخطة "ب" الموازية، التي تتعلق بالترويج لتغيير أمير قطر الحالي تميم بن حمد آل ثاني بآخر أكثر موالاة وإذعانا لرباعي الحصار.

 

ومع تعجل ملك السعودية ونجله العاهل المنتظر تجاه تحقيق نتائج عاجلة، فإن فكرة حدوث انقلاب عسكري في قطر تبدو مغرية بالنسبة لهما.

 

وتحتاج السعودية شكلا ما من أشكال تحقيق انتصار حاسم لصرف الأنظار عن الحملة الكارثية في اليمن، ويشرع سلمان في تنفيذ "ليلة سكاكين طويلة" على المستوى الداخلي عبر اعتقال مجموعة من الخصوم السياسيين تحت مسمى "الإصلاح" و"العودة إلى الإسلام الوسطي".

 

تحقيق نصر دبلوماسي أو بالإكراه بالخارج سيكون الشيء الذي يهدئ التوتر الداخلي بالمملكة.

 

وحتى لو حدث الانقلاب في قطر بدون دماء، فإنه إذا استثنينا البيت الأبيض، ربما لن يناسب ذلك  المصالح الأمريكية الأوسع نطاقا، حيث قد تتأثر مرافقها الأمريكية، كما قد يتم الإخلال بلعبة التوازن الحساسة بين السعودية وإيران.

 

ولكن باستثناء حدوث أية انشقاقات بارزة في الجيش القطري، أو انهيار مفاجئ في شعبية الأمير الحالية، ربما بسبب الصعوبات الاقتصادية الحادة، لا تبدو فكرة الانقلاب ذات مصداقية حتى الآن.

 

أية خطوات جرى تنفيذها على الملأ لم تحدث الكثير من التأثير.

 

فقد شهد سبتمبر الماضي مؤتمر معارضة غريب عقد في لندن لم يظهر فيه إلا قطري واحد بارز مع شخصيات غربية اعتيادية تحدثت بشكل مبهم عن فكرة جلب الديمقراطية إلى الدوحة.

 

ومهما كان الغرض وراء ذلك، فإن التأثير الذي أحدثه المؤتمر يقترب من الصفر.

 

وفي خطوة أخرى غريبة، قرر السعوديون مؤخرا التأييد العلني لعضوين غامضين من الأسرة المالكة القطرية، وهما عبد الله بن علي آل ثاني، وسلطان بن سهيم آل ثاني.

 

 كونهما يعيشان في لندن وباريس، يجعل فرص هذين الشخصثن لتولي الحكم بعيدة، بل أنهما نادرا ما يظهران في الحياة العامة القطرية.

 

وحتى اللحظة التي بدا فيها عبد الله يتفاوض للسماح للحجاج القطريين بالسفر إلى مكة هذا الصيف، فإن معظم القطريين إما لم يكونوا يعرفونه من الأساس أو ببساطة دخل في طي النسيان.

 

إذا حققت تلك الإستراتيجية السعودية أي شيء فقد جلبت نتائج عكسية.

 

وفي أول مقابلة تلفزيونية له منذ اندلاع الأزمة، تحدث تميم بلهجة المتحدي والواثق.

 

وبلا شك، فإن معظم القطريين يبدون في حالة من الإدراك بأن الدوحة تحت سيطرة مثل هذه الشخصيات سيؤول بها الحال لتضحى دولة تابعة للسعودية على غرار النموذج البحريني، مع  تأثيرات جانبية مثل الفقدان المطلق للسيطرة على الشؤون الخارجية، والرقابة والقمع.

 

رابط النص الأصلي

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان