رئيس التحرير: عادل صبري 02:13 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

العقول النابغة في الجزائر.. "اللهم هجرة"

العقول النابغة في الجزائر.. اللهم هجرة

العرب والعالم

الشباب لا يرى مستقبل في ظل بوتفليقة

العقول النابغة في الجزائر.. "اللهم هجرة"

جبريل محمد - وكالات 07 فبراير 2019 15:57

يوما بعد يوم تتزايد أعداد الشباب الجزائري المتعلم الحالم بالهجرة من الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، هربا من الدخول المتدنية التي يفرضها اقتصاد تهيمن عليه الدولة، ولم تقنعه الآمال التي يعقدها البعض على الانتخابات الرئاسية المقبلة.

 

نزوح الأطباء والمهندسين وغيرهم من أصحاب المهن المتميزة يقض مضجع الحكومة التي تأمل في التواصل مع الناخبين الواسع من الشباب قبل الانتخابات المقررة في 18 أبريل.

ولم يعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (81 عاما) ما إذا كان سيترشح لفترة رئاسة خامسة، أم لا، وإن كان حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم والنقابات العمالية وأباطرة قطاع الأعمال يحثونه على ذلك.

 

أما بالنسبة لأصحاب المهن المتميزة، فالأمر لا يكاد يعنيهم، فكثيرون يشعرون بأنهم بمعزل عن نخبة يهيمن عليها كبار شاركوا في حرب الاستقلال عن فرنسا التي دارت رحاها من عام 1954 لعام 1962، في عهد لم يعرفوه إلا من خلال روايات الأجداد.

 

وهم يطمحون لبناء مستقبل مهني، لكنهم محبطون من نظام لا يوفر، إلا وظائف برواتب زهيدة ويحجب الأمل في فرص معيشة أفضل، وتشير الأرقام الرسمية إلى أن ما يقرب من 15 ألف طبيب جزائري يعملون في فرنسا الآن، وأربعة آلاف قدموا طلبات لمغادرة بلدهم العام الماضي، ولا تقبل الحكومة تحمل كل اللوم.

 

وقال رئيس الوزراء أحمد أويحيى ردا على سؤال عن هجرة الأطباء الشبان: إن الصحافة ضخمت من الظاهرة وهذه مشكلة بالنسبة لكل الجزائريين لا الحكومة وحسب".

 

لكن في أوروبا، بمقدور الأطباء أن يتقاضوا عشرة أمثال ما يتقاضونه في الجزائر حيث يوجد اقتصاد اشتراكي يتقاضى الطبيب فيه ما يزيد قليلا عن موظف عام أقل كفاءة.

 

وقال محمد يوسفي رئيس نقابة الأطباء المتخصصين "الرواتب وظروف العمل سيئة، وفوق كل هذا لا يوجد تقدير للأطباء.. الأطباء الجزائريون يملأون ساحات العمل الطبي في دول الغرب مثل فرنسا وكندا وألمانيا، وهم أيضا موجودون في الخليج".

 

ويجري تجديد المستشفى الذي افتتح عام 1872، وقال يوسفي إن المعدات الطبية جاهزة بالفعل، والسلطات تركز على الجدران والمعدات وتنسى الموارد البشرية".

 

وضخت الجزائر مليارات الدولارات في قطاع الصحة خلال العقد الأخير، وكان بها حوالي 50 ألف طبيب و150 ألف سرير طبي عام 2018 كما تشير البيانات الرسمية.

 

وتكفل هذه الدولة المنتجة للنفط والغاز رعاية اجتماعية للمواطنين من المهد إلى اللحد، لكن غياب المنافسة من القطاع الخاص أصاب بعض الخدمات بالضعف.

 

وتشغل الجزائر المرتبة 85 بين 189 بلدا في مؤشر التنمية الإنساني لمستويات المعيشة والذي يعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وتجيء هذه المرتبة بعد دول غرب وشرق أوروبا ودول الخليج بل وإيران التي تعاني وطأة العقوبات.

 

ولا يقدم الكثير من المستشفيات العامة نفس مستوى جودة خدمة المراكز العلاجية الخاصة التي تظهر ببطء على الساحة. أما المقتدرون، فيسافرون للخارج من أجل العلاج.

 

ورد في تقرير لوسيلة إعلام جزائرية خاصة أن الأطباء ليسوا وحدهم الذين يريدون الهجرة، فالطيارون ومهندسو الكمبيوتر والبترول بل والصحفيون يسعون للسفر.

وقال مسؤولون كبار بشركة سوناطراك الوطنية للنفط أن نحو عشرة آلاف مهندس ومتخصص في التنقيب من الشركة غادروها في العشر سنين الأخيرة. وقال مصدر في سوناطراك "إذا لم يحدث شيء لتحسين ظروف العمل والرواتب فسيغادر المزيد والمزيد".

ومعظم ذوي الكفاءات يتجهون للخليج حيث يتقاضون رواتب جيدة.

 

ويتعين على بوتفليقة أن يعلن ما إن كان سيرشح نفسه أم لا في موعد غايته الثالث من مارس، وفقا للدستور.

 

ويقول محللون إن أعلن ترشحه فمن المتوقع أن يفوز رغم اعتلال صحته، لأن المعارضة لا تزال ضعيفة ومتشرذمة، أما كيف يمكن للنخبة الحاكمة أن تتواصل مع جيل الشباب فمسألة مختلفة كلية.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان