رئيس التحرير: عادل صبري 09:48 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

في "هندسة الزقازيق".. التظاهرات بديل الدراسة

مع فشل المفاوضات وإصرار الطلاب على مطالبهم

في "هندسة الزقازيق".. التظاهرات بديل الدراسة

محمد محمود 18 نوفمبر 2013 17:40

رفض طلاب كلية الهندسة بجامعة الزقازيق، اليوم الاثنين، ولليوم الثالث على التوالي متابعة الدراسة بالكلية، للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المعتقلين، وإقالة رئيس الجامعة، وعميد الكلية، والحصول على اعتذار رسمي من مجلس عمداء الجامعة، وتعويض التلفيات في المباني على نفقة الجامعة وليس الكلية، وحل مشكلة الأمن بالجامعة والتعاقد مع شركة أمن يختارها اتحاد الطلاب نفسه .

 

وسادت ردود أفعال متضاربة بين طلاب كلية الهندسة، ردًا على اعتداء الشرطة، حيث قرر الطلاب تعليق الدراسة لحين الاستجابة لمطالبهم، وأغلقوا أبواب الكلية داخل حرم الجامعة.

 

كما واصل طلاب كلية هندسة الزقازيق، أمس الأحد إضرابهم عن التعليم وأداء الامتحانات، مما أسفر عن إلغاء هذه الامتحانات لليوم الثالث بعد دخول 50 طالبًا من إجمالي الطلاب، والمفترض أن عددهم 2000 طالب، وقف الطلاب أمام الكلية يرددون هتافات مناهضة للجيش والشرطة، ولم يمنع دخول أحد من الإداريين أو زملائهم الراغبين في دخول لجان الامتحانات.

 

 وقال محمد عمرو أحد الطلاب، إن 50 طالبًا فقط من 2000، دخلوا اللجان في اليوم الثالث، وأكد أن أساتذة المواد قرروا تأجيل أداء هذه الامتحانات حتى حل المشكلة، إلا أن عميد الكلية الدكتور حمدى شهاب، أكد في تصريح صحفي، أن الكلية لديها استعداد كامل لاستقبال الامتحانات بعد فتح الأبواب التى كانت مغلقة بالأمس، باستثناء باب واحد ما زال مغلقًا بالكلية لأسباب أمنية.

 

وطالب الطلاب بإخلاء سبيل زملائهم الذين تم القبض عليهم جميعًا في أحداث أمس، والبالغ عددهم 20 طالبًا، في التظاهرات خلال الأيام الماضية، علاوة على ثلاثة من الطلاب المنتمين للاتحاد الاشتراكي وحزب الدستور.

 

كما طالب الطلاب باعتذار رسمي من رئيس الجامعة ورئيس الأمن لتصريحاته حول وصفه للطلاب بالبلطجية، كما طالبوا بإقالة رئيس الجامعة وعميد كلية الهندسة وإصلاح تلفيات الكلية على حساب الجامعة.

 

وأصدر طلاب كلية الهندسة بيانًا أمس عبروا فيه عن عمليات الكر والفر التي شهدتها جامعة الزقازيق، ورفضهم لأي إساءة بالتلميح أو بالتصريح في حقهم من أي شخص.

 

وقال البيان، إنه في تمام الساعة السابعة صباحًا كان طلاب كلية الهندسة على موعد مع الرجولة التي لم تغادرهم منذ أن ولدتهم أمهاتهم، فقد قام طلاب الفرقة الإعدادية وطلاب الفرق الأعلى بإغلاق مباني كلية الهندسة، تنفيذًا للإضراب الجالب للمنفعة وليس للهدم أو لتعطيل مصالح غيرهم، فقد أجبروا الطلاب الرافضين للإضراب، على أن يساندوهم بعد أن استفاقت بداخلهم نخوة الرجولة، بعد أن علموا بمطالب زملائهم المشروعة في الإفراج عن الطلاب المعتقلين وتوفير الأمن للطلاب ولهيئة التدريس والبيئة المناسبة لأداء العملية التعليمية.

 

وأكد البيان، أنه لم يُمنع أي شخص من الإداريين من دخول المباني، ثم قام الطلبة باستكمال الإضراب بين الهتافات والمناقشات التي دارت بين العديد منهم، و"قد لمسنا التعاطف من بعض أعضاء هيئة التدريس مع مطالبنا المشروعة، وهذا ما زادنا إصرارًا وعزيمة"، على حد قولهم.

 

وتابع البيان: "فوجئنا بتدخل قوات الأمن المركزي لفض الإضراب وبكل قوة دون اللجوء إلى المفاوضات، فقد فوجئ الجميع بتشكيل أمن مركزي يهاجم الإضراب بقنابل الغاز المسيل للدموع وإلقاء الحجارة على الطلاب السلميين منهم"

 

وأضاف البيان: "فقد قامت الشرطة بالهجوم على الطلاب وضربهم بالعصي واعتقال العديد منهم، فتفرق الطلاب في ساحات معظم الكليات، لكن الأمن المركزي تتبعنا حتى بوابة كلية الطب، وانضم إليهم تشكيل آخر من الأمن المركزي، وما بين هذا وذاك، فقد تم غلق معظم البوابات أمام حركة الطلاب، وزاد الهرج والمرج في جميع ساحات الكليات، وانضم طلاب من كليات علوم وطب وصيدلية، ووقعت اشتباكات بالعصي وقذفت قوات الأمن قنابل الغاز ما أدى إلى وقوع العديد من الإغماءات والإصابات، وخرج الطلاب من الجامعة إلى مستشفى الجامعة عن طريق القفز على الأسوار، وألقت قوات الأمن القبض على عدد كبير من الطلاب ولا يُعرف أي شيء عنهم، على حد قول البيان.

 

 وأشار البيان إلى "أننا مستمرون في إضرابنا مع إضافة مطالب جديدة إلى مطالبنا القديمة، وأننا لم ولن نعترض طريق أحد يريد دخول لجان الامتحان".

 وطالب البيان أعضاء هيئة التدريس بألا يقفوا صامتين أمام الظلم الذي يتعرضون إليه هم وأبناؤهم من الطلاب، وأن يقولوا كلمة حق في وجه الظالمين.

 

وأثار البيان الذي أعقبه بيان آخر من طلاب حزب الدستور، أكد فيه أن ما شهدته جامعة الزقازيق ما هو إلا حلقة جديدة من حلقات مسلسل هابط تم إخراجه بالاشتراك مع رئيس الجامعة وعميد كلية الهندسة.

 وقال البيان: "عجباً لرئيس جامعة يستدعى الشرطة لفض إضراب طلاب سلميين من مختلف التيارات السياسية، وما كان ذنبهم إلا أن طالبوا بحقوق مشروعة فى جامعة يفترض أنها من أعرق الجامعات، ولعل أبسطها الحق فى الشعور بالأمان داخل الجامعة".

وأضاف: "شهدت الجامعة فى الآونة الأخيرة اشتباكات متكررة وتحولت إلى ساحات حرب وقتال ولم يخطر ببال السيد رئيس الجامعة أن يستدعى الشرطة لمرة واحدة كى تفض تلك الاشتباكات، بل كان يستعين بطلاب كلية التربية الرياضية الذي قام بتحويلهم إلى محترفي أعمال بلطجة ممنهجة ضد الطلاب، إن ما يحدث ما هو إلا عودة لبراثن القمع وكبت الحريات وتكميم الأفواه، بل هو عودة إلى ما هو أقذر من سياسات أمن الدولة فى السابق".

 

وأعلن طلاب حزب الدستور بجامعة الزقازيق رفضهم التام لأسلوب تعامل إدارة الجامعة مع مطالب الطلاب السلمية، و"نوجه أصابع الاتهام إلى كل من تورط فى تلك الممارسات وأولهم رئيس الجامعة وعميد كلية الهندسة وعميد كلية التربية الرياضية، كما نعلن استمرار دعمنا لإضراب طلاب كلية الهندسة، لحين تحقيق مطالبهم، وسنشارك فيه بكل قوتنا، وندعو جميع طلاب الجامعة إلى تعليق الدراسة بشكل كامل حتى تعود لنا الكرامة والحرية" .

 

فى الوقت نفسه، تضامن طلبة كليات طب وحقوق وعلوم وتربية نوعية، وأغلقوا أبواب الكلية.

 

وقد شهدت جامعة الزقازيق أمس، وأمس الأول، عمليات كر وفر بين الطلاب والأمن بعد دخول قوات من الشرطة ومدرعات في مبنى الجامعة، كما أكد اللواء سامح الكيلاني، مدير أمن الشرقية، أن استدعاء قوات الأمن لجامعة الزقازيق، للتعامل مع اعتصام الطلاب بداخل الحرم، جاء من خلال طلب كتابي من رئيس الجامعة، الدكتور أشرف الشيحي.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان