رئيس التحرير: عادل صبري 01:49 صباحاً | الأربعاء 02 يوليو 2025 م | 06 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

مائة يوم " وتجديد " على غياب صحفي المهنية والمعلومة

مائة يوم  وتجديد  على غياب صحفي المهنية والمعلومة

ساحة الحرية

سامح اسماعيل

مائة يوم " وتجديد " على غياب صحفي المهنية والمعلومة

بقلم: سامح اسماعيل 11 مارس 2016 18:10

السبت الثاني عشر من مارس "آذار" فى العام السادس عشر من الألفية الثانية يوافق التجديد الثامن ويزامن  المائة وخمسه عشر نهاراً على اعتقال الصحفي صاحب المهنية والتفرد فى تفصيل المعلومة وتخريجها من أحشاء الحوت بدون أن يمسها ضُر ولا يشعر الحوت بحرج ، هكذا كان يفعل اسماعيل الاسكندراني فى كل تحقيق أخرجه أو مقال كتبه .

 

كان يبحر فى صمت رهيب حتى دون أن تشعر به الأمواج أو تخشى منه الصخور وكأن لسان حاله يقول لهم: أنا جاى طالب علم فاسُكنوا، فيسكنوا ، فهو الصحفى الذى يتكلم دوماً عما لم يجد أحداً يتكلم عنه ، فترونه يسرد ويحكى وينقل اوجاع أهل النوبة مرة وترونه يتكلم عن أهل سيناء مرات و عن أهل الإعتقاد المخالف للسلام الإنسانى مرات ومرات فهو المدافع ايضاً عن أهل الاعتقاد أمازيغ كانوا أو بهائين أو شيعة غير مغالين ، كان مدافعاً عن الأقليات فى العموم.


كان صوتهم الذي يحنوا اليهم سماعه مدافعاً عنهم ، ففى كل مرة يكون الإبهام والغموض سيد الموقف وملكه ، فتتجه أنظارنا نحو إسماعيل الاسكندراني لنري ما عنده وماذا سيقول وكيف سيحلل وما لديه من معلومات قد تربط الأشياء ببعضها لكى تتكون الرؤية ويعرف الناس ماذا يحدث فى بلد أصبحت علامات الاستفهام والتعجب هم أسياد الموقف فى الكثير والكثير من الاحداث.

 

اسماعيل الاسكندراني من الصحفيين الذى اختار التفصيل والمهنية ودقة المعلومة وسردها بكل ما تحويها من حقائق وإن كانت مزعجة ، فالمهنية من تحركه وضميره من يدعمه ، كون إسماعيل كادره الصحفى بعيد عن أنماط الصحافة المعروفة فكانت صحافته مختلفة الشئ ملمة بكل الشئ، ، فعاداه النظام، فالحقيقه العتمة والواقع البائس وفقاً للنظام العسكرى فى مصر أن اسماعيل الاسكندرانى يملك جميع المقومات التى تجعل النظام فى مصر يعاديه فى الداخل والخارج، ولما لا، وإسماعيل الاسكندرانى هو الصحفى الأشمل فى مصر الذى يسرد حقيقة ما يحدث فى سيناء فهو الصحفى الذى يتكلم وينقل آهات أهل النوبة وضجر أنفاسهم لما يلقوه من النظام فى مصر .


اسماعيل الاسكندرانى كان ودوماً من الداعمين للاقباط  فى مصر والدفاع عن حقوقهم ولن ننسى موقفه بعد احداث نجع حمادى فى 2011ـــ فلماذا لم يعاديه النظام فى مصر وهو احد أعمدة مدرسة الاستقصاء الصحفى ولن أبالغ أن قلت أنه أحد مؤسسي تلك المدرسة ، فأهل تلك المدرسة أذا كتبوا تحروا وأذا حققوا أظهروا ما خفى وما بطن وأذا استكتبوا سردوا وللمعلومة أوضحوا وأوصلوا ، فكل هذه المقومات تجعل النظام العسكرى فى مصر يعادى اسماعيل الإسكندراني وأهل مدرسته الصحفية التى ينتمى اليها ، فالنظام الذى يحتض انصار عبد السيناوى وطارق الخولى وممتاز القط من الطبيعى جداً ان يعلن عداءة ويصوب كرهه تجاه اسماعيل واقرانه .

 

فالنظام فى مصر هو عدو الحقيقه وعدو المعلومة الرقمية وعدو صريح للمستقصى الحقيقى للحدث ، فقد عادا النظام فى مصر إسماعيل الاسكندراني لكونه المرجع الذى يفضح غطرسته وغباءه وعدمية آدائه فى التعامل مع الأشياء والأحداث ولا سيما الأحداث التي تعمدوا إخفاء حقيقتها، بل أن النظام قد عادا اسماعيل واعتبره الخطر الداهم عليه لكونه الصحفى الذى لا يسرد ويكتب ويحقق فحسب وإنما إيضاَ يطرح الحلول فى كثير من الأزمات تخريجاً لما رأه وعاشه واستقصى عنه لا سيما تعديات الجهادين على الجيش المصرى فى سيناء.

 

فكل هذه الأشياء التي ذكرت بعضها كانت وستظل النهج الصحفي الذى أنتهجه إسماعيل الاسكندراني لذلك اعتقله النظام وأكرر وسامحونى وإن كنت مملاً، فالصحفى الذى يتسقصى ويحقق ويُكمل المعلومة ويخرجها بل ويطرح حلول للأزمات يعتبره النظام فى مصر العدو الأول له ويصنفه كأخطر عدو على إمبراطوريه التضليل والزيف باسم الوطنية البلهاء التى يدسوها فى عقول الناس ليلا ونهاراً، فالنظام يعتبر الصحافه جريمة والتدوين خطية والارقام لعنة والتحقيق فجور وكل هؤلاء جرائم يستحقون اصحابها التوطين فى المعتقلات ، فهم يريدوها عتمة تنيرها مصابيحهم القزمة فقط .

 

لن أطيل أكثر من هذا فمثل هذا السرد لن يعجب إسماعيل الاسكندراني وفقاً لما أعرفه عنه ولن أعطيه حقه وأن كتبت ما فعله إسماعيل فى السنوات الأربع الفائتة "فقط" فسيكون المقال أكتر من ألف كلمه وكلمة لكنى أكتب اليوم عن الأستاذ الذى لم أعرفه عن قرب ولم نتحدث يوماً سوياً ولم نلتقى منفردين يوماً ما، أكتب اليوم بمناسبة مرور المائة يوم وخمسة عشر نهاراً علي اعتقاله وعلي إعلان الدولة معاداتها العلنية والصريحة للكاتب والصحفى إسماعيل الاسكندراني، بل والصحافة الحرة بشكل عام.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان