طارق عبد الجابر إعلامي تميز بالمهارة منذ عملة بالتليفزيون المصري، لاحقته الاتهامات وبعض الشبهات لكن اتفق الجميع على مهنيته كمراسل له طابع خاص، حقق شهرةً واسعةً، عمل بعد ذلك في العديد من الفضائيات، تميز بالذكاء الشديد بجانب المهارة، أمّن نفسه بالحصول على الجنسية اليونانية.
يسير دائمًا مع الموجة التي تحقق مصالحة، التحق بركاب الإخوان، رغم عدم عضويته بحزب الحرية والعدالة، وتأكيده الدائم بأنه ينتمى للتيار الليبرالي، خانه ذكاؤه لأول مرة، مع ثورة ٣٠ يونيو، اعتبرها انقلاب، وكان من نجوم وقفات رابعة،
مع نجاح الثورة الشعبية ولفظ تيار الإسلام السياسي، رحل من مصر، وراء أكل العيش والسبوبة، كما فعل الكثيرون مثله، ملتحقًا بقنوات تنتمى للإخوان المسلمين، مهاجما.٣٠ يونيو. والقوات المسلحة والرئيس السيسي، معتبرًا إياها بأنها انقلاب على الشرعية، وعودة لحكم العسكر.
متوهمًا مثل المغيبين، بأن العالم الغربي لن يصمت على مصالحة في استمرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، متجاهلاً الإرادة الشعبية للشعب المصري التي خضع لها الجميع بعد ذلك.
انخفض سيل الدولارات، فلم يجد أمامه سوى الرحيل من تركيا وترك قناة الشرق، بعد إصابته بمرض السرطان (شفاه الله)
مع دعوات المصالحة الوطنية، عاد له زكاؤه مرة أخرى، مستغلا علاقاته الإعلامية بكبار الاعلاميين، مبديًا ندمه وطلبه للعودة إلى حضن الوطن ليموت بوطنه كأي مصري عاشقًا لتراب الوطن.
مفجرًا بذرة الخلاف بين الجميع؛ إعلام يؤيد العودة ويروج لها، وأصوات شعبية تقودها رموز معروفة تهاجم بقوة ذلك الاتجاه مثل عضو البرلمان مصطفى بكرى والكاتب الكبير وحيد حامد.
الرافضون من وجهة نظرهم لا للتصالح، كافة التجارب السابقة لفتح صفحة جديدة مع الإخوان، اثبتت فشلها بل أعادتهم إلى الحياة السياسية مرة أخرى، مثلما حدث في عهد الرئيسين أنور السادات وحسنى مبارك، فلا انتماء حقيقي لهؤلاء إلا للجماعة، والمتعاطفون مجرد أفاقين، يعلمون من أين تأكل الكتف، وعودة طارق ستعيد العديد من تلك النوعية.
وما أثارهم أكثر الاحتفاء الإعلامي بتلك العودة، مما أثار غضب العديد من الرموز السياسية بل القوى الشعبية..
المؤيدون يرون أن تلك خطوة هامة، طالما عاد هؤلاء لصوابهم، ومن حقهم اختيار أي موقف سياسي داخل وطنهم، وتلك بداية لمصالحة وطنية لتخفيف الضغط الخارجي على مصر، طالما من يريد العودة لم تتلوث يداه بالدم أو يدعو للعنف بخلاف أن ذلك يظهر تسامح النظام الحالي، وحكمته في إعادة أبناء الوطن للوحدة الوطنية والسياسية، ويبرز انهيار الإخوان المسلمين خارجيًا وهروب أتباعه وأنصاره، بعد شعورهم باليأس في تحقيق أي خطوة إيجابية.
الإعلام كالعادة انقسم بين مؤيد ومعارض لتلك اللقطة، البعض احتفى بطارق، ومن وجهة نظره أن ذلك احتفاء بالنظام وتسامحه، والبعض الآخر هاجم بضراوة شديدة في تقاريره الخارجية..
طارق لعبها بذكاء شديد كعادته، رسائل إنسانية لمغازلة النظام، رجل مريض يتمنى الموت على تراب وطنة، مخاطبًا إعلاميين مقربين من النظام، مبديًا الندم، في لقطات ذكية عند العودة بالسجود وتقبيل أرض المطار في لقطة حرص على تسجيلها، وإرسالها لأحد البرامج سابقها تصوير فيديو لتحركه من مطار أثينا، وحرصه على العودة على مصر للطيران كشركة تحمل اسم مصر..
محاميه أكمل اللقطة بدعوة القنوات الفضائية والإعلام لاستقباله بالمطار لعقد مؤتمر صحفي، تحدث فيه بذكاء معلنا ندمه على وقفات رابعة وتأييده للنظام الحالي واعترافه بثورة ٣٠ يونيو، بجانب تأكيده لرجال الإعلام بأنّ الاتحاد الاوروبي. يتابع عودته وكذلك منظمات حقوق الإنسان، وأنه كلف محاميه بمقاضاة كل من سبّه واتهمه بالخيانة، وعودته لا علاقة لها بمرضه لأنه خلال أيام سيتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال العلاج على نفقة التأمين الصحي اليوناني لأنه يحمل الجنسية اليونانية، وبالتالي لا يحتاج أي شيء من مصر سوى العودة.
وسيبقى التساؤل عودة عبد الجابر بداية للمصالحة الوطنية أم زيادة لموجة الغضب الشعبي في كلا الاتجاهين..
النظام الحالي حقق مكسبا كبيرا بتلك الخطوة أمام العالم كمثال للتسامح والاحترام للرأي الآخر داخل الوطن.