رئيس التحرير: عادل صبري 12:02 مساءً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

فقهاء تعليقا على فتوى صيام الرقص والغناء: ناقصة

فقهاء تعليقا على فتوى صيام الرقص والغناء: ناقصة

فقه رمضان

دار الإفتاء المصرية

فقهاء تعليقا على فتوى صيام الرقص والغناء: ناقصة

زياد فرحات 15 يوليو 2014 13:31

حالة من الجدل صاحبت فتوى لدار الإفتاء المصرية والتي قالت فيها إن العاصي في رمضان مادام قد استوفى أركان الصيام فقط أسقط عن نفسه الفريضة، بمعنى أنه لا يحتاج للقضاء، لكن لا ثواب له بقدر ما ارتكب من معاصٍ.

الفتوى التي جاءت ردا على سؤال حول حكم قبول صيام من يحيي ليالي رمضان بالغناء والرقص، أيدها بعض العلماء، مؤكدين أنها كافية لبيان خطأ هؤلاء الذين يصومون نهارًا ويرقصون ليلًا، في حين قال آخرون إن الفتوى كان يلزمها بيان وإيضاح وتشعيب للسؤال بما يناسب الحالة المجتمعية المصرية.

وكان سؤال قد وجه لدار الإفتاء نصه «يحيي البعض ليالي رمضان بحفلات الغناء والرقص.. فهل يقبل لهؤلاء صوم؟»، وجاء رد الدار عبر صفحتها على «فيس بوك»، قائلة إنه «يلزم الإنسان المسلم أن يتحلى بالفضائل ويتخلى عن الرذائل عمومًا، وفي رمضان خصوصًا، فلا يرتكب فيه ما يغضب الله عز وجل لأنه لو علم الإنسان ما في صيام وقيام رمضان من الثواب ونـزول الرحمات لرجع إلى الله تائبا وعلى ما فرط نادما، فالعاقل من خالف نفسه وهواه وتاب إلى مولاه وأقبل في رمضان على طاعة الله بكثرة العبادات والبعد عن الشبهات، لذا وجب على الإنسان المسلم أن يحيي ليل رمضان بقراءة القرآن والذكر والاستغفار والقراءة النافعة وكل الأعمال التي تزيد من الحسنات في هذا الشهر الكريم المبارك».

وأضافت الدار: «أما بالنسبة لقبول الصيام لمن يرتكب بعض اللهو فالصيام لله وهو يجازي به، ففرق بين سقوط المطالبة وبين الثواب، فالعاصي في رمضان مادام قد استوفى أركان الصيام فقط أسقط عن نفسه الفريضة، بمعنى أنه لا يحتاج للقضاء، لكن لا ثواب له بقدر ما ارتكب من معاصٍ.. والله سبحانه وتعالى أعلم».

الأمية الدينية

وفي تعليقه على الفتوى قال الدكتور حامد أبو طالب لـ " مصر العربية " من المؤسف أن شياطين الإنس نجحوا في السيطرة على قطاع عريض ممن يعانون الأمية الدينية وأغرقوهم في مشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج الرمضانية التي أقل ما يقال عنها أنها مضيعة للوقت في المعاصي في هذه الأيام والليالي المباركة التي تضاعف فيها الحسنات مع العلم أن الله سيحاسبنا عن أعمارنا وماذا فعلنا فيها لقول رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: " لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ "

وقال أبو طالب: لابد وأن يقوم علماء الدين في الأزهر ودار الإفتاء والأوقاف بمضاعفة الجهد بنشر الوعي الديني لانتشال هؤلاء الذين حولوا رمضان إلي اللهو والمعاصي ليلا بدلا من قيامه، وفي نفس الوقت ينامون النهار بحجة أنهم صائمون ، ولا علاقة لديهم بين ليل رمضان ونهاره، مع أن رب ليل رمضان هو رب نهاره، والواجب على الصائمين نهارا أن يتقوا الله سبحانه فيما يأتون ويذرون في جميع الأوقات وأن يحذروا ما حرم الله عليهم من سلوكيات وأخلاق ومشاهدة ما حرم الله من الأغاني والأفلام والمسلسلات وآلات اللهو والدعوات المضللة التي تفصل بين ليل رمضان ونهاره.

تحذير

من جانبه حذر الدكتور صابر طه، عميد كلية الدعوة الإسلامية– جامعة الأزهر، الصائمين من الإغراق في المعاصي في ليل رمضان بحجة أنه لا تأثير لما يرتكبونه ليلاً على ثواب صيامهم مما يؤدي بهم إلى ترك الواجبات الشرعية والبعد عن الطاعات والاستهانة بالذنوب والوقوع في كثير من المحرمات.

ولفت عميد كلية الدعوة إلى وجوب أن يحذر هؤلاء الذين يقضون ليل رمضان في مبارزة الله بالمعاصي أن يكونوا ممن قال الله سبحانه وتعالي فيهم :" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" ، والأفضل لهم الإقلاع عن المعاصي والمسارعة بالتوبة الي الله وان يكون ليلهم ونهارهم في طاعة الله حتى يكونوا من عباد الرحمن قال الله فيهم :" وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً"  والزور يشمل جميع أنواع المنكر. ومعنى لا يشهدون: لا يحضرون، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:" ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف"

 غير أسوياء نفسيا

في سياق آخر قال الدكتور سيد صبحي ، أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس: إن من يقضون ليل رمضان في اللهو والمعاصي بحجة أنه لا علاقة له بنهار رمضان الذي يصومون فيه لديهم "انفصام في الشخصية" لأننا نطلب ثواب الله ورضاه ليلا ونهارا ولهذا يجب على كل مسلم سواء كان صائماً نهارا أو مفطرا ليلا أن يحذر وسائل المعاصي واللهو ومشاهدة أو فعل المنكرات لما في ذلك من التسبب في قسوة القلوب ومرض النفوس واستخفافها بشرع الله والتثاقل عما أوجب الله من الطاعات التي يتضاعف ثوابها في رمضان 

وأشار الدكتور سيد صبحي الي أن الإكثار من الطاعات في رمضان – ليله ونهاره - مثل الصلاة في الجماعة والتراويح وقيام الليل وقراءة القرآن وعمل الخيرات ما ظهر منها وما بطن وصلة الأرحام وزيارة الجيران ومساعدة الفقراء والمستضعفين غير ذلك من الطاعات فهذه الأفعال ترقق النفس وتجعلها تشعر بحلاوة الطاعة والقرب من الله.

فتوى ناقصة

على الجانب الآخر رأى البعض أن الفتوى ناقصة ولا تعبر عن طبيعة الفتوى المؤسسية، وهي أقرب إلى فتوى شيخ الجامع الذي يفتي لشخص لن يعرف فتواه إلا هو.. على حد تعبير د. منير جمعة عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

جمعة قال أيضا: إن الفتاوى المؤسسية التي يطلع عليها عموم الناس ينبغي أن تختلف عن الفتاوى الشخصية؛ بقدرتها على تشعيب السؤال المطروح خاصة إذا كان مما عمت به البلوى، ووقع كثيرون فيه.

وقال: كان ينبغي على الدار أن تتحدث صراحة عن الخيام الرمضاني، وعن بانوراما الأعمال الدرامية وعن البرامج التي تأكل وقت الصائمين نهارا وحسناتهم ليلا، وتتسبب في حالة من الانحدار الأخلاقي لقيم المجتمع وتقاليده.

وطالب جمعة بأن يدرك القائمون على أمر تلك المؤسسات الدينية أنهم بهذه الطريقة يقزمون دور الفقيه وبالتالي دور الدين في هذه المرحلة التي يحتاج المجتمع فيها من يأخذ بيده نحو القيم العليا التي افتقد كثيرا منها.

 

اقرأ أيضا:

دار الإفتاء: صيام مريض الزهايمر صحيح.. وعلماء: ليس مكلفا أصلا

هل يجوز التبرع لخزينة الدولة من أموال الزكاة؟

جواز الإفطار في رمضان ... فتاوى دينية بلون سياسي

"حلاوة روح".. الفقيه تابع للسياسي!

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان