رئيس التحرير: عادل صبري 01:40 صباحاً | الأربعاء 02 يوليو 2025 م | 06 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

(10 + 8).. تحالف أطلسي عربي لمواجهة "داعش"

بينهم مصر والخليج

(10 + 8).. تحالف أطلسي عربي لمواجهة "داعش"

الأناضول 06 سبتمبر 2014 13:11

اختتمت قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، أمس، بإعلان تشكيل نواة تحالف دولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف إعلاميا باسم "داعش".

تضم نواه التحالف عشر دول أعضاء في "ناتو" هم: الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، تركيا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، الدنمارك، بولندا، كندا، أستراليا، إلا أن الرئيس الأمريكي بارك أوباما قال في مؤتمر صحفي، أمس، إن وزير خارجيته جون كيري سيتوجه إلى منطقة الشرق الأوسط، خلال أيام، لمواصلة بناء التحالف الذي يهدف إلى الحد من قدرات تنظيم "الدولة الإسلامية"، ثم تدميره في النهاية.

 

وبينما يحاول البعض الربط بين تشكيل هذا التحالف، وما سبق وقامت به الولايات المتحدة أثناء اجتياح العراق عام 2003، رفضت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف هذا الربط، وقالت، أمس، "عندما نتحدث عما نفعله اليوم فإننا لا نريد أن يكون بأي شكل من الأشكال مشابها لما حدث عام 2003 خلال اجتياح العراق".

 

وتطابقت آراء محللون سياسيون عرب مع ما قالته المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إذ يبدو التحالف الجديد - في رأيهم - أوسع انتشارا من سابقه في الجانب العربي والخليجي بصفة خاصة، حيث يتجه إلى ضم دول مجلس التعاون الخليجي "6 دول"، إضافة إلى مصر والأردن.

 

 واستطاعت الولايات المتحدة في تحالف "غزو العراق" عام 2003 الحصول على تأييد 49 دولة فقط على مستوى العالم، فيما عرف بـ "ائتلاف الراغبين"، لكن هذا التحالف لم يكن قوياً كتحالف حرب الخليج الثانية "حرب تحرير الكويت في 1991" ضم "32" دولة.

فقد انضمت أغلب دول المنطقة لائتلاف حرب الخليج الثانية عام 1991، بينما رفضت معظمها ائتلاف غزو العراق عام 2003، وأدانت الجامعة العربية حينها هذا الغزو، وأعلن وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل أن السعودية لن تسمح باستخدام قواعدها للهجوم على العراق ورفض البرلمان التركي نفس الشيء.

 

قبول دول المنطقة والخليج بصفة خاصة للتحالف الجديد التي يجرى تشكيله لمواجهة "داعش" يبدو حاضرا وبقوة هذه المرة.

وكان بند "مكافحة الإرهاب" تصدر البيان الختامي لاجتماع الدورة الـ 132 لمجلس وزراء دول التعاون الخليجي، السبت الماضي، في مدينة جدة السعودية،  مؤكدا على ضرورة "تكثيف الجهود للتعاون الإقليمي والدولي من أجل مكافحة الأعمال الإرهابية، وتقديم مرتكبي هذه الأعمال إلى العدالة والمساءلة".

 

 ويقول جواد الحمد، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بالأردن، (غير حكومي): "يبدو التحالف الجديد يتجه نحو ما تسميها الصحافة الأجنبية بـ (الحرب العالمية الثالثة في منطقة الشرق الأوسط)".

وفي تصريحات مع وكالة "الأناضول"، توقع الحمد (أردني الجنسية) أن تكون دول مجلس التعاون الخليجي في مقدمة هذا التحالف وأن تلعب دورا "تمويليا" له، إضافة إلى مصر، التي يتحدث رئيسها عبد الفتاح السيسي من حين لآخر عن خطر "داعش" والأردن بحكم قربها الجغرافي من العراق وسوريا (الموطن الأساسي لداعش)، لتصبح دول المنطقة المؤهلة للانضمام للتحالف "ثمانية".

 

ولم يكن قرار انشاء حلف دولي الذي أعلن الجمعة بالجديد، حيث سبقه تصريحات خرجت عن مسؤولين أمريكيين، في مقدمتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسه، وتجاوبت  دول مجلس التعاون الخليجي  حينها مع هذه التصريحات بالقول أنها تنتظر معلومات وتفاصيل إضافية من الأمريكيين.

 

وقال وزير الخارجية الكويتى الشيخ صباح خالد الصباح السبت الماضي: "كلنا سمعنا ما صرح به الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول تشكيل تحالف، و نحن بانتظار تفاصيل لمعرفة ما هو المطلوب فى المرحلة القادمة".

وأبدى الحمد استغرابه من هذا الحشد "غير المسبوق" لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"،  وقال: "أعتقد أن هناك أهداف غير واضحة أكبر من مجرد هذا التنظيم".

وأضاف: "هناك شىء غير مفهوم؛ لأن الأمر لو كان قاصرا على مواجهة (داعش)، لكفي تحالف إقليمي يضم تركيا وإيران وبعض الدول العربية".

 

وأشار الحمد إلى أن تاريخ ظهور "داعش" وأهدافها في المنطقة تدعم هذه الشكوك، وقال: "داعش على ما تبدو لي أدخلت إلى المنطقة بهدف فتح الجروح ونزفها واستقطاب الشباب المتحمس لفكرة الجهاد ليذهب إلى الجحيم في أتون معركة غير واضحة المعالم".

وتلى ظهور "داعش " خلق ما يسمى بـ "فوبيا الإسلام السياسي"، وما تلاها من خلق ما يسمى بـ "فوبيا التنظيمات المتطرفة"، لدفع دول المنطقة إلى الذهاب إلى أي خيارات يقرها الغرب.

 

ويختلف عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات ومدير وحدة الدراسات بدار الخليج، مع الرأي السابق في تقليله من إمكانيات تنظيم داعش.

وقال: "هو تنظيم خطير له أفكار توسعية، ويستحق هذا الاهتمام الدولي والإقليمي وأكثر من ذلك؛ لأنه يشكل خطرا حقيقيا على استقرار المنطقة".

وتوقع عبد الله (إماراتي الجنسية) أن يضم التحالف "السعودية" و "الأردن" بحكم قربها من العراق " الموطن الرئيسي لداعش "، والإمارات بحكم علاقتها الوثيقة مع فرنسا ودول حلف "ناتو".

 

وأضاف: "ستكون نواة التحالف إقليميا في الدول الثلاث (السعودية - الإمارات - الأردن )، لكنه قد يتجه مستقبلا ليضم دول الخليج الأخرى ومصر، المشغولة الآن بوضعها الداخلي وما يحدث في ليبيا على مقربة من حدودها الغربية".

اقرأ أيضا 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان