رئيس التحرير: عادل صبري 01:13 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد 30 يونيو.. كوابيس الانقلاب تصارع حلم الثورة

بعد 30 يونيو.. كوابيس الانقلاب تصارع  حلم الثورة

صحافة أجنبية

حادث قطار دهشور

لاعيش.. ولا حرية.. ولا عدالة اجتماعية

بعد 30 يونيو.. كوابيس الانقلاب تصارع حلم الثورة

مصطفى السويفي 23 نوفمبر 2013 20:18

في مصر تتراكم المصائب وتتوالى الكوارث حتى أصبح البلد في حالة حداد رسمي.

 

اجتاحت مصر أعمال عنف سياسي واضطرابات منذ الإطاحة بالدكتاتور حسني مبارك، إلا أن سلسلة الحوادث الدامية التي وقعت هذا الأسبوع يبدو أنها لمست وترا حساسا في نفسية هذا الشعب، إذ تخلى الكثير من المصريين عن آمالهم في إرساء ديمقراطية وحرية، وبدلا من ذلك تبنوا نظرة كئيبة وقاتمة للمستقبل، حسبما أفادت وكالة الأسوشيتد برس في تحقيق بثته السبت.

 

وقالت الناشطة منى سيف عبر حسابها على موقع تويتر "أعتقد ان الوقت حان لأن يعترف الجميع بأن الشيء الوحيد الذي يمكن ان تقدمه مصر لنا هي الكوابيس. ومن غير المجدي بين الحين والآخر أن نبحث عن وسيلة لإيجاد السعادة أو نشعر بالتفاؤل."

 

الرئيس المؤقت "عدلي منصور" كان قد أعلن يوم الأربعاء الماضي حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام حزنا على  39 قتيلا من المصريين من بينهم 11 جنديا لقوا حتفهم في تفجير انتحاري و27 في حادث قطار فضلا عن ضابط أمن رفيع المستوى، وبعد يوم واحد من إعلان "منصور" الحداد، لقي اثنان من الضباط حتفهم في السويس والإسماعيلية رميا بالرصاص من جانب مسلحين.

 

توالي الأحداث الدموية والإرهابية أثار ضجة ومخاوف كبيرة داخل المجتمع المصري، وسط اتهامات من معلقين تلفزيونيين لحكومة رئيس الوزراء حازم الببلاوي بالإهمال، وبرزت دعوات لانتقام سريع مما اعتبروهم "إرهابيين" وكل من يقف وراءهم، على حد وصفهم.

 

وتعهد وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي من جانبه بتقديم الجناة في مقتل الجنود للعدالة.

 

حاول عدلي منصور، الرئيس الموقت ورئيس المحكمة الدستورية السابق، مواجهة الكآبة السائدة من خلال بيان أعلن فيه الحداد الرسمي، وقال "حراس الوطن سيذودون عنه في مواجهة قوى الظلام والتطرف والإرهاب".

 

كانت الإطاحة بمبارك قد أحيت آمال المصريين في الديمقراطية والإصلاح وسط نظام دكتاتوري كان ينظر إليه على أنه فاسد وقمعي وغير عابئ بالشعب.

 

وبدلا من ذلك وجد المصريون بضعة آلاف منهم وقد قتلوا في اشتباكات مع الشرطة والجيش ومع بعضهم البعض، كما يتراجع الاقتصاد جراء عدم استقرار مزمن.

 

أجريت الانتخابات، لكن بعد عام واحد زادت معارضة قطاعات من الشعب للفائز بها الرئيس المعزول محمد مرسي وأنصاره، انتهت بانقلاب عسكري في 3 يوليو أطاح به من منصبه.

 

ورغم أن الإطاحة به اعتبرت عودة للمسار الديمقراطي إلا أن الاضطرابات استمرت، ومؤخرا أضيفت لها تفجيرات انتحارية وعمليات اغتيال تذكر بنهج القاعدة، بحسب الأسوشيتد برس.

 

بالنسبة لبلد لم يعتد من قبل على إراقة الدماء سياسيا نجد مصر اليوم وقد امتلأت جدرانها بكتابات ورسومات تدعو للدم والشهادة.

 

الآلاف من كتابات ورسومات مؤيدي مرسي تصف السيسي بالخائن تجدها على جدران المباني والمؤسسات وعلامات الطرق السريعة وجوانب الحافلات العامة، وذلك منذ أحداث مسجد رابعة العدوية وميدان النهضة عندما قتلت قوات الأمن مئات منهم- بحسب تقديرات الحكومة وبضعة آلاف وفق تقديرات مستقلة- في 14 أغسطس في فض اعتصامي أنصار مرسي.

 

أما قرب ميدان التحرير الشهير فكثيرا ما تظهر الرسومات والدة شهيد متشحة بالسواد ووجهها ممتقع حزين، أو رجال يحملون نعوشا.

 

ويقول حمدي قشطة (29 عاما) وهو رجل أعمال شاب "مصيرنا لم يتغير بالرغم من ثوراتنا" وهو يقف في ميدان التحرير قبل ساعات فقط من اشتباكات الثلاثاء ليلا بين محتجين والشرطة التي خلفت قتيلين.

 

ويضيف "السلطات لا تعمل لصالح البلاد، بل من منظور أمني لحماية النظام، سواء كان النظام دينيا أم عسكريا".

 

 

ويختتم حديثه قائلا "آمل أن يكون لدى مصر سبب.. أي سبب.. لتكون سعيدة مرة أخرى، نحن بحاجة لجرعة كبيرة من السعادة".

 

تذكر حادثة القطار التي وقعت هذا الأسبوع بفترة حكم مبارك التي امتدت 29 عاما، عندما قتل المئات في حوادث متصلة بالبنية التحتية المنهارة، ألقي باللوم فيها جميعا على الإهمال والفساد.

 

وكان الكثيرون يأملون في أن تعني الثورة التي أنهت حكم مبارك القضاء على هذين الوباءين.

 

ورددت شهادات الناجين من كارثة القطار صدى شكاوى من عصر مبارك بعدم مبالاة النظام بالشعب.

 

فقالت امرأة مصابة من سريرها بالمستشفى "ربنا ينتقم منهم (مسؤولي الحكومة)، كيف يفعلون بنا ذلك؟ نحن بشر".

 

ووصف ناجون آخرون بعض علامات الإهمال، ومنها: عامل المزلقان لم يكن متواجدا بموقعه، الشرطة والإسعاف وصلتا متأخرا بعد ساعات من وقوع الحادث.

 

بينما أظهرت تسريبات من تحقيق بشأن الحادث نشرتها صحف الأربعاء أن عمال المزلقان كانوا يتناولون عشاء متأخرا في غرفتهم القريبة عندما وقع الحادث.

 

مذيع البرامج الحوارية الشهير عمرو أديب صرخ قائلا يوم الثلاثاء "حكومة فاشلة ومجتمع فاشل" وأضاف ان تعويض الحكومة عن القتيل في مصر أصبح يوازي ثمن لاب توب (كمبيوتر محمول)،  في إشارة إلى منح الحكومة تعويضا قدره 15 ألف جنيه مصري لعائلات الضحايا- أي أقل من 3 آلاف دولار.

 

ويقول الروائي حمدي عبد الجليل "مشكلة الإهمال أو اللامبالاة مزمنة في مصر، شعبنا لن ينهض أبدا قبل تحقيق ديمقراطية عادلة".

 

المزاج العام في البلاد تظهر في خلفيته حملة ملاحقة شرسة من جانب السلطات لجماعة الإخوان المسلمين وقياداتها، فقد قتل أكثر من ألف من أنصارهم على يد قوات الأمن، واعتقل نحو 2000 من قياداتهم الكبيرة والمتوسطة مع عدة آلاف من أنصارهم.

 

ويواجه العديد من قادتها- ومنهم مرسي- محاكمات في تهم يتعلق معظمها بالتحريض على العنف.

 

وأججت الاشتباكات المتكررة بين محتجين والشرطة - وحملة العنف التي يشنها مسلحون ضد الجيش والشرطة - مواقف الكثيرين المناوئة للإخوان المسلمين، وظهرت دعوات لاتخاذ إجراءات قاسية ضدهم، ما قلص من فرص المصالحة السياسية الضعيفة بالفعل.

 

وكتب الصحفي محمد أمين في عدد الخميس من جريدة المصري اليوم "دعكم من الكلام عن المصالحات...القصاص يريح الجميع.. يحقق استقرار البلاد.. إنه حكم الله، إن كانوا يريدون حكم الله؟.. أليس الإعدام هو تطبيق حد من حدود الله؟.. طبقوا عليهم حد الحرابة.. اقطعوا أيديهم وأرجلهم من خلاف.. الإعدام لمن يخون.. الإعدام لمن يقتل بريئا بلا ذنب جناه.. لماذا نتهاون في تطبيق العدالة؟"

 

وفي آخر مسببات الاكتئاب لدى المصريين ضاعت فرصة الشعب المهووس بكرة القدم للوصول إلى كأس العالم بخسارة فريقه أمام الفريق الغاني 3/7 في مباريات التأهل.

 

ويوم الثلاثاء فازت مصر على غانا في مباراة العودة في مصر، إلا أنه لم يكن فوزا كافيا لتعويض الهزيمة المخزية بهدف مقابل ستة أهداف أمام غانا الشهر الماضي.

 

وكان آخر تأهل لمصر لكأس العالم في 1990، وكان تأهلها هذه المرة سيرفع من معنويات شعبها بالتأكيد.

 

وبزغت بارقة أمل جديدة عندما فاز فريق الأهلي المصري الأسبوع الماضي ببطولة دوري أبطال أفريقيا - لكن السياسية تدخلت هنا أيضا.

 

فقد احتفل اللاعب أحمد عبد الظاهر بإحرازه هدفا بالإشارة بإشارة رابعة ، ثم رفض اللاعب النجم أبوتريكة المناصر العلني للإخوان قبول قلادة الفوز من وزير الشباب والرياضة تعبيرا عن معارضته للحكومة المدعومة عسكريا.

 

وأوقف عبد الظاهر ووضع على قائمة انتقال اللاعبين، أما أبو تريكة فعوقب بالغرامة.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان