رئيس التحرير: عادل صبري 06:23 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

حقيقة دور السعودية في «عملية طرابلس».. خطة مفاجئة أم مدفوعة إقليميًا؟

حقيقة دور السعودية في «عملية طرابلس».. خطة مفاجئة أم  مدفوعة إقليميًا؟

العرب والعالم

حفتر والملك سلمان

بالفيديو..

حقيقة دور السعودية في «عملية طرابلس».. خطة مفاجئة أم مدفوعة إقليميًا؟

إنجي الخولي 09 أبريل 2019 04:22

مع إطلاق الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، العملية العسكرية التي تستهدف العاصمة طرابلس، ثارت تساؤلات حول "دور مزعوم لبعض الدول في دفع الجيش الليبي إلى هذه العملية".

 

ووسط تنديد دولي واسع، ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة في البلاد؛ أطلق حفتر، الخميس، عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس، قابله احتشاد القوات الداعمة لـ"الوفاق" لصده.

 

وتزامن تصعيد حفتر، الذي يواجه برفض دولي متزايد، مع تحضيرات الأمم المتحدة لعقد مؤتمر شامل للحوار بمدينة غدامس ، بين 14 و16 أبريل الجاري، ضمن خريطة طريق أممية لمعالجة النزاع في البلد العربي الغني بالنفط.

 

تدخلات إقليمية ودولية

 

قال رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري، الإثنين، إن هدف العملية العسكرية التي يشنها خليفة حفتر على طرابلس، هو "الاستيلاء على السلطة بدافع من تدخلات إقليمية ودولية".

 

جاء ذلك في حديث مصور لرئيس مجلس الدولة الليبي (هيئة استشارية) بثه مكتبة الإعلامي على "فيسبوك"؛ تعليقًا على الاشتباكات التي يشهدها محيط العاصمة طرابلس منذ الخميس الماضي.

 

وقال المشري: "في الفترة التي كنا نؤكد فيها على صناديق الاقتراع، أصبحت أصوات الرصاص قريبة من العاصمة طرابلس من الجهة الجنوبية بغرض الاستيلاء على السلطة بالقوة".

 

وتابع: "حفتر مدفوع بتدخلات إقليمية ودولية (لم يحدد أطرافها) أحيانًا لغرض الاستيلاء على السلطة".

 

وتابع: "لن يكون هناك حل عسكري للأزمة في ليبيا، ونحن نرفض بشكل تام التدخل الإقليمي في الشؤون الداخلية الليبية" ، بحسب " الأناضول".

وأكد المشري أن "ما يقوم به حفتر بمحاولة إرجاع عجلة الزمان للخلف، والعودة لحكم ليبيا بحكم عسكري شمولي يقوده شخص مع أبناءه وعشيرته أمر محال".

 

وأردف: "حفتر سكنت في رأسه فكرة الوصول إلى السلطة بغض النظر عن التضحيات والجماجم، التي يريد أن يرتقي عليها سلم السلطة".

 

وأوضح المشري أن "ما يجرى ليس صراعًا بين مناطق جغرافية أو صراع أيديولوجيات أو صراعًا على السلطة بل هو صراع بين الديمقراطية وبين تكريس حكم عسكري".

 

وأعرب عن دعم المجلس لموقف المجلس الرئاسي وحكومة "الوفاق الوطني" المعترف بها دوليًا، قائلًا: "نؤيد صناديق الاقتراع والإصلاحات الاقتصادية والترتيبات الأمنية".

 

وأبدى المشري "استعداد مجلس الدولة للتعاون مع مجلس النواب”، مستدركًا بالقول: "لكن لم نتلق إلى الآن من مجلس النواب ردودًا إيجابية يمكن البناء عليها".

 

وشدد على أن "حل الانسداد السياسي يكمن في جلوس المجلس الأعلى، ومجلس النواب أو بالذهاب لملتقى جامع تخرج منه توصيات تلزم هذه الأجسام".

 

واختتم بالقول: "نشد على أيادي الجيش الذي يدافع عن طرابلس، ولن ينهي الجيش مهامه حتى توحيد كافة الأراضي الليبية تحت حكومة واحدة هي حكومة الوفاق الوطني".

 

 

حقيقة دور السعودية

 

ومن جانبه ، قال حسني عبيدي، الأستاذ في جامعة "السوربون" الفرنسية، مدير مركز أبحاث ودراسات العالم العربي ودول المتوسط "سيرمام" (CERMAM)، إن "حفتر لم يكن بإمكانه اتخاذ قراره الخطير بالتحرك العسكري نحو غرب ليبيا دون موافقة ضمنية من عدة دول".

 

ويقول عبيدي في حوار أجراه معه "دويتش فيله" الألمانية أن "الدعم السعودي والإماراتي مهم جدا بالنسبة ، وجولته الأخيرة كانت لإعلام القيادة السعودية بما تم الاتفاق عليه مع أبو ظبي ولتستخدم السعودية ما لها من نفوذ على بعض الدول العربية لإلزامها بالصمت وطمأنتها بشأن توابع التحرك العسكري في ليبيا".

 

 

وكان حفتر قد زار الرياض قبيل الهجوم على العاصمة الليبية بأيام واجتمع في قصر اليمامة بالملك سلمان وولي عهده، كما التقى عددا من المسؤولين السعوديين من بينهم وزير الداخلية السعودي ورئيس الاستخبارات العامة.

 

إلا أن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، مساء الأحد، نفى أن يكون للسعودية دور في اتخاذ قرار الهجوم على العاصمة طرابلس، مؤكدًا أن "تلك الادعاءات هدفها التشويه الدولي لما يقوم به الجيش الليبي من محاربة للإرهاب".

 

وبحسب "المشهد الليبي" أكد المسماري، في مؤتمر صحفي من مدينة بنغازي، أن "عمليات الجيش الليبي ضد الإرهاب انطلقت من بنغازي خلال شهر فبراير  2014 بأمر من الشعب الليبي الذي سئم الإرهاب" ، بحسب "سبوتنك" الروسية.

 

وأشار المتحدث إلى تطبيق "خطة مفاجئة" في الساعات المقبلة، نافيًا علمه بسقوط قتلى أو مصابين من قوات الجيش الليبي في اشتباكات اليوم.

 

وأشار المسماري إلى أن "الوصول إلى طرابلس تم، لكن العملية ضد الإرهاب مستمرة، وهو ما أكده خليفة حفتر في لقاء أبو ظبي مع السراج، بأن الحملة على الإرهاب مستمرة ومنفصلة تمامًا عن الحوار السياسي، لكن السراج نقض عهده، وظهر اليوم على حقيقته وكشفت الأيام حقيقة اتفاق الصخيرات".

 

وتلعب عدد من الدول دوراً أساسيا في ما يقع في ليبيا من تطورات، حيث يتلقى الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر الدعم الأكبر له من جانب مصر والإمارات العربية. هذا بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، التي قام حفتر بزيارتها قبل عمليته العسكرية بأسبوع واحدٍ.

 

ومنذ 2011، تشهد ليبيا صراعًا على الشرعية والسلطة يتمركز حاليًا بين حكومة الوفاق المعترف بها دوليًا، في طرابلس (غرب)، وقوات حفتر، المدعومة من مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان