رئيس التحرير: عادل صبري 08:12 مساءً | الأربعاء 02 يوليو 2025 م | 06 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

إيران "كلمة السر" في التقارب الإسرائيلي- الخليجي

إيران كلمة السر في التقارب الإسرائيلي- الخليجي

صحافة أجنبية

نتنياهو - كيرى - عبد الله بن عبد العزيز

الأسوشيتد برس:

إيران "كلمة السر" في التقارب الإسرائيلي- الخليجي

21 نوفمبر 2013 10:42

حينما قام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بزيارة الشرق الأوسط مرة ثانية هذا الشهر، تعرض لتوبيخ قاس غير مسبوق بشأن تواصل واشنطن مع إيران، وسمع عبارات من قبيل: "لا تثقوا بطهران، شددوا العقوبات أكثر من ذلك، أي شيء أقل من تنازلات نووية كاملة هو خطأ جسيم"، حسبما أفادت الأسوشيتد برس في تحليل بثته الخميس.

 

ومع هذا، لم يكن ذلك خلال اجتماع كيري في إسرائيل، وإنما في الرياض مع قادة السعودية.

 

وفي واحدة من أغرب مظاهر التوافق في المنطقة، توصلت إسرائيل ودول الخليج العربي، بقيادة السعودية، إلى أرضية مشتركة - بل ولغة سياسية متشابهة - من حيث الاستياء المشترك حيال الانفتاح الإيراني التاريخي على واشنطن، واحتمال التوصل إلى اتفاق نووي في جنيف يمكن أن يقوض البرنامج النووي لطهران؛ لكنه يترك القضايا الرئيسية على حالها، مثل تخصيب اليورانيوم.

 

تيودور كارازيك، محلل الشؤون الأمنية والسياسية بمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، ومقرها دبي، قال إن، "القول المأثور عن (عدو عدوي صديقي) ينطبق الآن على إيران.. هذا الوضع يفتح المجال أمام بعض الاحتمالات المثيرة للاهتمام."

 

ويبدو أن هناك فرصة ضئيلة لتحقيق اختراقات دبلوماسية كبرى بين إسرائيل ومجموعة الملوك والشيوخ الحكام في الخليج، غير أن مخاوفهم المشتركة حيال نفوذ وطموحات إيران جلبت بالفعل اتصالات عبر قنوات خلفية و"علاقات حميمة" حول الدفاع وغيرها من المصالح الاستراتيجية، عبر منتديات مثل الأمم المتحدة، وذلك حسبما قال دان غيلرمان، السفير الإسرائيلي الأسبق لدى المنظمة الدولية.

 

ويمكن للقلق المتزايد حيال إيران أن يجلب مساحة جديدة للتداخل بين الخليج وإسرائيل.

 

كما أن الحكومة المصرية المدعومة من الجيش، الذي أطاح بجماعة الإخوان المسلمين الودودة تجاه إيران من الحكم- بحسب الوكالة الأمريكية- يمكن أن تنسجم بسهولة مع تكتل إقليمي مناهض لإيران وتنضم للمطالبات بسياسات أكثر صرامة من جانب واشنطن، التي تعرضت لانتقادات لاذعة من قبل البعض لتخليها عن حلفائها القدامى لصالح محاولة تسوية المواجهة النووية مع إيران.

 

القيادة المصرية، من جانبها، تعتمد بصفة رئيسية على أموال الخليج كطوق نجاة وتسعى إلى إعادة ترميم علاقاتها مع إسرائيل، التي تعد اتفاقية السلام بينها وبين القاهرة مصدر إزعاج تاريخي للإخوان المسلمين.

 

وتمثل السعودية ودول الخليج العربي مصدر دعم حيوي بالمال والسلاح للثوار في سوريا، كنوع من الحرب بالوكالة ضد إيران، الداعم الرئيسي في الشرق الأوسط لنظام بشار الأسد. كما أن القوى الأخرى الموالية لإيران، وهي حزب الله اللبناني، تنخرط أيضًا في سوريا.


وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت جماعة ذات صلة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن تفجيرين انتحاريين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت، وأسفرا عن مقتل ثلاثة وعشرين شخصًا، من بينهم الملحق الثقافي الإيراني، في هجوم وصف على نطاق واسع بأنه رد على دور حزب الله وإيران في سوريا.

 

وبذلك، ربما يمكن لإسرائيل الآن أن تتطلع بشكل أكبر إلى مساعدة السعودية في محاولة تقويض حزب الله، الذي أطلق صواريخ على إسرائيل وخاض أمامها حربا عام 2006. وسبق للسعودية أيضا أن أبدت دعمًا كبيرًا لمبادرة السلام العربية مع إسرائيل عام 2002 بل وقد تلعب دورا أكبر في أي مباحثات مستقبلية بين الفلسطينيين وإسرائيل.

 

مئير جاويد أنفار، المحلل السياسي الإسرائيلي الإيراني المولد، قال، "أي صفقة نووية.. ستؤدي على الأرجح إلى تكثيف التعاون - من وراء الكواليس - بين دول الخليج وإسرائيل، خاصة حينما يتعلق الأمر بجماعات الضغط في واشنطن وبروكسل."

 

وهناك بالفعل بعض التيارات بين الخصوم تنظر إلى إسرائيل والسعودية بأنهما تقفان على نفس الجانب.

 

فبعد تفجيري بيروت، ألقى وزير الخارجية الإيرانية باللائمة على إسرائيل في هذه الهجمات. ومع ذلك، وجه حزب الله ومسؤولون سوريون أصابع الاتهام إلى السعودية، والتي تعد - إلى جانب قطر - من أبرز داعمي الفصائل الثورية السورية.

 

ويوم الاثنين، نشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بيانا ينفي بشكل قاطع تقريرًا ورد في صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، يفيد بأن المملكة وإسرائيل أعدتا خطة لمهاجمة إيران، إذا أخفقت الجهود الدبلوماسية في تقويض البرنامج النووي لطهران بدرجة كبيرة.

 

ورغم ذلك، ليس من الصعب على معلقي الشرق الأوسط، أن يتكهنوا بالتقاء أو تناغم الأفكار بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، اللتين تتبادلان نفس المخاوف حيال إيران.

 

وتعتبر إسرائيل، أن امتلاك إيران أسلحة نووية يشكل تهديدًا مباشرًا على بقائها، بعد عقود من التصريحات المناهضة لإسرائيل والصادرة عن القادة الإيرانيين، فضلاً عن الهجمات التي تنفذها جماعات مدعومة إيرانيًا مثل حزب الله اللبناني.

 

وتخشى إسرائيل أيضًا من إمكانية حدوث تحولات في موازين القوى الإقليمية. ويعتقد أن إسرائيل لديها ترسانة نووية، لكنها لا تؤكد أو تنفي امتلاكها لهذه الترسانة.

 

وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية، لكن يمكن النظر إلى أي اتفاق مع القوى العالمية باعتباره تخفيفًا للمخاوف في هذا الشأن، والتي تستغلها إيران لتعزيز دعواتها إلى حظر الأسلحة النووية في كافة أرجاء المنطقة، وتمارس ضغوطًا على إسرائيل فيما يتعلق برؤوسها النووية المفترضة.

 

وفي وقت سابق الأحد، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن بلاده مستعدة "للدفاع عن نفسها"؛ إذا مضت إيران في طريق تطوير أسلحة نووية.

 

كما تعتبر السعودية - التي تضبط بشكل عام اللهجة السياسية لباقي دول الخليج - إيران جارة خطيرة. وتتهم دول الخليج التي يحكمها السنة إيران الشيعية بدعم الثورات في المنطقة، لاسيما الانتفاضة البحرينية المتأثرة بثورات الربيع العربي أو دعم المؤامرات الانقلابية، بالرغم من أنه لم يتم الإعلان عن أي دليل دامغ على هذه الاتهامات.

 

يشار إلى، أن الرياض وشركاءها الخليجيين زبائن للأسلحة والطائرات الأمريكية، لكن هذه العلاقات تسمح أيضًا لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن يُكون لها موطئ قدم في المنطقة، لاسيما أن البحرين تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي، وهو ما يعنى شراء الحماية من واشنطن وترويع إيران.

 

وخلال زيارته للمملكة هذا الشهر، أكد كيري لنظيره السعودي الأمير سعود الفيصل أن، "العلاقة العميقة" بين واشنطن والرياض متينة ودائمة".

 

غير أن المملكة شعرت بغضب شديد حيال تراجع واشنطن عن قرار توجيه ضربة عسكرية محتملة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من إيران، جراء شنه هجومًا بأسلحة كيماوية في أغسطس الماضي. وبدلاً من ذلك، انحازت واشنطن للخطة التي تبنتها روسيا والتي تقضي بجمع وتفكيك مخزونات الأسد من الأسلحة الكيماوية.

 

يشار إلى، أن السعودية داعم رئيسي للثوار السوريين من خلال قنوات مساعدة، يعتقد بأنها تخضع لإشراف رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان.

 

وقبيل زيارة كيري، رفضت الرياض مقعدًا بمجلس الأمن، في احتجاج غير مسبوق على السياسات الأمريكية بالشرق الأوسط.

 

وفي هذا السياق، يقول الدبلوماسي السابق غيلرمان "لدينا عدو مشترك، وهو إيران.. نتقاسم خيبات الأمل في حلفائنا، لاسيما الولايات المتحدة، وهو ما خلق إلى حد ما تحالفًا غريبًا بين إسرائيل ودول الخليج".

 

ويحاول قادة الخليج أن ينأوا بأنفسهم في العلن عن إسرائيل، ولكن ليست هناك قطيعة أو انفصال تام.

 

أجرأ علاقات حتى الآن هي مع قطر- والتي كانت تسمح بمكتب تمثيل تجاري مع إسرائيل، قبل أن تصدر قرارًا بإغلاقه بعد حرب إسرائيل على غزة أواخر 2008.

 

وبوجه عام، يحظر على حاملي جوازات السفر الإسرائيلية دخول دول الخليج، لعدم وجود علاقات دبلوماسية، لكن يستثنى من ذلك الرياضيون والمشاركون في مؤتمرات دولية بعينها. ومع ذلك، هناك حساسيات في الاتصالات بين إسرائيل والدول الخليجية.

 

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور، "إن الإسرائيليين الساعين إلى السفر إلى الخليج سيعتمدون على الأرجح على جواز سفر ثان إذا كانوا من مزدوجي الجنسية".

 

من جانبه، قال عوزي ديان، نائب رئيس الأركان الإسرائيلي ومستشار الأمن القومي سابقًا، "إنه يتم تصوير إسرائيل على أنها الأكثر انزعاجًا حيال برنامج طهران النووي، وأن السنة العرب في دول الخليج ومصر وغيرها من الأقطار مجرد معارضين لما يحدث".

 

وأضاف في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي، "هناك فاعلون ومشاركون (لإسرائيل في موقفها من إيران) أكثر مما يرد على مسامعكم.. لكننا اخترنا اتخاذ موقفنا من أعلى المنصة الرئيسية وبصوت عالٍ".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان