أكد الدكتورعبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن طريق العائلة المقدسة المعروف بشمال سيناء ليس الطريق الهام الوحيد في سيناء بل بها أهم طريق تاريخى على مستوى العالم وهو طريق الرحلة المقدسة لمسيحيين عبر سيناء إلى القدس الذى يمتد بطول 575 كيلومترا ، والذى يشمل داخله طريق العائلة المقدسة.
وقال ريحان - في تصريح له اليوم بمناسبة ذكرى دخول العائلة المقدسة مصر والذي يوافق أول يونيو القادم - إن هذا الطريق ينقسم لطريقين ، هما الطريق الشرقى للمسيحيين القادمين من القدس إلى جبل موسى ، ويبدأ من القدس إلى أيلة (العقبة حاليا) وعبرعدة أودية بسيناء حتى وادي حجاج وبه تلال من حجر رملي بها نقوش صخرية للمسيحيين منها اليونانية والأرمينية حتى يصل إلى سفح جبل موسى وطوله 200 كيلومتر من أيلة إلى الجبل المقدس (منطقة سانت كاترين حاليا).
وأضاف أن الطريق الغربي ، وطوله 375 كيلومترا، يبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل موسى ، ويبدأ من القدس إلى غزة ، رافيا (رفح) ، رينوكورورا (العريش) ، بيلوزيوم (الفرما) ، سرابيوم (الإسماعيلية) ، القلزم (السويس) ثم عيون موسى إلى وادى فيران ومنه لجبل موسى .
وطالب الدكتور ريحان بإحياء هذا الطريق ووضعه على خريطة السياحة العالمية ، مؤكدا أنه سيكون له مردود سريع فى أوروبا يساهم فى تنشيط السياحة بمصر عامة وسيناء خاصة وتطوير منظومة العلاقات الثقافية مع الغرب والتى ستؤدى لفتح المجال لاستثمارات أوروبية لا تقتصر على قطاع السياحة بل ستشمل كل القطاعات .. مؤكدا أن إحياء الطريق يؤكد للعالم أجمع عمق التسامح الدينى فى مصر من منطلق تاريخى حيث ساهم المسلمون فى ازدهار هذا الطريق وتكفلوا بحمايته .
وأشار إلى أنه تم استخدم ميناء الطور الإسلامى منذ القرن الـ14 الميلادى كطريق للرحلة المقدسة للمسيحين وكانت السفن الأوروبية ، التى تحمل المسيحيين ، تبحر من موانئ إيطاليا إلى الإسكندرية ثم تتوجه بالنيل إلى القاهرة ، وبعد أن يحصلوا على عهد الأمان أو الفرمان من سلطان المماليك ، يقيم الحجاج فترة فى استراحة بالقاهرة حتى ينطلقوا عبر خليج السويس لميناء الطور ومنه لدير سانت كاترين ومنه للقدس .
وأوضح أنه منذ عام 1885 حينما تحول طريق الحج الإسلامى من البر إلى البحر كان الحجاج المسلمون يركبون نفس السفن الذى يركبها المسيحيون فى طريقهم لميناء الطور بعدها يتوجهون سويا لزيارة الأماكن المقدسة بجبل موسى ، لافتا إلى أن الحجاج المسلمين تركوا كتابات عديدة بمحراب الجامع الفاطمى داخل دير سانت كاترين ثم يعود الحجاج المسلمون لاستكمال طريقهم عبر ميناء الطور إلى جدة ويستكمل المسيحيون طريقهم من دير سانت كاترين إلى القدس.
واقترح الدكتور ريحان ، لإحياء هذا الطريق ، بعمل منشآت سياحية جديدة بمحطات هذا الطريق مستوحاة من العمارة البيزنطية خاصة وأن خامات البناء متوفرة بسيناء من أحجار جرانيتية ورملية وجيرية بنيت بها الآثار المسيحية المكتشفة بسيناء ، وتطوير منطقة مجمع الأديان بمدينة سانت كاترين بعمل مشروع للصوت والضوء يحكى قصص التسامح بين الأديان .
وأشار إلى إمكانية تنفيذ مشروع (تليفريك) لربط الجبال ببعضها وتيسيير الصعود لجبل موسى الذى يرتفع 2242 مترا فوق مستوى سطح البحر وإنشاء مجمع ثقافى كبير وقاعة كبرى للمؤتمرات ومتحف للتراث السيناوى وإنشاء مركز للصناعات التى كانت مرتبطة بهذا الطريق مثل أوانى الحجاج الفخارية وكانت لها مصانع كبرى بمريوط قديما ولها شهرة عالمية وعثر على نماذج منها بسيناء وهناك مجموعات عديدة من هذه الأواني بالمتحف القبطي بمصر والمتحف البريطاني والمتاحف الأوروبية.