لشهر رمضان خصوصية غذائية لا يمكن إنكارها، وهي تظهر جلية في مصر و الشام والخليج بشكل عام، حتى قد تصل إلى حد الإفراط في الطعام، الأمر الذي يتطلب من الصائم اتباع وقاية ذاتية.
وفي هذا الإطار، شددت وفاء خشيش، أخصائية التغذية، على أهمية الإكثار من المياه وتعديل السكر عبر حبات التمر لفائدة جسد الصائم.
"صوموا تصحوا" هذه العبارة رددتها خشيش أكثر من مرة للتشديد على أن شهر رمضان بمثابة هدية من رب العالمين للتخلص من جميع السموم التي يكتسبها الانسان في الـ 11 شهراً الأخرى من السنة، وقالت: "من قواعد شهر رمضان المبارك تنظيف الجسم، ولعله من أهم شهور السنة إذ أنه فرصة لا يمكن تعويضها لإجراء برنامج غذائي متوازن و صحي وللتخلص من جميع الرواسب والسموم التي نبتلعها باقي شهور السنة وهذا ما أكدته دراسات أجنبية حديثة توصلت إلى أن التخلص من سموم الجسم وتنظيفه يتطلب التخفيف من الطعام في فترة تتراوح ما بين 3 و 4 أسابيع".
أما ما يتبعه الناس خلال الشهر الفضيل، بحسب خشيش، فهو جريمة بحق الصحة، إذ عوضاً عن تخفيف الطعام يلجأ أكثر الصائمين إلى الإكثار منه بحجة الحرمان عن الغذاء لـ 16 ساعة (ساعات الصوم) فيفرطون بتناول الحلويات و المأكولات الدسمة وتلك المقلية بالزيت.
وتابعت قائلة: "من الوجبات المألوفة خلال هذا الشهر والتي تتواجد على أكثر الموائد هي السمبوسك (وجبة لبنانية مؤلفة من العجين واللحم المفروم) والتي تعتبر من الأكلات الضارة لأنها مكونة من المعجنات إضافة إلى أنها مقلية".
ولفتت إلى "إمكانية تحضيرها بطريقة مشوية للتخفيف من أضرارها ولا مانع من تناولها مرتين أسبوعياً، ولكن ليس يومياً، كذلك يجب التنبه من المأكولات المقلية الأخرى لما لها من انعكاسات سلبية على صحة الإنسان وتؤدي إلى أمراض نحن بغنى عنها".
وشددت أخصائية التغذية على أهمية صحن السلطة (سلطة الخضروات) وبشكل يومي خلال الشهر الكريم، لافتة إلى ضرورة الإكثار من تناول الخضروات والفاكهة.
أما المشروبات كالعصائر الطازجة والمياه فهي مهمة جداً و لكن يجب تناولها قبل نصف ساعة من تناول وجبة الإفطار، بحسب خشيش، أو بعد الإفطار بحوالي الساعة لعدم الإحساس بالتخمة، مشيرة إلى وجوب الابتعاد عن المشروبات الملونة التي بداخلها صبغات ضارة والتي تعتبر بمثابة سموم ندخلها إلى أجسامنا.
أما عن الطريقة الأنجح للإفطار الصحي، تقول خشيش: "يجب البدء بشرب الماء الفاتر قبل كل شيء لغسل الأعضاء التي سيدخلها الطعام وبعدها تناول حبات التمر لتعديل نسبة السكر في الجسم، ومن ثم يمكن البدء بالطعام كالحساء والسلطات وبعدها الطبق الأساسي".
ومن العادات الخاطئة التي يتبعها الصائم عادة، بحسب أخصائية التغذية، تناول الحلويات إذ أنها من أضر ما يمكن تناوله خلال الشهر الكريم لاحتوائها على الزيت والسكر بطريقة مفرطة والتي تنعكس مباشرة وبشكل سيئ على صحة الانسان خاصة على الذين لديهم أمراض مزمنة كالسكري والضغط والكوليسترول.
أما عن وجبة السحور فتعتبر، برأي خشيش، مهمة كأهمية وجبة الإفطار، ولكن العادات التي تواكب هذه الوجبة ضارة، باعتبار أنّه على الأشخاص شرب ما يكفي من المياه خلال هذه الفترة، خاصة أولئك الذين يبذلون جهداً خلال النهار، ليتمكنوا من متابعة نهارهم دون التعرض لوعكات صحية.
وأوضحت خشيش أن عادة أكل المعجنات خلال السحور تعتبر ضارة، فمن الوجبات الجيدة ذكرت الفول أو الحمص أو الخبز الأسمر وبداخله اللبنة أو الجبن، إلى جانب الفواكه المجففة وحذرت من النوم مباشرة بعد السحور إذ أنه من المفضل الانتظار حتى الآذان وإقامة الصلاة وقراءة القرآن وبعدها يمكن العودة إلى النوم، فبهذا يكون الطعام قد هضم.
وشددت أخصائية التغذية على أهمية تعديل نسبة السكر بالجسم من خلال أكل التمر أو الفواكة المجففة والطبيعية فهي خير ما يمكن تناوله خلال هذا الشهر والابتعاد عن السكريات الاصطناعية.
وعن المائدة اللبنانية فاعتبرت خشيش أنها تتوجه نحو المائدة الدسمة بعدما كانت معتدلة، وذلك بسبب العادات الغذائية الخاطئة المنتشرة والمطاعم، حيث أن السفرة اللبنانية، كما قالت، كانت بالسابق مشهورة بأشهى الأطباق المليئة بالألياف والبروتينات والسلطات على رأسها التبولة أما اليوم فهذه الأغذية لم تعد ترضي الأجيال الجديدة التي يغويها البرغر والبيتزا.