دفع الشاب محمود البنا طالب الثانوية العامة حياته، ثمنا لشهامته، بعد رفضه قيام شاب جامعي يكبره فى السن بالتحرش بإحدى فتيات المنطقة التي تعيش فيها بمدينة تلا التابعة لمحافظة المنوفية، كلمات بسيطة دونها محمود عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعي عاتب فيها محمد راجح، فما كان من راجح إلا أن انتفض غضبا وقام بمساعدة أصدقاء له بتسديد طعنات نافذة لطالب الثانوية العامة وسط ذهول المارة فى الشارع.
جريمة القتل التى شهدتها جريمة تلا كانت شراسة النار التى اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، حيث دشن نشطاء هاشتاج باسم راجح قاتل، وآخر حمل اسم اعدام راجح، وقاموا بنشر مقاطع فيديو رصد لحظة قتل الشاب محمود البنا.
بحسب الفيديو المتداول حاول أحد الشباب في الفيديو منع الجانى من قتل المجنى عليه، إلا أن أحد اصدقاء القاتل منعه من التدخل وجعل القاتل ينفرد بالمجنى عليه وينفذ جريمته.
لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل انطلقت مسيرات غاضبة قادها أصدقاء محمود من أمام منزل والد الضحية شارك فيها عددا كبيرا من أصدقاء القتيل وجيرانه ومتعاطفين مع قضيته، منددين بالحادث الجبان، مطالبين بالقصاص من القتله وتقديمهم للمحاكمة في أسرع وقت، ليكونوا عبره لكل معتدي وبلطجي، حيث جابت المسيرات شوارع مدينة تلا التابعة لمحافظة المنوفية وسط أجواء حزينة من الجميع.
بدأت الواقعة عندما تعرض الشاب الجامعي محمد راجح، لفتاة في إحدى شوارع مركز تلا ومعاكستها ومحاولة ضربها، الأمر الذي دفع محمود البنا للتدخل دفاعا عن الفتاة لتنشب بينهم مشادة كلامية وانصرف بعدها "محمود" لكتب تدوينه على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماي "فيس بوك".
وجه فيه محمود عبر تدوينته انتقادا لاذعا للشباب الذين يتعرضون للفتيات في الشارع، الأمر الذي أغضب محمد راجح الذي حمل في يده "مطواة" واصطحب معه اثنين من اصدقائه وما إن شاهدوا المجنى عليه بعد عودته من"الدرس" في أحد شوارع مركز تلا حتى سدد له المتهم عدة طعنات بالبطن والرقبة والفخذ الأيسر ليسقط قتيلا، وفشلت محاولات انقاذه بسبب شدة النزيف قبل وصوله مستشفى تلا.
وشيع الآلاف من أهالي مدينة تلا جثمان الشاب محمود البنا وسط حالة من الحزن، وأكد الأهالي أن طالب الثانوية العامة معروف بينهم بحسن الخلق والسمعة الطيبة.
لم يدم هروب المتهمين كثيرا حتى تمكن رجال الشرطة من القبض عليهم، فما إن تلقي اللواء محمد ناجي، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن المنوفية، إخطارًا من اللواء محمد عمارة، مدير المباحث الجنائية بالمنوفية، يفيد استقبال مستشفى تلا المركزي طالب الثانوية، جثة هامدة إثر طعنات نافذة بالبطن، إلا كثفت رجال المباحث وتمكنت بعد ساعات قليلة من ضبط محمد أشرف راجح المتهم الرئيسى ومساعديه كلا من إسلام عواد 17 عاما، مصطفى محمد 17 عاما
وبمواجهته المتهمين إعترفوا بقيام محمد أشرف راجح بقتل المجنى عليه بسبب خلافات على مغازلة فتاة، وأحيلت القضية إلى النيابة التى أمرت بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات.
بدوره روي محمد البنا والد الضحية ، تفاصيل ما حدث قائلا: "ابني كتب على الفيس بوك التحرش ببنت ومعاكستها مش رجولة، ومكتبش اسم حد فيهم واحد منهم خد الكلام على نفسه وقاله لو راجل إنزلي"، وبحسب رواية الأب تربص الشباب بمحمود فى اليوم التالي وما إن شاهدوه إلا واشتبكوا معه وانهالوا عليه ضربا وطعنا في البطن.
وأشار الأب، فى تصريح له إلى أن شباب تلا بالمنوفية خرجوا في مسيرة منددة بما حدث عقب صلاة الجمعة، للتضامن مع ابنه ضحية الشهامة، مضيفا :"ابني معروف بأخلاقه واحترامه، والشباب اللي قتلوه معروفين بمشاكلهم في المنطقة".
وبدوره حرص محافظ المنوفية اللواء سعيد عباس، على زيارة منزل محمود البنا اليوم الجمعة، لتقديم واجب العزاء لأسرته، وقال محافظ المنوفية لوالدة "البنا"، إن مصر دولة قانون ومؤسسات، ولا يمكن أن يفلت الجاني من العقوبة، مضيفًا: "لو أفلت الجاني من العقوبة هأروح أقعد في بيتنا أفضل".
وشدد محافظ المنوفية، فى تصريح له، على قوات الأمن بالتعامل بحذر مع الواقعة، واحتواء زملاء المجني عليه والتعامل مع القضية بهدوء، مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة طبقًا للقانون.