رئيس التحرير: عادل صبري 10:13 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

"هآرتس": "أبو تريكة" رمز وطني والنظام انتقم منه سياسيًا

هآرتس: أبو تريكة رمز وطني والنظام انتقم منه سياسيًا

صحافة أجنبية

محمد أبوتريكة

استغربت تحول "الأبطال" في مصر إلى "خونة"..

"هآرتس": "أبو تريكة" رمز وطني والنظام انتقم منه سياسيًا

معتز بالله محمد 16 نوفمبر 2013 18:58

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، "إن رموزًا وطنية في مصر، مثل اللاعب محمد أبو تريكة لم تعد في منأى عن الانتقام السياسي، مشيرة إلى أن لاعبي النادي الأهلي اكتشفوا مؤخرًا أن هناك ثمنًا باهظًا عليهم دفعه؛ لاستخدام الرياضة في معارضة النظام، مؤكدة أن المعركة ضد شعارات الإخوان المسلمين هي جزء لا يتجزأ من المعركة السياسية والعسكرية ضدهم، لإبعاد الحركة من الفضاء الشعبي، واجتثاث شرعيتها، واقتلاعها بالقوة من الوعي كحركة سياسية".

 

وتناول المحلل السياسي للصحيفة "تسفي بارئيل" بالتحليل قرار أبو تريكة بالاعتزال نهائيا بعد مشاركته في كأس العالم للأندية في المغرب الشهر المقبل.


وقال: "أبو تريكة ليس مجرد لاعب كان سببا في فوز فريقه ببطولة إفريقيا وحصوله على مكافأت كبيرة، ولكنه رمز وطني، فقميصه الأحمر الذي يحمل رقم 22 ، يشتريه آلاف الأطفال والشباب الذين يعتبرونه نموذجا يحتذى. وصوره تزين الجدران في أنحاء القاهرة، وتصريحاته، سواء الخاصة بكرة القدم أو بالسياسة، يتم اقتباسها كما لو كانت مقدسة. ولكن يتضح أيضا أن الأبطال القوميين ليسوا في منأى عن تقلبات القيادة في مصر".


وأشار " بارئيل"، إلى رفض أبو تريكة مصافحة وزير الشباب طاهر أبو زيد وتلقي الميدالية كما فعل زملائه، بل ترك كل هذا خلف ظهره وتوجه إلى غرفة تغيير الملابس، وقام بتغيير قميصه بآخر يحمل الرقم 72 في إشارة إلى عدد مشجعي النادي الأهلي، الذين قتلوا في فبراير2012 بعد مباراة الأهلي والمصري في بورسعيد.


وتابع: "اللاعب المحبوب لم يبد أسباب، لكن الإدارة قررت عدم السكوت على الإهانة. ففرضت على لاعبها الكبير غرامة قدرها 50 ألف جنيه مصري. وكان أحد تبريرات العقاب بأن أبو تريكة خلط الرياضة في السياسة".


 وزاد "الامتناع عن مصافحة وزير الرياضة، الذي عينه النظام الجديد الذي يعمل بحماية الجيش، تفسيره إهانة الحكومة والجيش، أو حتى التحريض ضده، وربما أسوأ من ذلك، تأييد الإخوان المسلمين. عندما رفع أبو تريكة قميصه منذ خمس سنوات، وكشف عن قميص مكتوب عليه ( تضامنا مع غزة) فإن أحدا لم يتذمر".


هجوم إعلامي


وأشار "بارئيل" إلى الهجوم الإعلامي الشرس الذي تعرض له أبو تريكة بعد ذلك ، لافتا إلى اتهامه بأنه جزء من نظام مبارك، والقول بإنه لم ينزل ميدان التحرير في بداية ثورة يناير 2011، ولم يتخلى عن دعمه لمبارك سوى قبل يومين من سقوطه، معلقا على ذلك بالقول" اللاعب البطل تحول إلى خائن".


مبارك يتسامح!


وتابع الصحفي الإسرائيلي بأن هذه ليست المرة الأولى التي ترفض فيها شخصية مصرية مصافحة وزير، مشيرا إلى ما حدث قبل عشر سنوات تقريبا عندما رفض الأديب المصري صنع الله إبراهيم تلقي جائزة من وزير الثقافة آنذاك فاروق حسني، كونه ينتمي لحكومة فاسدة تمارس التطبيع مع إسرائيل، وأضاف:" قوبل موقف إبراهيم باحتفاء كبير، فيما اكتفى وزير الثقافة المذهول والمهان بالقول(هذه هي إحدى نماذج الديموقراطية في مصر). فلم يتعرض إبراهيم لأي عقاب واستمر في عمله بالحقل الثقافي والسياسي. لقد أبدى مبارك تسامحا غير عادي نسبيا مقارنة برد الفعل العصبي، والذي يفتقد للثقة من قبل القيادة الحالية في مصر".


إشارة رابعة


وتطرق " بارئيل" إلى ما حدث مع لاعب الأهلي أحمد عبد الظاهر الذي قام برفع إشارة رابعة العدوية خلال المباراة الأخيرة لفريقه أمام أورلاندو الجنوب إفريقي، وقال" المهاجم المصري أحمد عبد الظاهر، من النادي الأهلي أيضا، رفع أصابع يمناه الأربعة كإشارة إلى تحقيق النصر، بعد أن سجل هدفا في المباراة ضد أورلاندو. وترمز الأصابع الأربعة إلى إشارة حركة الإخوان المسلمين، ويمثلون اسم رابعة العدوية، ذلك الميدان الذي سيطر عليه الإخوان وتواجهوا فيه مع قوات الأمن".


وأكد صحفي" هآرتس"، أن هذه الحركة كلفت عبد الظاهر الكثير، حيث تم إيقافه عن اللعب في النادي، وعرضه للبيع، وحرمانه من المكافآت، وهو ما يعني من وجهة نظر "بارئيل"، أنه سيخسر دخلًا يقدر بمئات آلاف الجنيهات.


محمد يوسف


وتناول الصحفي الإسرائيلي واقعة لاعب الكونغو فو المصري محمد يوسف الذي فاز ببطولة العالم التي أقيمت في روسيا الشهر الماضي، وظهر وهو يرتدي قميصا وعليه إشارة رابعة، وقال إنه تم استدعائه للعودة إلى مصر على الفور، وإلغاء مشاركته في مسابقة للعبة في ماليزيا، ثم منعه من اللعب لمدة عام.


اقتلاع الإخوان


وقال، "المعركة ضد شعارات الإخوان المسلمين هي جزء لا يتجزأ من المعركة السياسية والعسكرية ضدهم، لإبعاد الحركة من الفضاء الشعبي، واجتثاث شرعيتها، واقتلاعها بالقوة من الوعي كحركة سياسية. إن ملاعب كرة القدم التي تحولت إلى مراكز لحشد التأييد السياسي، هي ساحة عظيمة التأثير على مئات الآلاف من المشجعين، الذين يحضرون المباريات والملايين من مشاهدي التليفزيون".


وأردف، "وفقا لعدد من المحللين فلولا المشجعون العنيفون للنادي الأهلي، الذين يسمون أولتراس، لوجد متظاهرو ميدان التحرير صعوبة في مواجهة أعمال القمع التي قامت بها الشرطة خلال أيام الثورة الأولى. فقط عندما قرر الأولتراس الوقوف إلى جانب المتظاهرين، قرر الجيش سحب الشرطة لمنع وقوع عدد كبير من الضحايا".


واختتم "بارئيل" بقوله: "من هنا تكمن الأهمية الكبيرة للسيطرة على الشعارات التي تظهر في مباريات كرة القدم. حتى إذا ما أضرت تلك الحرب بالقدرة الرياضية للفريق والمنتخب القومي. في الفترة التي يسيطر بها الجيش، يصبح اللاعب الوطني الذي يرفع شعارات العدو، كخائن للوطن".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان