رئيس التحرير: عادل صبري 01:23 صباحاً | الأربعاء 02 يوليو 2025 م | 06 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

انفراجة في إحلال السلام بجنوب السودان

انفراجة في إحلال السلام بجنوب السودان

شئون دولية

جانب من المواجهات المسلحة في جنوب السودان.. صورة أرشيفية

بعد مخاوف الإبادة الجماعية..

انفراجة في إحلال السلام بجنوب السودان

أحمد الشريف 03 مايو 2014 11:48

بعد أن تنامت المخاوف الدولية من تحول الصراع في جنوب السودان إلى إبادة جماعية، بدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الجمعة، مهمة سلام في جنوب السودان، بزيارة إلى جوبا اجتمع خلالها مع الرئيس سلفاكير .

 

وتأتي زيارة كيري إلى جوبا غداة تحذيره من خطر حدوث عملية إبادة وانتشار المجاعة في جنوب السودان ملوحا بفرض عقوبات على زعيمي الفصيلين المتناحرين في الحرب الأهلية المستمرة منذ أربعة أشهر.

 

ويتزايد القلق الدولي حول حجم أعمال القتل في جنوب السودان، حيث تقوم القوات الحكومية الموالية للرئيس سلفاكير والمجموعات المتمردة بقيادة نائبه السابق رياك مشار بمذابح واغتصاب وتجنيد أطفال.

 

سلفاكير والسلام

 

وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أعلن عقب اللقاء مع سلفاكير، عن استعداد الرئيس السوداني الجنوبي للسفر إلى أثيبويا، حيث تجرى محادثات سلام ربما فى الأسبوع القادم،  مؤكدا أن كير ملتزم باتخاذ إجراءات لإنهاء أكثر من أربعة أشهر من الصراع فى أحدث دولة فى إفريقيا، متمنيًا أن تضم هذه المحادثات زعيم المتمردين رياك مشار نائب كير السابق.

 

ويقول كيري، إنه يجب على الرئيس كير والمعارضة أن يعملا على الفور في وقف العمليات الحربية، والتحرك نحو فهم مستقبل الحكم في البلاد قبل أن يغرق جنوب السودان في مزيد من الدماء.

 

ويضيف، أن الاجتماع، الذي سيكون أول لقاء مباشر، بين كير ومشار منذ بداية الصراع سيكون مهمًا، معبرًا عن أمله في أن يتحدث مع مشار في وقت لاحق، لإقناعه بالمشاركة، وتوقع قبل مكالمته مع مشار أن هذه المحادثات قد تجري في منتصف الأسبوع المقبل على أقصى تقدير، مشيرًا إلى أن كير التزم خلال اجتماعهما باتخاذ خطوات جادة من أجل بدء التحرك لإنهاء العنف وتنفيذ اتفاق وقف القتال وفتح نقاش بشأن حكومة انتقالية.

 

ولم يحدد كيري الشكل الذي ستتخذه الحكومة الانتقالية كما لم يدخل في تفاصيل بشأن ما قد يعنيه ذلك بالنسبة لاستمرار كير في حكم البلاد.

 

وعبر، عن أمله في نشر 2500 جندي من الأمم المتحدة بشكل مبدئي خلال الأسابيع القليلة المقبلة لدعم قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية هناك والمؤلفة من سبعة آلاف جندي.

 

المراقبون يرون أن هذه الزيارة جاءت متأخرة، لكنها ستحقق العديد من الأهداف، ومن شأنها أن تنهي الحرب الدائرة في جنوب السودان، مرجحين أن كيري قدم مقترحات من شأن تطبيقها أن يؤدي لوقف الحرب، لكنها لن تعالج تداعيات النزاع الذي بات ذا طابع إثني وخلف رواسب اجتماعية، خصوصًا بين قبيلتي الدينكا والنوير.

 

ووصف برنابا مريال، وزير خارجية جنوب السودان، زيارة كيري لجوبا بالمهمة في التوقيت الحالي، مشيرًا إلى أن الزيارة أعطت حكومة بلاده فرصة لشرح وجهة نظرها لواشنطن حول سبل تحقيق السلام، مضيفا أن كيري أبدى ترحيبا بالموقف الحكومي، وفق الجزيرة نت.

 

ترحيب بالجهود الأمريكية

 

وفي أول رد فعل بعد زيارة كيري، رحب حسين، مار المتحدث باسم المتمردين  بقيادة رياك مشار، بالمقترح الأمريكي بشأن تشكيل حكومة انتقالية في دولة  جنوب السودان، مضيفا أن الاقتراح  يتفق مع موقف وفده في المفاوضات الحالية في أديس أبابا مع وفد رئيس دولة جنوب السودان  سلفاكير ميارديت.

 

ويضيف، أنهم يريدون تشكيل حكومة انتقالية وترتيبات انتقالية وترتيبات دستورية جديدة وحكما فيدراليا، وسيعملون على وقف إطلاق النار، لافتا إلى أنه طرفهم ومن دون واشنطن أو غيرها هم جاهزون وملتزمون وسيناقشزن بقلب وعقل مفتوحين لتحقيق السلام في بلادهم، مرحبا بمقترح واشنطن بإجراء ترتيبات لعقد اجتماع بين سلفاكير ومشار، وفق صحيفة الشرق الأوسط اللندنية.

 

وفي ذات السياق، رحب أيضا، رئيس لجنة وساطة "إيجاد" فى أزمة جنوب السودان، سيوم مسفن؛ بالجهود الأمريكية الداعمة للوساطة، التى تهدف الوصول لحل سياسى للصراع الذى تشهده جنوب السودان.

 

وفى تصريح لوكالة الأناضول؛ قال مسفن، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى جوبا ولقائه بالرئيس سلفاكير؛ ستعكس اهتمام المجتمع الدولى للوضع المتردى فى جنوب السودان.

 

وكشف، أن الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا "إيجاد" توصلت، فى وقت سابق، مع كل من رئيس جنوب السودان سلفاكير؛ ونائبه المقال ريك مشار الذى يقود صراعا مسلحا ضده؛ لعقد اجتماع مباشر يضمهما فى العاصمة أديس أبابا، مؤكدا أن الدعم الأمريكى والاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة سيوفر مظلة كبيرة ودعم لمنظمة "إيجاد"، فى جهودها الرامية لحل الأزمة فى جنوب السودان.

 

مشار يتمسك بمبادرة إيجاد

 

لكن زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار، نفى في مقابلة مع "راديو سوا"، وجود أي اتصالات مباشرة بينه وبين وزير الخارجية الأمريكي، مؤكدا على تبني المتمردين للبنود الأربعة التي وردت في مبادرة إيجاد لحل الأزمة والمتعلقة بتركيبة الدولة ونظام الحكم.

 

ولم تتوقف الأسرة الدولية عن استنكار الفظائع وجرائم الحرب من مجازر عرقية وعمليات اغتصاب وتجنيد آلاف الأطفال للقتال، التي ارتكبتها القوات الحكومية والمتمردون، لكن ذلك لم يكن له تأثير على الأرض، وتعد زيارة كيري أول مساعي دولية لحل الأزمة.

 

وهيمنت المخاوف من المجاعة وارتكاب عمليات إبادة في جنوب السودان على أجندة كيري الخميس الماضي بعد يوم من وصوله إلى إثيوبيا في مستهل جولة إفريقية تركز على أعنف النزاعات في القارة.

 

وقضى عشرات آلاف الأشخاص نحبهم، بينما فر 1.2 مليون جنوب سوداني على الأقل من منازلهم في هذا البلد المصنف بين الأكثر فقرا في العالم.

 

وتؤوي مخيمات الأمم المتحدة عبر البلاد وفي ظروف مزرية، أكثر من 78 ألف مدني يخشون التعرض للقتل إذا ما جازفوا في الخروج من هذه المخيمات. وحذرت المنظمات الإنسانية من أن جنوب السودان على شفير اسوأ مجاعة تشهدها إفريقيا منذ الثمانينات.

 

اقرأ أيضًا:

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان