رئيس التحرير: عادل صبري 01:27 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

أحلام كرواتيا تصطدم بعقبة مضيفة المونديال في الدور ربع النهائي

أحلام كرواتيا تصطدم بعقبة مضيفة المونديال في الدور ربع النهائي

وكالات 07 يوليو 2018 03:27

 

قدمت كرواتيا وروسيا ما يكفي لتحقيق النجاح وبلوغ دور الستة عشر لكأس العالم لكرة القدم لكنهما بحاجة لتكرار أدائهما القوي والهجومي في دور المجموعات عندما يلتقيان اليوم في ربع النهائي على ملعب سوتشي.


تتطلع كرواتيا إلى بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1998، يوم استهلت مسيرتها للمرة الأولى كدولة مستقلة في مناسبة كروية كبرى، إلا أنها ستكون في مهمة صعبة أمام البلد المضيف. 
وفي بطولة طبعتها المفاجآت، تفادت كرواتيا غير المتوقع. «جيل لوكا مودريتش»، سيكون أمام فرصة مثالية ليعادل على الأقل إنجاز «جيل دافور شوكر» في مونديال فرنسا قبل عقدين، على رغم أن مواجهة المضيف، أحد أبرز مفاجآت مونديال روسيا، قد تكون مغامرة غير محسومة النتائج.


وأظهر لاعبو المدرب زلاتكو داليتش بعد سحقهم الأرجنتين في دور المجموعات بثلاثية نظيفة، أنهم لا يخشون الأسماء الكبيرة. وباستثناء عبورهم الصعب إلى ربع النهائي على حساب الدنمارك (3 - 2 بركلات الترجيح بعد التعادل 1 - 1)، لم يتعرض المنتخب القلق في أي مرحلة في الدور الأول، وتصدر مجموعته الرابعة بالعلامة الكاملة.


وقال مودريتش الذي أضاع ركلة جزاء أمام الدنمارك قبل دقائق من نهاية الشوط الإضافي الثاني، لموقع الاتحاد الدولي (فيفا): «منذ 2008 (كأس أوروبا) لم نتخط المباراة الأولى في الأدوار الإقصائية، وكان من المهم جدا بالنسبة إلينا أن نزيل هذا الحمل عن أكتافنا».

 

وأضاف: «حققنا نتيجة رائعة بعد أعوام من المحاولات، وهذا يعني الكثير بالنسبة إلي. أنا في هذا الفريق منذ العام 2008، واختبرنا الكثير من الهزائم السيئة الحظ منذ ذاك الوقت، لا سيما ضد تركيا (ربع نهائي كأس أوروبا 2008 بركلات الترجيح) والبرتغال (ثمن نهائي كأس أوروبا 2016 بهدف قاتل قبل نهاية الشوط الإضافي الثاني)».


وتابع: «كنا نحتاج إلى بعض الحظ هذه المرة، وأعتقد أننا كنا نستحق ذلك».


أثبت مودريتش، 32 عاما، لاعب ريال مدريد الإسباني وأحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، قوة شخصيته ضد الدنمارك، عندما تقدم في ركلات الترجيح لمواجهة الحارس كاسبر شمايكل الذي تصدى قبل دقائق لضربة الجزاء التي سددها. نجح مودريتش هذه المرة، ومعه أيضا نجح حارس المرمى الكرواتي دانيال سوباشيتش في التصدي لثلاث ركلات دنماركية.


وقال زميله المدافع دوماغوي فيدا: «نحن نلعب بشكل جيد ولدينا لاعبون نستطيع عبرهم الذهاب إلى النهاية السعيدة».


وكان مدافع ليفربول الإنجليزي ديان لوفيرن أكثر وضوحا في إجراء المقارنة بين الجيل الحالي وجيل 1998، بقوله: «نحترم جيل 1998. هو المنتخب الكرواتي الذي حقق أكبر نجاح حتى الآن (في كأس العالم) ورفعوا سقف التحدي عاليا جدا، لدرجة أن أحدا لم يماثله منذ 20 عاما».


وأضاف: «تشكيلتنا الحالية قوية جدا، ولدينا فرصة تخطي ذاك الجيل». مودريتش، وايفان راكيتيتش، وماريو ماندزوكيتش، وايفان بيريشيتش... أسماء يحلم بها أي مدرب، ويبدو أن زلاتكو داليتش يخرج أفضل ما لديهم.


وتولى داليتش، 51 عاماً، مهمة الإشراف على المنتخب في أكتوبر2017 بعد سقوطه على أرضه في فخ التعادل مع فنلندا المغمورة 1 - 1 في تصفيات المونديال. قاده إلى النهائيات من بوابة الملحق الأوروبي أمام اليونان، كما أشرف على التقدم المستمر للمنتخب على رغم أمور غير جيدة حدثت خارج المستطيل الأخضر.


ترافقت تحضيرات كرواتيا مع محاكمة الرئيس السابق لنادي دينامو زغرب زدرافكو ماميتش بتهمة الكسب غير المشروع، وتوجيه الاتهامات إلى مودريتش بإعطاء شهادة كاذبة في القضية. كذلك أبعد مهاجم ميلان الإيطالي نيكولا كالينيتش من صفوف المنتخب المشارك في النهائيات، لسبب معلن هو الإصابة، وسبب مضمر هو رفضه المشاركة كاحتياطي.


فرض داليتش شخصيته في المنتخب، وقوة شخصية التشكيلة ستكون على المحك لدى مواجهة روسيا على أرضها. لم يحظ الكرواتيون بتجارب سعيدة مع المنتخبات المضيفة في البطولات الكبرى: في نصف نهائي 1998، فرطوا بتقدمهم أمام فرنسا ليسقطوا 1 - 2 بهدفين للمدافع ليليان تورام.


وفي مونديال 2014. سقطت كرواتيا مجددا أمام المنتخب المضيف البرازيل، وذلك في الدور الأول الذي لم تتمكن من تخطيه.


بالنسبة لبلد لا يتجاوز عدد سكانه 4.3 مليون نسمة، سيكون إنجازا التفوق على بلد يتخطى عدد سكانه 142 مليون نسمة.


إلا أن روسيا في المونديال الحالي لا تقتصر على الملاعب الجميلة والتنظيم الجيد. البلد الأسوأ تصنيفا بين المنتخبات المشاركة، تمكن من الوصول إلى الدور ثمن النهائي للمرة الأولى منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، وأطاح بأبطال العالم 2010 إسبانيا بركلات الترجيح 4 - 3 (تعادل 1 - 1).

 

اعتمد المنتخب بشكل كبير على مدربه القدير ستانيسلاف تشيرتيشوف الذي صنع مفاجأة ويكتسب شعبية متزايدة في بلاده. وأعرب تشيرتيشوف عن أمله في مواصلة فريقه لمسيرته الناجحة بالبطولة وقال أمس: «أتمنى أن تكون المباريات الأكثر أهمية لا تزال أمامنا».

وأثار المنتخب الروسي دهشة كثيرين ببلوغه دور الثمانية وهو يطمح إلى مزيد من النجاح ومعادلة ما حققه الفريق باسم الاتحاد السوفياتي السابق عندما بلغ المربع الذهبي في نسخة 1966 بإنجلترا.
ولكن تشيرتيشوف يصر على التمسك بالواقع، وقال: «إنني في سن تصعب معه أحلام اليقظة. أحدد أهدافي. لدينا هدف في مباراة كرواتيا. يجب أن نلعب ونحقق نتيجة طيبة».


وأكد المدرب الروسي أن جميع لاعبيه جاهزون للمباراة حيث تعافى النجم الكبير آلان دجاكوييف من الإصابة وعاد للتدريب مع الفريق وقد يكون ضمن التشكيلة الأساسية اليوم.


وفي تصريحات لموقع الفيفا، قال اللاعب الروسي إيليا كوتيبوف: «سر نجاحنا ليس فقط التشكيلة الأساسية، لكن كل من في الفريق، إضافة إلى الفريق التدريبي والجهاز الفني، الكل يجمع في اتجاه الهدف نفسه». وأضاف: «كنا كلا موحدا، لا يهم ما إذا كنا نلعب أم لا، يمكن أن تشعر بالدعم من كل الأطراف في التشكيلة».


وعندما يلتقي المنتخبان الروسي والكرواتي اليوم سيكون حارسا المرمى إيغور أكينفيف ودانيال سوباسيتش في بؤرة الأضواء بعد الدور الذي لعبه كل منهما في وصول فريقه إلى هذه المرحلة من البطولة.


وتصدى أكينفيف لركلتي ترجيح في نهاية المباراة التي تغلب فيها الفريق على نظيره الإسباني بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1 - 1 في الدور الثاني (دور الستة عشر للبطولة). والآن، تشهد حديقة حيوان موسكو نسرا باسم أكينفيف.


وفي المقابل، نجح سوباسيتش في تعويض الخطأ الكبير الذي ارتكبه في الدقيقة الأولى من مباراة المنتخب الكرواتي أمام نظيره الدنماركي في الدور الثاني للمونديال حيث تسبب في هدف التقدم للدنمارك وتصدى لثلاث من ركلات الترجيح التي احتكم إليها الفريقان بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1 - 1 معادلا بهذا الرقم القياسي لعدد التصديات الناجحة لركلات الترجيح في مباراة واحدة بكأس العالم.

 

ويرتدي سوباسيتش اليوم قميصا داخليا يحمل صورة صديقه الراحل هرفوي كوستيتش الذي لقي حتفه في أحداث مأساوية بإحدى المباريات قبل عشر سنوات، وذلك تأكيدا منه على أنه لن ينسى صديقه أبدا. ويصر الحارس الكرواتي على ارتداء القميص رغم تعرض اتحاد بلاده لإنذار من الفيفا بعدم إظهار أي صور أو شعارات على القمصان.
وكانت صداقة وطيدة تربط بي كوستيتش وسوباسيتش خلال تواجدهما في صفوف فريق زادار، لكن الأول توفي في الثالث من أبريل (نيسان) 2008 بعد خمسة أيام من مباراة لفريقه شهدت اصطدام رأسه بجدار إسمنتي بجوار الملعب وذلك خلال صراعه على الكرة مع أحد لاعبي المنافس.

 

وقال سوباسيتش، بعد إظهار القميص الداخلي الذي يحمل صورة كوستيتش على هامش المباراة أمام الدنمارك: «هرفوي سيظل معنا. ليس فقط على القميص وإنما في القلب». وكتب سوباسيتش، على موقع «إنستغرام» للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت: «أفتقدك، أفتقدك في كل شيء حدث وفي كل شيء سيحدث. أفتقدك» وذلك في الذكرى العاشرة لرحيل كوستيتش.

 

ويتساءل البعض عن السبب في وجود هذا الجدار الإسمنتي ملاصقا للملعب لكن أحدا لم توجه إليه اتهامات. وقد يكون كوستيتش وصورته على القميص الداخلي دافعا لسوباسيتش على التقدم بالمنتخب الكرواتي أكثر في المونديال الحالي .

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان