قبل عام ونصف أطلقت السلطات الإسبانية سراح أحد المتهمين بالدعوة للجهاد في سوريا وداخل أوروبا عبر الفيسبوك، ومنذ تلك اللحظة تزايدت الشكوك بأن المساجد ومعسكرات التدريب أصبحت تحتل المركز الثاني في تجنيد الراغبين في السفر للانضمام إلى الجهاديين في سوريا. وأتى إلقاء القبض على فتاتين، منهما طفلة في الرابعة عشر من عمرها، قبل شهر ليؤكد أن فيسبوك وانستجرام وواتس أب وتويتر أصبحت هي الوسيلة الجديدة في إقناع الشباب واستمالتهم للانضمام إلى الجهاد المسلح في المنطقة الملتهبة في سوريا والعراق.
جريدة البايس الإسبانية نشرت آراء العديد من الخبراء الإسبان والفرنسيين المتخصصين في الشأن الإسلامي وتقنيات الإنترنت والشرطة، وحسب مصادر أجهزة الأمن فأمامهم عدة تساؤلات تستوجب الإجابة؛ أهمها، من يقوم بالدعوة على الانترنت، وكيفية الانتقال من الرسائل والصور المتاحة أمام متصفحي ومستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي إلى إعطاء تعليمات محددة ورسائل تختص بكل فرد على حدة.
وحسب تصريحات "دونيا بوزار" من مركز مكافحة الانعزال الطائفي في فرنسا، تتم استمالة الفتيات الصغيرات والمراهقات عن طريق صور (الأمير الملتحي) التي يتم نشرها على فيسبوك وانستجرام، وبناء على تجاوب الفتيات وتعليقاتهن على هذه الصور يتم التركيز عليهن لإقناعهن بنبل الفكرة والهدف. وكثير من الفتيات اللاتي يتم تجنيدهن يعتقدن أنهن سيقمن بمهام إنسانية، مثل إسعاف المرضى والجرحى. وبعضهن يعتقدن وهمًا أنهن في الطريق للزواج من خليفة المسلمين.
ويقول مانويل توريس، البروفيسور في جامعة إشبيلية إن الرسائل على الإنترنت تكون سطحية وبسيطة، لكن تأثيرها البصري يفوق الكلمات. ويقوم الأشخاص المستهدفون بأنفسهم بمشاركة هذه الصور والتعليق عليها والحوار مع أشخاص لديهم نفس الأفكار والآراء. وبعد فترة بسيطة، يمكن بسهولة إقناع أي شاب أو فتاة بالقيام بالرحلة التي ستغير مجرى حياته.
وحسب تصريحات الشرطة الإسبانية، فإن المساجد أصبحت تحتل المركز الثاني بعد شبكات التواصل الاجتماعي. من جانب بسبب الرقابة الشديدة عليها، ومن جانب آخر لأن المسلمين أنفسهم يقومون بالإبلاغ عن العناصر المتطرفة التي تشكل خطرًا على أبنائهم.
ونشرت البايس تحليل أحد خبراء الشرطة حيث قال إن التجنيد على الانترنت ينمّ عن تنظيم إداري واستراتيجي عال، حيث يتم تقسيم المرشحون إلى أربع فئات. الفئة الأولى من الشباب ممن تجاوزوا العشرين عاما وقاموا بأداء الخدمة العسكرية في بلادهم الأوروبية. وهؤلاء سيصبحون المقاتلين. الفئة الثانية من الشباب هي الأقل خبرة وذكاءً وأصغر سنا. وهذه الفئة يمكن استخدامها في التفجيرات والعمليات الانتحارية. والفئة الثالثة من النساء، حيث يعملن في إعداد الطعام والعناية بالجرحى وأحيانا في القيام بعمليات تفجيرية لقدرتهم على إخفاء المتفجرات تحت الملابس. والفئة الرابعة هم الفتيات الأصغر سنا، حيث يتم إغوائهن بفكرة الزواج من المجاهدين. وأحيانا يتم إجبارهن عندما يصلن ويكتشفن الواقع الذي يعشن فيه.
وتعتمد رسائل التجنيد والاستمالة في الانترنت على إثارة المشاعر الدينية والدعوة للمشاركة في أنشطة دعوية وإنسانية لا علاقة لها بالعنف. ويأتي التخوف الأوروبي والإسباني من طريقة التجنيد الجديدة لأن الرسائل تنتشر بشكل واسع وفي زمن قياسي، وحيث يمكن لأشخاص خارج الأراضي الأوروبية أن يقومون بنشرها والحوار مع المستهدفين.
اقرأ أيضا :
فيديو "بتحلم بإيه" يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي
7 دروس تسويقية من تحدي دلو الثلج
بالصور.. أكثر 10 لاعبين شعبية على تويتر
فيس بوك يتداول أطرف رد فعل على رفع سعر تذاكر المترو
فيس بوك يتداول أبرز أخطاء حراس المرمى الفادحة
فيس بوك يسخر من تنظيم مصر لمسابقة "أجمل كلب"
شبيه السادات يزور مشروع قناة السويس
واشنطن تدعم نظامًا فدراليًا في العراق
العراق..العبادي يطالب بتحقيق سريع في مذبحة ديالى
أكراد لبنان يتوجهون إلى العراق لقتال داعش
رئيس البرلمان العراقي: أدعم الإسراع في تشكيل الحكومة
5 قتلى في استهداف مقر الاستخبارات وسط بغداد
العراق: مقتل القائد العسكري لداعش في ديالى
فيدرالية العراق ..الطائفية تنتصر