رئيس التحرير: عادل صبري 03:10 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

رمضان في العراق .. محبة وتواصل

رمضان في العراق .. محبة وتواصل

23 يوليو 2013 11:30

لرمضان في العراق نكهة مختلفة، فرغم ما يلاقيه أهل البلاد من انقطاع تيار الكهرباء وأحداث العنف في الشوارع، إلا أن الطقوس الرمضانية التي توارث بعضها العراقيين عن العثمانيين مازالت باقية وراسخة .

تذكر وكالة أنباء الشعر، تفاصيل وطقوس العراقيين في رمضان حيث تربى عليها أبناء الرافدين منها مِدفَع رمضان أو (الطوب) بالتركيَّة، والأصل في حكايته أنَّه يعود إلى العصر العثماني؛ حيث كان يُستخدَم هذا المدفعُ لتنبيه أهل بغداد بموعد الإفطار، وذلك بإطلاق إطلاقة صوتية في الهواء، وكان السبب في استخدام المدفع هو انعدام الإذاعات ووسائل الإعلام آنذاك، وبقي هذا المدفعُ إلى يومنا هذا تقليدًا تَحرِص وسائل الإعلام العراقية الرسميةُ وغيرها غلى التمسُّك به، إلا أنَّ مِدفَع اليوم هو رسمٌ ثلاثي الأبعاد مُصمَّم بـ(الكومبيوتر)، وينتظره الأطفال خاصَّةً بشغفٍ منقطع النظير قبل أذان المغرب مباشرةً.

 

ومن عادات أهل العراق في رمضان كثرةُ التزاور فيما بينهم في رمضان، وإقامة الولائم العائلية، وكذلك يتميَّز العراقيون بإخراج الطعام قبل الإفطار إلى الجيران، فيحصل تبادلٌ رائع بأطباق الطعام المختلفة، حتى يجد صاحب الدار الواحد أن ليس في سفرة طعامه مما صنَعه هو إلا القليل، أما الباقي فهي أطباق منوَّعة جاءت من هنا وهناك.

 

ومن عادات العراقيين أيضًا الإفطارُ على أسطح المنازل في نوع من تغيير الجو الداخلي للمنزل، ولكن هذه العادة اندثرت بعد الغزو الأمريكي الغاشم وتحليق مروحياته ليلَ نهارَ في سماء العراق، وكذلك الإطلاقات النارية الطائشة التي أصبحَت سِمَة العراق في عصر الفوضى، فعكَّرت هذه الأحداث صفوَ الأيام الخوالي.

 

أمّا المساجد، فتعيش أجواء مميَّزة في رمضان بطبيعة الحال؛ فتمتلئ بالمصلين -وليْتها امتلأتْ بالمصلين في رمضان وغيره- وتَشتغِل المساجد قبل رمضان بصيانة دورية مكثَّفة للإنارة وأجهزة التبريد، وخصوصًا إن جاء رمضان صيفًا وفي العراق! كما أنَّ المساجد تَنشَط في مُسابقات فكريَّة توزَّع خلالها جوائزُ ومصاحف وكتبٌ للفائزين في جوٍّ إيمانيٍّ وتنافُسي ماتع.

 

وتُقام موائد إفطار الصائمين في المساجد؛ بعضها من نفقات المسجد، وبعضها مما يَحمله المُحسنون، وأشهى موائد الإفطار عند العراقيين هو التمر العراقي، والمعروف بـ(تمر البصرة) أو (الخستاوي) واللبن، كما تشتهر موائد العراقيِّين في رمضان بشراب (النومي بصرة)، وهو شرابٌ مميَّز يحتسيه العراقيون عند السحور والإفطار، ويقولون عنه: إنَّه دواء للصداع.

 

ومع ارتفاع الحر الشديد الذي يمر هذه الأيام في العراق فإن صيام الشهر يكون صعباً على الكبار فكيف على الصغار الذين يسعى الأهل لتعويدهم على الصيام كأن يجعلوهم يصوموا لصلاة الظهر أو من صلاة الظهر حتى المغرب ومع هذا فتجد بعض الأطفال يتحدون بعضهم بصيام اليوم كاملاً .

 

و يمضي العراقيون يومهم الطويل والشديد الحر مع فريضة صيام فرضها الله عز وجل وفيها تقرب وثواب كبير .

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان