رئيس التحرير: عادل صبري 11:26 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

اليوم الأول لانتخابات مصر.. لجان عامرة في الفضائيات خاوية في الشوارع

اليوم الأول لانتخابات مصر.. لجان عامرة في الفضائيات خاوية في الشوارع

أحمد جابر 26 مارس 2018 23:55

لا شيء غير متوقع في انتخابات الرئاسة المصرية، بدت معظم اللجان المصرية في الشوارع خالية من مظاهر الاقتراع الحقيقية، اللهم إلا من ألوان العلم تزين مداخل بعض المدارس، ومجندين من الجيش والشرطة يحرسونها.. لكن القنوات الفضائية عكست صورة أخرى تبعد عن الواقع الفعلي، حيث ازدحمت بصور صبية وفتيات يتقافزون حول الكاميرا للفوز بالظهور تليفزيونيا، وبطوابير أمام تلك اللجان القليلة التي تشهد حضورا بالنسبة لبقية لجان الاقتراع.

 

«حضور ضعيف يغلب عليه كبار السن والسيدات»، «حشد في بعض القطاعات الرسمية والمسؤولين والعمال»، «إثبات تواجد لبعض القوى الدينية كمشايخ الأزهر والكنيسة وحزب النور»، «الحشد بالميكروباصات وسيارات الأجرة المغلوبة على أمرها»، وقبل ذلك كله.. المشهد الأبرز الذي صار لصيق أي انتخابات: «الرقص على أصوات الأغاني المنبعثة عبر مكبرات الصوت».

 

 

لم يكن أحد قبيل بدء الاقتراع الذي انطلق صباح اليوم الثلاثاء يتوقع غير ذلك، توقعات اتسمت بثقة بالغة قتلت بقية الترقب والفضول للاطلاع على حقيقة ما يجري، حتى إنه بسبب إجازات الطلاب في معظم المدارس، شهدت الشوارع سيولة مرورية في أوقات دخول وخروج طلاب المدارس مقارنة ببقية الأيام.

 

ورغم حرص الفضائيات على إظهار تجمعات انتخابية صبيحة اليوم، فقد تناقصت الأعداد مع انتصافه، واستمرت المعدلات في الهبوط مع اقتراب آخره، وتبخرت الآمال والوعود الرسمية بزيادة العدد مع حلول موعد انصراف الموظفين من أعمالهم، وبدا أن انصراف الموظفين من الشركات والمصالح الحكومية كان إلى أي مكان إلا لجان الاقتراع.

 

 

غرفة عمليات مجلس الوزراء والجهات المعنية بمراقبة عملية الانتخابات لم تحمل تقاريرها أيضا شيئا غير متوقع: «لا مشاكل في لجان الانتخابات»، «لا معوقات أمام عملية التصويت»، «لا شكاوى من الإعلام الأجنبي»، «لا ...»، «لا ...»، وهو ما دفع مغردا للتعليق ساخر: «سقط سهوا: ولا ناخبين في لجان الاقتراع».

 

الصحف الأجنبية لم تتوقع شيئا، وقللت أيضا من أن يكون هناك شيء غير متوقع من ذلك الذي تتسم به أي انتخابات طبيعية، مثل «المنافسة الحقيقية بين المرشحين»، أو «نسب الحضور المرتفعة»، أو «الإقبال الشبابي على الانتخابات».. على النقيض تماما؛ تحدثت الصحف عن «انتخابات محسومة سلفا»، و«حضور لكبار السن وغياب شبابي»، و«حضور أمني وغياب شعبي»، وأنها ليست انتخابات وإنما استفتاء.. (لوفيجارو وجارديان وفرانس 24 وسي إن إن وتليجراف).

 

عناوين مواقع الأخبار والصحف المصرية هي الأخرى لم تحمل جديدا: «الملايين في اللجان والأفراح في كل مكان.. الملايين يدلون بأصواتهم.. إقبال تاريخي.. ومنقطع النظير.. وغير مسبوق.. والشعب يجدد ثقته في ثورة 30 يونيو».

 

ربما لم يكن في الانتخابات المصرية من مفاجأة إلا أن المرشح المنافس لـ«السيسي» ازداد غيابا، ولم يسجل حضوره الباهت إلا مزيدا من الخفوت.. وحتى عندما وصل إلى لجنته الانتخابية في ظهوره الوحيد تقريبا له ولحملته هذا اليوم، استقبله الناخبون بهتافات «بنحبك يا سيسي»، فلم يفلح الاقتراع في أن يجعله يظهر للناخب أو أن يحاول الظهور الفعال الحقيقي في انتخابات من طرف واحد.

وكما هو متوقع أيضا، اخترقت مواقع التواصل الاجتماعي والناشطون الساخرون الحظر المفروض على لجان الاقتراع، وسربوا صورا حقيقية لتلك اللجان التي لا يريد النظام أن تظهر للعامة، وبدت خلالها لجان الاقتراع خاوية إلا من مواطن شارد، أو مجندين يقاسون الملل أمام المدارس.. حتى إن «مصر العربية» رصدت أمام مدرسة شبرا الخيمة الثانوية بنات وكيل النيابة المكلف بالإشراف على الصندوق في تلك اللجنة يقف مع المجندين والضباط أمام بوابة المدرسة بعد عصر اليوم (الساعة 5:20) لعدم وجود حضور انتخابي باللجنة.

 

رئاسيات 2018
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان