رئيس التحرير: عادل صبري 11:24 مساءً | الاثنين 30 يونيو 2025 م | 04 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

راجي شريف يكتب: شباب ثائر

راجي شريف يكتب: شباب ثائر

ساحة الحرية

راجي شريف

راجي شريف يكتب: شباب ثائر

09 يناير 2016 17:27

يزداد الصخب الإعلامى دائمًا مع اقتراب ذكرى الخامس والعشرين من يناير، وينشط الإعلام الحكومي والخاص في تشويه ذكرى هذه الثورة الفريدة والرائدة في أدواتها ونتائجها.


ورغم مرور 5 سنوات فقط على حدوثها، فهي تحتل مكانة بارزة في تاريخ مصر الحديث، المشهد حاليًا بعد مرور خمسة أعوام على يناير يتخلله نظام حكم سلطوي بقيادة المؤسسة العسكرية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية المختلفة الموروثة من نظام الرئيس السابق مبارك.

نظام متكامل في سلطويته ومضاد في جوهره ورموزه وإعلامه لكل ما تمثله ثورة يناير، اختلفت الألقاب لوصف الثورة من كارهيها: نكسة يناير، خمسة وعشرين خساير بالإضافة إلى كونها مؤامرة كونية فضائية لإسقاط الدولة عن طريق الطابور الخامس وحروب الجيل الرابع لكنها لا تزال ملقبة بالثورة المجيدة في صدر الدستور الرسمي المصري وفي وجدان الملايين من المصريين الذين شاركوا فيها وهتفوا من حناجرهم وقلوبهم مطالبين بالعدل والحرية والكرامة حالمين بدولة حديثة وديمقراطية.

 

يناير الآن مغدورة ومجروحة لكنها لم تمت، فذكراها تطل بأشباحها في وجه كل ظالم وفاسد، فلا تزال ذكرى انتفاضة الشعب ضد حكامه في يناير شوكة في حلق كل من يعاديها، ويخطئ من يظن إنه يستطيع أن يحتوي ذكراها إلى الأبد عن طريق تشويه رموزها وأهدافها. فالشعوب تحتفل دائمًا بذكرى ثوراتها عندما يكون نظام حكمها مستمدًا لشرعيته من مبادئها وأهدافها، ولكن مع اقتراب الذكرى الخامسة من يناير، ومع وجود الأغلبية العظمى من رموز الثورة وشبابها الذي تغنى بهم وبشجاعتهم كل من تعاقب على حكم مصر في السنوات الخمس الأخيرة في السجون والمعتقلات بتهم ملفقة ومضحكة، تحول الاحتفال إلى التحذير من النزول جرعة يومية فى إعلام وقنوات النظام.
 

أحد هؤلاء الشباب المعتقلين حاليًا، صحفي وباحث مستقل اسمه إسماعيل الإسكندراني.. لم يكن إسماعيل من مشاهير الثورة لكنه كان في صدارتها وفي شوارعها ومعاركها.. أتابع كتابات إسماعيل ومقالاته وتحقيقاته الصحفية الاستقصائية منذ سنوات. كتاباته وتحقيقاته دائمًا جريئة ومختلفة ومحترفة.

سلسلة مقالاته عن سيناء وأهلها وعن مشاكل أهل النوبة وعن الكثير من الأقليات المصرية المهمشة جغرافيًا ودينيًا وعرقيًا وطائفيًا تحكي الكثير عنه هو شخصيًا. عن شجاعته وذكائه وعن عدم خوفه من الخوض في مواضيع شائكة يخاف الكثير من الخوض فيها.

تحقيقات إسماعيل عن الفساد في مخالفات البناء في الإسكندرية وعن تآمر الأجهزة الأمنية في مذبحة ستاد بورسعيد بالإضافة إلى سفره إلى الأحداث ليرى ويسمع بنفسه، أعطى لقراءه نافذة عن حقائق كثيرة غائبة عن الإعلام الرسمي والخاص.

إسماعيل شاب مكافح، غني النفس، منفتح على الآخرين، يحترم عمله ويتفانى فيه. إسماعيل باحث مستقل وصحفي استقصائى ومفكر استثنائي حاصل على جوائز صحفية دولية ويتم دعوته ليحاضر في مراكز أبحاث مستقلة في ألمانيا والولايات المتحدة.

اعتقال إسماعيل الإسكندراني في نهاية شهر نوفمبر الماضي على خلفية تهم مضحكة مثل انضمامه لجماعة محظورة ونشر أخبار كاذبة ما هو إلا استمرار من النظام الحالي في معاداة شبابه وتعميق الهوة بينه وبين كل ما تمثله ثورة يناير. إسماعيل سيخرج من سجنه أقوى من سجانيه. إسماعيل فكرة وقيمة وليس مجرد متهم.


أفتقدك يا صديقى وأعلم أنك ستخرج من هذه المحنة آجلًا أم عاجلًا وكم أنتظر كتاباتك عن هذه التجربة المريرة.. إلى اللقاء يا صديقي لنحتفل سويًا بذكرى ثورة ستنتصر يومًا مهما طالت كبوتها.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان