غداً تنظر النيابة تجديد حبس الصحفي و الباحث الأكاديمي إسماعيل الإسكندراني هذا الوطني المخلص الذي قدم العديد من الخدمات التي لم يعلن عنها أبداً و لم يتباهى بدوره في التدخل لحل العديد من الأزمات الكبيرة و التي يعلم بها النظام قبل غيره و لم يدفع إسماعيل لفعل ذلك إلا حبه و إخلاصه لبلده و استعداده لتقديم كل ما يملك من أجلها ..
هذه هي الحقيقة التي نعلمها و الذي لا نعلمه لماذا ينكل هذا النظام بأنقى و أشرف أبناء الوطن
بهذه الطريقة؟ .. لماذا يحبس إسماعيل الإسكندراني الذي ذهب إلى مصر و هو يعلم بما يتهدده من ظلم و لكنه ذهب ليرى والدته المريضة و لكن كان للنظام رأى آخر و هو حبس اسماعيل بحجة إتهامات مختلقة و ملفقة جملة و تفصيلاً و يعلم ذلك الجميع ..
هل يعتقد من يسجن إسماعيل أن السجن سيجعله يغير فكره أو أسلوبه في العمل الأكاديمي أو الصحفي و عرضه فقط لما يراه على أرض الواقع و طرحه و نشره للحقائق المجردة .. يقيناً لن يتغير إسماعيل الإسكندراني بل سيزداد تصميماً على المضى قدماً في طريق الباحث المتجرد و الصحفي النقي الذي حرص عليه و سيواصله مهما لاقى من عقبات أو صعاب و من يتصور أن الحبس و التنكيل سيغير فكرة أو يجعل المسجون يتزحزح قيد أنملة عن مبادئه فهو واهم و حالم .. فلن يتغير حلم إسماعيل و أمثاله الكثيرين بإقامة وطن حُر يتمتع فيه الجميع بكافة الحقوق و يلتزموا بكافة الواجبات .. وطن بلا تعذيب .. وطن بلا إقصاء .. وطن بلا معتقلين .. وطن لا يسجن الفكر .. و طن لا يحاكم الخيال .. وطن بحق يحيا فيه الجميع في ظل العدل الذي هو أساس الملك و الذي لن تحيا مصر بدونه .
و أخيراً .. و اذا كان حلم اسماعيل و جيله بوطن حُر لن يتغير .. فيقيناً سيتغير الحكم في مصر و نظامه و بسبب ممارساته القمعية و تصرفاته و صرعات الأجنحة داخله هي التي ستسقط الحكم و سيلاحق العار قضاؤه و سيدخل المناضلين ضده من إسماعيل و أمثاله صفحات التاريخ المجيد للنضال من أجل حرية الوطن فى زمن دولة الظلم التى ستسقط لا محالة مهما طال زمنها القصير فدولة الظلم ساعة و دولة الحق الى قيام الساعة .
"الحكم القائم على الظلم لا يدوم"
"عبد الرحمن الكواكبى"
*كاتب المقال .. مدير مكتب "مصر العربية" بنيويورك